طُوي موسم الحصاد في تونس بتسجيل مؤشرات جد واعدة ومحترمة بحصد 23 مليون قنطار في موسم يُعتبر قياسيا من شأنه أن يساهم في التقليص بدرجة كبيرة في واردات تونس من الحبوب بالعملة الصعبة والتقليص من عجز الميزان التجاري الغذائي. وتستعد تونس لموسم الزراعات الكبرى 2014/2015 في ظل بوادر طيبة بنزول الغيث في مطلع فصل الخريف، غير أن العديد من الإشكاليات لا تزال قائمة وأضحت من شواغل الفلاحين على غرار توفر البذور الممتازة والأسمدة الكيميائية وخاصة معضلة تمويل الموسم الفلاحي وإشكالية المديونية في القطاع التي لا تزال تعيق قطاع الزراعات الكبرى. وبالنسبة للاستعدادات اللوجستية للموسم الجديد تشير المعطيات المتوفرة من طرف وزارة الفلاحة إلى أن المساحة المبرمجة تقدر بحوالي 1.454 مليون هكتار منها 859 ألف هكتار بولايات الشمال و 595 ألف هكتار بولايات الوسط والجنوب. وتتوزع هذه المساحات حسب الأنواع على 654 ألف هكتار قمح صلب و 133 ألف هكتار قمح لين و 654 ألف هكتار شعير و 13 ألف هكتار تريتيكال. مستلزمات الإنتاج وفي ما يتعلق بمستلزمات الإنتاج قدرت حاجات الجهات من البذور الممتازة ب 340 ألف قنطار موزعة بين 249 ألف قنطار قمح صلب و56 ألف قنطار قمح لين و 29.5 ألف قنطار شعير و 5.5 ألاف قنطار تريتيكال. وأظهرت ذات المعطيات انه رغم دخول شركتين خاصتين في إنتاج وتسويق البذور الممتازة بكمية تقدر بحوالي 25 ألف قنطار، فإن الإنتاج الوطني خلال هذا الموسم يبقى دون الحاجات المطلوبة نتيجة رفض عدة مساحات إكثار للبذور من طرف مصالح المراقبة الرسمية خاصة بالنسبة للشركة التعاونية المركزية للبذور والمشاتل الممتازة حسب تصريحات ممثلي الشركة والإدارة العامة لحماية ومراقبة جودة المنتوجات الفلاحية خلال جلسة عمل انعقدت في مطلع شهر أوت الماضي خصصت للنظر في برنامج إنتاج وتكييف البذور الممتازة. وأمام هذه الوضعية يُقترح أخذ الاحتياطات اللازمة لتوفير كميات إضافية من البذور العادية المنتقاة والعمل على غربلتها و مداواتها ضد الأمراض الفطرية. الأسمدة الكيميائية تقدر الحاجات الجملية من الأسمدة الكيميائية لموسم 2014/2015 حسب الأنواع ب 20 ألف طن من الفسفاط و 75 ألف طن من مادة ثاني فسفاط الامونيا (د ا ب) و 190 ألف طن من الأمونيتر. وفي ما يتعلق ببرنامج مقاومة الأعشاب الطفيلية فإنه من المنتظر أن يشمل خلال الموسم الجديد ، 594 ألف هكتار منها 404 آلاف هكتار بالأدوية ذات المفعول المزدوج ، مقابل 576 ألف هكتار تمت معالجتها خلال موسم 2013/2014. أما بالنسبة لبرنامج مقاومة الأمراض الفطرية ستتواصل مقاومة هذه الأمراض على غرار المواسم الفارطة عن طريق المعاينة الميدانية الدقيقة لظهور الأعراض الأولى للأمراض والتدخل بالمداواة في الإبان والعمل على توفير المبيدات بالكميات الكافية وفي الأوقات المناسبة. وينتظر مداواة قرابة 213 ألف هك ضد الأمراض الفطرية. إجراءات مقترحة لإنجاح الموسم أعدت سلطة الإشراف بالتعاون مع الجهات المهنية المتدخلة جملة من السيناريوهات والإجراءات المقترحة لتحسين موسم الزراعات الكبرى بما ينعكس لاحقا على موسم الحصاد وتحسين دخل المزارعين والتخلي تدريجيا عن الإشكاليات الهيكلية التي تتطور سنويا في القطاع. ويتمثل السيناريو الأول في انه سعيا لإنجاح موسم الحبوب 2014/2015، وقصد ضمان تبني الفلاحين للبرامج المعتمدة وتوفير مناخ مشجع للعمل، يُقترح الزيادة في سعر بيع البذور الممتازة مع ضرورة الزيادة في السعر الأساسي للحبوب عند الإنتاج والإبقاء على نفس منح التسليم السريع على النحو التالي : القمح الصلب : 97 د/ق أي بزيادة 10 د/ق مع الإبقاء على دعم في حدود 3 د/ق. القمح اللين: 84 د/ق أي بزيادة 8 د/ق وبالتالي رفع الدعم بالكامل. الشعير: 80 د/ق أي بزيادة 10 د/ق مع الإبقاء على دعم في حدود 6 د/ق. التريتيكال : 78 د/ق أي بزيادة 8 د/ق وبالتالي رفع الدعم بالكامل وعلى هذا الأساس، فإن الميزانية المنتظرة لدعم البذور الممتازة بعنوان موسم 2014/2015 باعتبار الكميات المزمع ترويجها ( 305 آلاف قنطار ) ومقترح الأسعار المشار إليه أعلاه، ستكون في حدود 782 ألف دينار مقابل 6,8 مليون دينار و 3,36 مليون دينار قيمة الدعم المخصصة للبذور الممتازة تباعا لموسم 2013 و 2014 ، أي بتخفيض في حجم الدعم بنحو 2,578 مليون دينار مقارنة بموسم 2014 . الفرضية الثانية وتتمثل الفرضية الثانية في إرجاء مواصلة رفع الدعم عن البذور الممتازة للحبوب بسنة أي الإبقاء على نفس الأسعار الحالية للبذور الممتازة و للحبوب أي أسعار سنة 2014 و كذلك مواصلة العمل بنفس المنح الاستثنائية للتسليم السريع للحبوب. و قصد ضمان تمويل موسم الزراعات الكبرى يُقترح مراجعة مقاييس إسناد قروض الزراعات الكبرى نحو الترفيع لملاءمتها مع تطور كلفة مستلزمات الإنتاج خاصة في تطور كلفة اليد العاملة والبذور والأدوية، مع مواصلة العمل بتكفل الدولة بنسبة 50 بالمائة من معلوم التأمين الفلاحي على العقود المكتتبة بعنوان مخاطر حجر البرد والحريق على الزراعات الكبرى على غرار ما تم العمل به في المواسم الفلاحية السابقة و تقدر كلفة هذه العملية ب 1 مليون دينار.