«لمن يقول إن «النهضة» فقدت شعبيتها نقول له بيننا وبينك مدينة صفاقس وبيننا وبينك المسرح الصيفي سيدي منصور ( في إشارة الى الحضور الجماهيري الهائل للاجتماع الشعبي ) ... تونس هي منارة الديمقراطيات العربية وهي الوحيدة التي تجري فيها الانتخابات باشراف هيئة وطنية عليا منتخبة ومستقلة ... الثورة حسمت مسألة الهوية والحرية وأسقطت صنم الزعيم الأوحد والحزب الواحد والانتخابات المزورة والاعلام الخشبي ولن نسمح بعودة الاستبداد والفساد وهيمنة الحزب الواحد... لمّا كنا في السلطة لم ننتقم لأن الانتقام لا يبني الحضارات ولا ينفعها ... ومع اننا وصلنا الى السلطة عبر صناديق الاقتراع فاننا خرجنا منها من أجل تونس لأن محبة تونس «موش كلام» وخروجنا من السلطة جعلنا ندخل قلوب الناس ونستوطنها ... نحن عقدنا 9 مؤتمرات في تاريخ «النهضة» منها مؤتمر واحد بعد الثورة وهو ما يعكس تجذّر الديمقراطية في صفوفنا وفي ممارساتنا والغريب ان يأتي من يتّهمنا بأننا غير ديمقراطيين والحال انه لم يعقد مؤتمرا واحدا لحزبه» هذا بعض ما جاء على لسان رئيس حركة «النهضة» راشد الغنوشي خلال اشرافه مساء السبت على اجتماع شعبي كبير لحركة «النهضة» بصفاقس واحتضنه المسرح الصيفي بطريق سيدي منصور والذي غصت مدرجاته بالآلاف من أنصار الحركة الى جانب حضور متنوع للاعلاميين التونسيين ومن خارج البلاد. وخلال هذا الاجتماع الشعبي الذي علت فيه شعارات مثل «الشعب يريد «النهضة» من جديد» و«محبة تونس موش كلام» مع اطلاق عدد كبير من البالونات الهوائية التي تحمل شعار الحركة تم الترحيب بالحضور وبرموز الحركة ومن ضمنهم الدكتور منصف بن سالم والشيخ الحبيب اللوز الى جانب توجيه التحية لشهداء الوطن من المناضلين والثائرين ومن النقابيين ومن المؤسستين العسكرية والأمنية. كما تم تقديم قائمتي حركة «النهضة» بصفاقس 1 وصفاقس 2 وقال الحبيب إدريس الكاتب العام للمكتب الجهوي لحركة «النهضة» بصفاقس انه يوم 16 أكتوبر 2011 وبنفس المكان (أي المسرح الصيفي سيدي منصور) كانت «النهضة» أقوى حركة في البلاد وأن تونس اليوم في 18 أكتوبر 2014 هي الاقوى بحركة «النهضة» وتحدث محمد الفريخة رئيس قائمة صفاقس 2 عن بعض البرامج ومنها العمل على إنهاء حالة التهميش التي عانت منها صفاقس طيلة نصف قرن ومجابهة مشاكل التلوث والنقل والبطالة والتنمية . أما فتحي العيادي رئيس مجلس شورى حركة «النهضة» ورئيس قائمتها لصفاقس 1 فقد ترحّم على كل شهداء الوطن وقال إنّ صفاقس ستبقى قلعة نضالية كبيرة وانها دائما تضرب مواعيد مع التاريخ لا تخلفها وانه بصفاقس سيتم استكمال المشوار وانجاحه. أمّا الشيخ الحبيب اللوز فقال ان المستقبل هو لتونس وللهوية العربية الاسلامية وللثورة وأن «النهضة» باقية قوية لانها تقوم على التوافق وتغليب المصلحة العليا للبلاد . من جانبه توقف رئيس حركة «النهضة» الشيخ راشد الغنوشي عند شعبية «النهضة» في صفاقس وقال ان الجموع الكبيرة التي حضرت الاجتماع تقيم الدليل على أن شعبية الحركة باقية وكبيرة وقوية على عكس ما يدعيه البعض واضاف أن المعارك الكبرى تحسم دائما في صفاقس ومنها معركة الاستقلال ومعركة الاطاحة بالاستبداد والآن معركة الانتصار على قوى الثورة المضادة وأشاد الغنوشي بعديد المناضلين من أبناء صفاقس ومنهم المناضل علي بن خليفة الذي وقف سدا منيعا في وجه الاستعمار الفرنسي ليحمي صفاقس وسورها لأشهر طويلة ومنهم الشهيد فرحات حشاد . وقال الغنوشي إن صفاقس بمثل ما عرفت بكونها مدينة العمل والانتاج والعلم والدراسة والمثابرة فانها ايضا كانت قلعة لاحتضان رجال المال والاعمال وكانت أيضا قلعة للعمل والحراك والنضال النقابي. وأضاف انه ليس غريبا أن تبقى صفاقس بعيدة عن الارهاب الذي لم تطلها أياديه المجرمة باعتبار انها مدينة العمل والاتقان والحرفية والعلم والتفاني في الدراسة الى جانب ان فيها أئمة وعلماء مجتهدين يحسنون تأطير الشباب . وقال راشد الغنوشي ان الاسلام هو دين رحمة واعتدال وأخذ بناصية العلم محيّيا تجذّر «النهضة» في مدينة صفاقس باعتبارها حركة تناضل منذ 40سنة من أجل تونس عربية ومسلمة تتوافق فيها كل الآراء وفق القيم الانسانية التي تمقت الصنم الواحد والحزب الواحد والفكر الواحد والانتخابات المزورة التي تصادر حقوق الناس وآراءهم واصواتهم وايضا الاعلام الخشبي وأضاف الغنوشي ان «النهضة» ومن ورائها الشعب لن تسمح بعودة الاستبداد والفساد وهيمنة الحزب الواحد وانتقد من يتهمون «النهضة» بأنها حركة غير ديمقراطية مستشهدا بان الحركة عقدت 9 مؤتمرات منها مؤتمر واحد بعد الثورة مشيرا إلى أن في ذلك دليلا على تجذّر الديمقراطية داخلها على عكس بعض المنتقدين الذين لم ينجزوا مؤتمرا واحدا لأحزابهم. وقال إن السلوك الديمقراطي تجذر وتجلىّ لما كانت «النهضة» في الحكم وانها ابتعدت عن سياسة الانتقام والتشفي ممن اضطهدها باعتبار ان الانتقام لا يبني الحضارات ولا يصنعها وان ذلك السلوك تجلّى أيضا لما غادرت «النهضة» الحكم الذي وصلت اليه عبر صناديق الاقتراع من أجل تونس التي أكد أن محبتها «موش كلام» مشيرا إلى أن خروج «النهضة» من سدة الحكم طواعية ادخلها الى قلوب التونسيين. وانتقد الغنوشي المشككين في كل شيء بما في ذلك نزاهة الهيئة العليا المستقلة للانتخابات وطالب بعدم تقسيم التونسيين لان الشعب موحد بدين واحد ومذهب واحد على امتداد التاريخ وقال انّ منتوج «النهضة» في التنمية للبلاد اثناء حكمها كان أفضل ممّن سبقها وممّن جاء بعدها رغم وضع العصا في العجلة ولفت الى أهمية الأسرة والشباب والزواج المبكر وغير ذلك من القضايا.