ستنظر احدى الدوائر الجنائية بالمحكمة الابتدائية بقرمبالية في نهاية الشهر الحالي في جريمة قتل تورط فيها شاب اعتدى على غريمه بواسطة الة حادة على مستوى جنبه، ورغم محاولة اسعاف الضحية فإنه لفظ انفاسه الاخيرة متأثرا بالمضاعفات الخطيرة للإصابة التي تعرض لها. التحريات في تفاصيل هذه القضية انطلقت في شهر نوفمبر 2013 على اثر تلقي مركز الأمن. اشعارا من أحد المستشفيات يفيد بقبول شاب في حالة صحية حرجة وانه خضع لعملية جراحية عاجلة الا ان وضعه الصحي حرج فتحولت دورية امنية على عين المكان لكن تعذر سماع أقوال المتضرر. وفي اليوم الموالي تلقت السلط الامنية اشعارا يفيد بوفاة الهالك فتحولت دورية امنية على عين المكان واجريت المعاينات الميدانية على الجثة من طرف وكيل الجمهورية بالمحكمة الابتدائية بقرمبالية واذن بعرضها على الطبيب الشرعي لتحديد اسباب الوفاة بدقة فيما انطلقت التحريات في الجريمة والتي تبين من خلالها ان الضحية والجاني عقدا جلسة خمرية كانت أجواؤها في البداية رائقة غير ان الضحية ودون موجب عمد الى شتم المتهم ورميه بأبشع النعوت لأنه سبق وان اعتدى عليه بالعنف منذ فترة طويلة. وتحولت المناوشة الكلامية الى معركة عمد خلالها المظنون فيه الى طعن غريمه على مستوى جنبه وتركه ينزف وتحصن بالفرار تاركا اياه في حالة صحية حرجة. وعلى ضوء هذه التحريات امكن حصر الشبهة في المظنون فيه فالقي القبض عليه. وباستنطاقه اعترف بما نسب اليه وافاد ان غريمه بادر باستفزازه وتلفظ بعبارات منافية للأخلاق وأنه عمد الى لكمه وركله دون موجب وأنه عندما لامه على صنيعه اعاد تعنيفه وحينها ثارت ثائرته ولم يستطع تمالك أعصابه وسدّد له طعنة على مستوى بطنه. وأضاف المتهم ان سبب تعنيف الضحية له يعود الى خلافات سابقة بينهما اذ سبق ان اندلعت مناوشة بينهما تولى خلالها تعنيفه فظل يحقد عليه وحاول رد الفعل رغم انه اعتذر منه مرارا الا ان الضحية ظل يضمر الحقد لغريمه ويبدو انه في يوم الواقعة استدرجه للجلسة الخمرية للاعتداء عليه الا ان الامور سارت على نحو غير متوقع وانقلبت بطريقة لم يتوقعها ووقعت الجريمة. وأكد الجاني ان ارادته لم تكن منصرفة الى ازهاق روح الضحية وأنه لم يخطط للجريمة اطلاقا بل وأنه كان يدافع عن نفسه من الاعتداء المسلط عليه وباستشارة النيابة العمومية اذنت بالاحتفاظ بالمظنون فيه من اجل ما نسب اليه . وبإحالته على قاضي التحقيق تمسك المتهم بأقواله السابقة وبعدم نيته قتل الضحية مشيرا إلى ان استفزازات هذا الاخير ومبادرته باستعمال العنف هي التي أدت الى وقوع الجريمة أمّا دفاع المتهم فقد بيّن في مستنداته الكتابية ان الافعال المنسوبة الى موكله تعد من قبيل تبادل العنف الواقع أثناء المعركة والناجم عنه الموت دون قصد القتل وبيّن ان الجانب المعنوي والمتمثل في انصراف ارادة الجاني الى ازهاق روح الضحية غير متوفر في قضية الحال لان موكله لم يخطط لارتكاب الجريمة وذهنه خال تماما من أي تخطيط وبعد ختم الابحاث وجهت للمظنون فيه تهمة القتل العمد واحيل الملف على دائرة الاتهام التي ايدت قرار ختم البحث واحالت الملف على الدائرة الجنائية التي ستنظر فيها قريبا .