إجراءات أمنية صارمة لحماية الصّابة من النّهب والسّرقة تواصلا مع الموسم المتميز لصابة الحبوب لهذا العام (أكثر من 23 مليون قنطار) تستعد تونس لجني صابة زيتون اعتبرتها وزارة الفلاحة استثنائية بكل المقاييس من خلال تطوّرها بنسبة 300 بالمائة بالمقارنة مع موسم 2013/2014. وتشير تقديرات الوزارة بأنّ صابة زيت الزيتون ستتجاوز 285 ألف طن مقابل 70 ألف طن في الموسم المنقضي باعتبار عامل انحباس الإمطار وعامل المعاومة الذي يقضي بحصول إنتاج متفاوت بين موسم وآخر. وكشفت تقارير فلاحية انه من المنتظر أن ينطلق موسم الجني بصفة مبكرة (مطلع شهر نوفمبر) باعتبار ضعف المخزون من الزيت والرغبة في إنجاز الطلبات المؤكدة لدى المصدرين وكذلك تأمين الصابة . وحرصا على إنجاح موسم جني الزيتون وتثمينه اتخذت وزارة الفلاحة بالتعاون مع الأطراف المهنية والأمنية على جملة من الإجراءات على عدة أصعدة، وذلك على مستوى التنظيم والمتابعة وعلى مستوى الجني والنقل إلى جانب ضبط الاستعدادات على مستوى الترويج والتحويل. وستحرص الجهات المتدخلة في جانب التنظيم والمتابعة على حماية الصابة في هذه الظروف الاستثنائية من السرقة والتهريب من خلال تحديد المناطق المعرضة للتجاوزات لعرضها على الجهات الأمنية لتشديد الرقابة عليها على غرار الأراضي الدولية والمقاسم الفنية. وتم في الغرض ضبط خطة أمنية بالتعاون مع مصالح وزارة الداخلية لتامين الصابة من عمليات النهب والسرقة تتضمن حوالي 12 نقطة. ومن أهم هذه النقاط تكثيف الدوريات الأمنية وسيتم دعم الجهاز بالموارد من طرف وزارة الفلاحة، إلى جانب تكثيف مراقبة نقل الزيتون للحد من التهريب في اتجاه الحدود. إلى ذلك من دعوة جمعيات مالكي الزياتين لانتداب حراس لحماية غابات الزياتين علاوة على إحداث رقم اخضر في كل ولاية يمكن من الاتصال بالوحدات الأمنية للتبليغ عن عمليات السرقة والنهب. وفي جانب الجني أظهرت المعطيات المتوفرة انه سيتم إحصاء الحاجات الضرورية من اليد العاملة للجني وأماكن تدخلها. وأكدت الأطراف المتدخلة في هذا الإطار على توفير اليد العاملة وتفادي النقص الممكن خلال ذروة الموسم حيث سيقع التنسيق مع وزارة التشغيل قصد تفعيل آليات للتدخل عند تسجيل طلبات لليد العاملة وتنفيذ برنامج للتشجيع على اعتماد الجني الآلي. وفي مستوى النقل سيتم حث المنتجين وتحسيسهم بضرورة نقل الزيتون في صناديق ومنع استعمال أكياس البلاستيك لما تلحقه من أضرار بالثمار وتدنّ في جودة الزيت فضلا عن تسهيل عمليات نقل الزيتون في العربات دون الإخلال بشروط السلامة. وفي جانب الترويج تم التأكيد على حث المنتجين على بيع الزيتون مباشرة إلى المعاصر أو في أسواق الجملة لمنتجات الفلاحة ومنع التجميع أو الاتجار خارج هذه الفضاءات والانتصاب العشوائي لبيع الزيتون. وفي ما يتعلق بالتحويل تدعو الوزارة أصحاب المعاصر لتثمين الموسم بإنتاج زيت زيتون ذي نوعية عالية بإتباع القواعد الفنية النصوح بها واستغلال طاقات التحويل على أحسن وجه مع الحرص على تفادي الاكتظاظ وتراكم الزيتون بالمعاصر بما قد يفقده جودته.