قال سليم سعد الله نائب رئيس منظمة الدفاع عن المستهلك في تصريح ل «التونسية» إن اجتماع مكتب المنظمة المزمع عقده عشية اليوم سيتخذ جملة من القرارات الصارمة في ما يخص الارتفاع غير المسبوق في أسعار العديد من مواد الاستهلاك هذه المدّة وأنه ينتظر أن يتخذ المكتب جملة من القرارات في ما يخص الطماطم المعجونة. وأشار سعد الله إلى أن القرارات التي ستتخذها المنظمة ستضع الهياكل الرسمية أمام مسؤولياتها في التصدي لغول الأسعار وأنه سيتم توجيه الخطاب مباشرة إلى المستهلك لمقاطعة العديد من المواد الأساسية التي تحتاجها الطبقات المتوسطة والضعيفة أساسا . كما أكد نائب رئيس المنظمة أن انشغال الأمن وهياكل المراقبة بتأمين الانتخابات أدى إلى إستغلال بعض التجار للوضع والترفيع في الأسعار الى جانب تزامن هذا الظرف مع تقاطع الفصول الذي يشهد غالبا نقصا في التزويد ببعض الخضر. أما في ما يتعلق بالقرارات المرتقبة بخصوص معجون الطماطم فقد قال سعد الله إنه سبق أن طلبت المنظمة من المصنعين عدم المضي في تحرير الاسعار كليا والابقاء على الاسعار المعمول بها حاليا (2050 مليما للعلبة سعة 800 غرام) إلى شهر جوان 2015 وذلك حتى تتمكن الحكومة القادمة من مراجعة منظومة الدعم بطرق تحمي القدرة الشرائية للطبقات الضعيفة و وضع الآليات الكفيلة بتوجيه التعويض إلى الفئات المستهدفة مباشرة. وأضاف سعد الله أن المصنعين وعدوا في اجتماع سابق مع ممثلي منظمة الدفاع عن المستهلك بالتريث في تحرير أسعار معجون الطماطم كليا غير أن هذه الأخيرة فوجئت ببعض الماركات تمضي في قرارها ليرتفع السعر مؤخرا إلى 2310 مليمات للعلبة سعة 800 غرام وهو ما اعتبرته المنظمة تعديا صارخا على القدرة الشرائية ، واعتبر سعد الله أن الحكومة تتحمّل المسؤولية بالكامل خاصة أنها انساقت إلى رفع الدعم عن هذه المادة الأساسية في وقت إقرارها تحرير هذا المنتج المصنع دون مراعاة لتداعياته، في ظرفية انتقالية حرجة اقتصاديا على المواطن وأنه كان بإمكانها التريث قبل إخراج هذه المادة عن دائرة الدعم مشيرا الى أن نفقات دعمها ليست بالكبيرة مقارنة بمنتجات أخرى. وحول نوعية القرارات التي ستنبثق عن اجتماع مكتب المنظمة اليوم قال سعد الله إنه سيتم إذا اقتضى الأمر التعريف بالماركات التي لم ترفع في أسعارها وحث وزارة التجارة على توفير عرضها بالمناطق الداخلية لتكون في متناول الفئات المستهدفة وأنه ستتم دعوة الوزارة إلى تكثيف مراقبتها على صادرات الطماطم لتكون الأولوية في التزويد للسوق المحلية. وقال ان المنظمة ستلجأ عند ملاحظة أي إرباك بالأسواق الى المطالبة بتوريد معجون الطماطم ثلاثي التركيز سائبا على أن يقع تعليبه في تونس وترويجه بأسعار ستكون حتما أدنى بكثير من الحالية. وعبر عضو المنظمة عن أمله في تجاوب الصناعيين مراعاة لمصلحة المستهلك والاقتصاد الذي استنزفته ركود منظومة الاستهلاك وانحسار الطاقة الاستهلاكية للمواد المحررة لدى قرابة 30بالمائة فقط من السكان وتركيز الأغلبية على استهلاك المواد المدعمة أساسا.