"عاش يتمنى في عنبة مات جابولو عنقود ..." هكذا تحدث علي الدوعاجي عن "فنان الغلبة " الذي جرت العادة أن لا يقع الالتفاف إليه أو تكريمه إلا بعد مماته وكم من فنان ومبدع أنهى حياته يلفه التهميش والنسيان ...وفي اتجاه معاكس لما هو سائد ارتأت دار الثقافة بقرنبالية منذ السنة الفارطة تكريم الفنانة القديرة نعمة وفي هذا الإطار وبتنظيم مشترك مع المندوبية الجهوية للثقافة بنابل تنتظم الدورة الثانية لمهرجان نعمة لموسيقى الهواة بقرنبالية من 31 أكتوبر إلى 5نوفمبر 2014 وتشتمل النسخة الثانية على معرض صور ووثائق حول مسيرة الفنانة نعمة ويذكر أن حليمة الاسم الأصلي للفنانة نعمة أصيلة قرية أزمور من معتمدية قليبية من ولاية نابل وبالتالي إن تكريمها في نابل جاء ليقطع مع مقولة "لا نبي في قومه " من جهة أخرى يذكر أن مسيرتها الفنية انطلقت مبكرة من نهج الباشا وتحديدا من بيت الرصايصي الذي كان عبارة عن استوديو للفن قبل أن ترسخ أقدامها في عالم الفن من خلال الانضمام إلى المعهد الرشيدي ليلقبها الموسيقار الراحل صالح المهدي بنعمة ويلحن لها مجموعة من الأغاني على غرار "الليل آه يا الليل جيت نشكيلك.." و"الدنيا هانية " كما لحن لها الفنان خميس ترنان "شرع الحب " و"ما حلاها كلمة في فمي " ثم الانضمام إلى فرقة الإذاعة سنة 1958 كمطربة رسمية ضمن المجموعة الصوتية التي ضمت عدة نجوم على غرار صليحة وعلية قبل أن تنطلق مرحلة الانتشار عربيا ليطبق عليها الأديب يوسف إدريس لقب فنانة تونس الأولى وتميزت نعمة بعدم اكتفاءها بلون واحد وتجاوز رصيدها 360 أغنية ولحن أشهر الملحنين في تونس على غرار خميس ترنان وصالح المهدي وقدور الصرارفي من تونس وحسن العريبي من ليبيا وسيد مكاوي من مصر . وعلى صعيد آخر وبالعودة إلى برنامج الدور الثانية لمهرجان نعمة فيتضمن إلى جانب المعرض الوثائقي مسابقة في العزف يوم الجمعة 31 أكتوبر وسهرة موسيقية لفرقة زرياب بقيادة الأستاذ ماهر يعيش يوم السبت 1 نوفمبر بالتوازي مع انطلاق مسابقة الغناء الفردي في أداء أغاني الفنانة نعمة وتتخللها مداخلات شعرية لكلا من صابر العبسي ومحمد الدامرجي وسعيد العكايشي ويختتم المهرجان على الساعة الثامنة من مساء السبت بتكريم الفنانة نعمة والفنان بلغيث الصيادي وتوزيع الجوائز على الفائزين في مسابقتي العز والغناء .