لا حديث في الشارع الرياضي في سوسة وفي كل المناطق المحبّة للنجم الرياضي الساحلي إلاّ عن مخلفات مباراة بنزرت وما ترتب عنها من قرارات صدرت عن المكتب الجامعي في اجتماعه أمس والتي طالت المدير التنفيذي للنجم حسين جنيح ورئيس الجمعية رضا شرف الدين. الهيئة المديرة لفريق جوهرة الساحل اجتمعت بعد صدور القرارات للنظر فيها قبل أن تقوم بإصدار بلاغ تضمّن استنكارا لهذه القرارات التي اعتبرتها هيئة النجم الساحلي تحويلا لفريقهم من ضحيّة الى متّهم والحال أن ما جدّ في ملعب 15 أكتوبر في بنزرت من بروز لافتة مهينة للسواحلية، الى مردود الحكم محمد بن حسانة الذي أغمض عينيه عن هدف شرعي وأمام فداحة الأخطاء وما تعرّض له النجم وجمهوره من إساءة، كان من المفروض عدم تحميله أكثر ممّا تحمّل خاصة وأن حادثة اللافتة ليست سابقة بل هي لاحقة تضرّر منها النجم وأحباؤه معنويا في مشهد مؤلم يتكرّر للمرة الثالثة وهذا ما لم تأخذه الجامعة التونسية لكرة القدم بعين الاعتبار والتي حاسبت مسؤولي النجم عن تصريحاتهم قبل أن تحاسب من تسبّب في تلك الحالة من الاحتقان... البلاغ الصادر عن هيئة النجم استهجن قرارات المكتب الجامعي واعتبر أن دعوة رئيس الجمعية رضا شرف الدين للمثول أمام لجنة التأديب إهانة أخرى للنجم الساحلي كمدرسة رياضية وتربوية وأخلاقية جذورها ضاربة في العراقة. رفض قطعي الأستاذ أمين موقو الناطق الرسمي باسم الهيئة المديرة للنجم الرياضي الساحلي أكّد لنا صباح أمس أنه لا مجال لمناقشة مسألة حضور رضا شرف الدين أمام لجنة التأديب والرفض القطعي لهذا القرار من قبل النجم الساحلي لأن دعوة رئيسه للمثول أمام لجنة التأديب هي إساءة أخرى للنجم... من جهة أخرى قد يتم اللجوء الى المحكمة الرياضية للطعن في قرارات المكتب الجامعي ولا سيما المتعلقة بالعقوبة الصادرة ضد المدير التنفيذي حسين جنيح بحرمانه من الجلوس خمس مقابلات على مقعد الاحتياطيين وتخطئته بمبلغ 1500 دينار. تهديد بسحب الثقة قرارات المكتب الجامعي ضد النجم الرياضي الساحلي اعتبرتها العائلة الموسعة لفريق جوهرة الساحل ظالمة وحوّلت فريقهم من مظلوم الى ظالم. ويبدو أن هناك تهديد بسحب الثقة من الجامعة التونسية لكرة القدم ما لم يتم انصاف الفريق، الذي تضرّر معنويا وتحمل الاساءة والإهانة في أكثر من مناسبة على مرأى من ملايين المشاهدين، من خلال الحيّز الزمني الذي أخذته اللافتة، ليقرأها الكبير والصغير... قبل أن يدفع النجم ثمن الصافرة المبحوحة للحكم بن حسانة بإلغائه هدفا شرعيا لا لبس فيه، سرعان ما تحوّلت إثره الكرة الى مناطق النجم لتثمر هدفا للنادي البنزرتي. قرارات الجامعة التونسية لكرة القدم لابدّ أن يعاد فيها النظر لأن ما تعرّض له النجم الساحلي يوم الأحد الفارط لم يكن بالأمر الهيّن ويستوجب شيئا من البحث والتمحيص في ملابساته قبل توجيه العقوبات واستصدار القرارات... ثم إن فريق جوهرة الساحل كثيرا ما تضرّر ودفع الثمن ولكنّه يبقى دوما الفريق القادر على تحقيق التجاوز نحو الأفضل في ظل ما يمتلكه من آليات للنجاح وعدم الوقوف عند هذه الحادثة... والأكيد أن الفريق الذي تذوّق طعم كل الألقاب القارية والوطنية وفي رصيده أكثر من ثلاثين تتويجا وكان أوّل فريق تونسي يعانق العالمية ويبلغ نصف نهائي كأس العالم للأندية سوف لن تثنيه الصعوبات التي تعترضه عن مواصلة مسيرته بكل ثبات... ألم يدخل النجم الساحلي سباق بطولة هذا الموسم منقوصا من فريق بأكمله ونجح في فرص لونه وأمتع وأقنع وهو مازال قادر على أفضل من ذلك؟ ألم يسبق للنجم أن سُرقت منه ألقاب وانتزعت منه نقاط ولم يأبه بذلك بل واصل تألقه مستفيدا من لحمة أبنائه وثراء مخزونه وحبّ جمهوره؟ لذلك فإن قدر النجم هو ألاّ تكون انتصاراته وألقابه يسيرة المنال فقط لأن نكهتها تبقى ألذّ مذاقا... فما حدث ليس سوى فاصل قصير بعده إشعاع النجمة الساحلية سيتواصل.