لا يشك أحد ولا يختلف اثنان في أن المدرب خالد بن يحيى عاد إلى حديقة الرياضة «ب» في أصعب فترة يشهدها الترجي الرياضي من حيث محدودية الزاد البشري وقيمة المجموعة واستعداداتها وجاهزيتها وبالتالي من حيث الحلول الكفيلة بالإرتقاء بمستوى ونتائج الفريق إلى أعلى الدرجات... هي بدون شك مرحلة انتقالية تتعدد فيها المشاكل الفنية ويخسر خلالها الفريق ثوابته ونقاط قوته دون أن تتوفر البدائل القادرة على القضاء على السلبيات الكثيرة أو تقديم الإضافة المطلوبة ... لكل هذه المعطيات اخترنا أن يكون مدرب الترجي الرياضي ضيفنا اليوم على أعمدة «التونسية» للتطرق إلى كل متاعب ومشاكل الأحمر والأصفر والحلول الآنية التي يمكن استعمالها للتقليص من النقائص ووضع ثوابت جديدة للفريق تصنع قوته وتساعده على تدارك هذه الفترة وتحقيق الإنتصارات. بماذا تفسر العقم الكبير في استغلال الفرص السهلة السانحة للتهديف؟ حين تغيب الإنتصارات يفقد اللاعب الثقة في نفسه وينتابه الشك وهو ما يؤثر سلبيا على مردوده بما في ذلك اللمسة الأخيرة أمام المرمى وإهدار فرصا سهلة تصعّب مهمتنا كثيرا في كل مباراة وهو السبب الرئيسي وراء العقم الهجومي وعدم استغلال الكرات السانحة للوصول إلى شباك منافسينا ، وعلى أية حال وفي انتظار تحسن النتائج وأعني هنا تتالي الإنتصارات المتعوّد عليها فريقنا والتي ستعيد الثقة للاعبين نحن بصدد العمل في التمارين على هذا الجانب لتحسين النجاعة أمام المرمى وتفادي هذا العائق الكبير الذي نعاني منه في هذه الفترة. إذن فإن الفوز على نجم المتلوي هام من الناحية المعنوية علاوة على النقاط الثلاث الثمينة في هذه الفترة؟ وهو كذلك، فكل نتيجة إيجابية هامة جدا على كل المستويات في هذه الفترة ، من جهة وضعيتنا في الترتيب لا تسمح بإهدار المزيد من النقاط للتطلع إلى التدارك والعودة للمنافسة على اللقب وهو الهدف الذي لا نزال متشبثين به رغم البداية المتعثرة لأن قدر الترجي الرياضي التتويج في نهاية كل موسم ، من جهة أخرى نحن في حاجة إلى رفع المعنويات والتخلص من مرحلة الشك وهو ما سيفسح المجال أمام اللاعبين للظهور على حقيقة إمكانياتهم ومؤهلاتهم وهو ما سيرتقي بالمستوى العام للفريق. في المباراة الأخيرة ضد نجم المتلوي لعبت بثنائي دفاعي في وسط الميدان من خلال إقحام كوليبالي إلى جانب الراقد ... فهل هو تغيير في قناعتك بحكم ظروف المجموعة؟ لم ألعب «بزوز بيفوات» ولن ألعب بهذا التوجه بتاتا ولم أغيّر من قناعاتي التي تظل ثابتة لإيماني بجدواها ، فكوليبالي وحسب اكتشافي لإمكانياته له مواصفات هجومية كبيرة لمتوسط ميدان وقد عوّلت عليه في هذه الخطة الهجومية أمام نجم المتلوي واكتفيت بالراقد فحسب « كبيفو» ، وسيقدم لنا كوليبالي مستقبلا إضافة هجومية كبيرة في وسط الميدان على مستوى البناء وتمكين المهاجمين من كرات سانحة للتهديف . إذن جاء هذا الإختيار في إطار الحلول البديلة لسد الشغور الذي تركه صانع الألعاب أسامة الدراجي؟ فعلا، فالدراجي له تأثير كبير على لعبنا الهجومي وترك غيابه فراغا كبيرا كان لزاما عليّ البحث عن الحلول البديلة ومن بينها كوليبالي نظرا للمواصفات التي يتمتع بها وإمكانياته الهجومية التي سنستفيد منها إذ أن آداء هذا الأخير كان يمكن أن يكون أفضل لو لم تتم دعوته إلى المنتخب الإيفواري دون المشاركة في أي لقاء لأن المقابلات الودية التي خضناها في تلك الفترة كانت ستساهم في استعادته نسق المقابلات أكثر فأكثر. التغييرات المتتالية في التشكيلة تؤكد أنك لم تجد بعد التركيبة المثلى لكن ألا تعتقد أنها تؤثر سلبيا على الآداء لغياب اللحمة بين اللاعبين؟ كلنا نعلم أننا نمر بفترة انتقالية صعبة وأن مردود اللاعبين ليس منتظما وهذا ما يضعني أمام ضرورة التعويل على من هم الأجدر والأكثر استعدادا من غيرهم بحثا عن مردود أفضل ومستوى مقنع يساعدنا على تدارك وضعيتنا وتحقيق النتائج الإيجابية ، ثم إن مهمتي تفرض عليّ إعطاء الفرصة لمن يستحقها بعيدا عن الأسماء وهذا ما ينفع الترجي الرياضي اليوم. بصراحة هل تعتقد أن الترجي الرياضي قادر على العودة إلى المنافسة على اللقب؟ بصراحة هذا ما نحن ساعون إليه طبقا لما هو متوفر لدينا من إمكانيات ، صحيح أننا أضعنا نقاطا عديدة وصحيح أن وضعيتنا في الترتيب صعبة لكننا لن ندخر أي مجهود من أجل التدارك ، وأكيد أن البطولة لا تزال طويلة والتقلبات فيها واردة جدا والمهم الآن هو مواصلة العمل بنفس الجدية والإنضباط وهذا ما سنجني أكله بدون شك في القريب.