لا يخفى على احد ان النادي الرياضي الصفاقسي يعاني من مشكل عدم التواصل المتين بين رجالاته وكبار مدعميه وهذا على امتداد تاريخه غير البعيد وهو ما يجعل الاعباء كبيرة على كل من يتحمل مسؤولية قيادة الفريق في ظل النفقات الكبيرة من ناحية وضعف الموارد القارة من ناحية ثانية والاحباء ملوا فيما مضى من هذه الانقسامات والتباعد بين الكبار مطالبين بعدم نشر الغسيل الداخلي على اعمدة الصحف والانكباب الجماعي على وضع مصلحة النادي فوق كل اعتبار بعيدا عن الحزازات الشخصية او الاختلافات في الرؤى والتوجهات التي ما ينبغي في الاصل ان تفسد للود قضية. ولكن يبدو ان قدر الفريق ان لا يبتعد عن المشاكل التي ستبقى ملازمة له طالما بقي التنافر ليبقى الجرح نازفا ... وكل المخاوف الان ان تزيد الاختلافات السياسية بين البعض في زيادة هوة التباعد اتساعا مع ان القاعدة العريضة للنادي تريد ان ترى الفريق بعيدا عن السياسة وهمومها واختلافاتها وانقساماتها والسياسة والرياضة لا يلتقيان. كلام كثير يمكن ان يقال في هذا الاطار ولسنا راغبين في النفخ في نار هذه الانقسامات ولكن ما جرنا الى الكلام هو تداعيات الحوار الصحفي الذي ادلى به رئيس اللجنة العليا للدعم بالنادي الصفاقسي ورئيس قائمة نداء تونس عن دائرة صفاقس 2 في الانتخابات التشريعية منصف السلامي لفائدة صحيفة يومية وما انجر على ذلك الحوار الصحفي من قيام الرئيس السابق لهذه اللجنة منذر بن عياد باعلان انسحابه من هيئة الدعم والانسحاب من جميع اللجان بالفريق والاكتفاء بمتابعة مقابلات النادي المنقولة على التلفاز فقط . ففي الحوار الصحفي مع رئيس اللجنة العليا للدعم انتقد منصف السلامي رئيس النادي لطفي عبد الناظر ومنذر بن عياد حيث قال السلامي ان وضع الفريق حرج نسبيا وان المطلوب من لطفي عبد الناظر العمل على لم الشمل وجمع كل الداعمين والكفاءات والغيورين المخلصين لتحليل هذا الوضع وايجاد الحلول الناجعة له واستطرد السلامي بالقول ان مجابهة الازمة التي مرت بها الجمعية لا تحل بشخص او شخصين بل بصفة جماعية وان اقتصار لطفي عبد الناظر على منذر بن عياد كان اختيارا غير صائب بالمرة لان بن عياد لا يملك الخبرة الكافية ولا يتمتع باشعاع داخل الاسرة الموسعة للنادي وبالتالي فهو ليس رجل توافق وليس ايجابيا ولا يمكن له القيام بالدور الذي اوكل اليه في الفترة الماضية واقترح منصف السلامي على لطفي عبد الناظر الاسراع بجمع كل الداعمين والكفاءات قبل الجلسة العامة حتى يشخص الوضع ويضع النقاط على الحروف وحتى يقف هؤلاء وراءه متى مر بصعوبات مادية ومعنوية. وباعتبار ما تضمنه حوار منصف السلامي من تهجم على منذر بن عياد واعتباره يفتقد للخبرة ولا يتمتع بالاشعاع داخل الاسرة الموسعة للنادي فان هذا الاخير اي منذر بن عياد قرر الانسحاب من كل لجان النادي والابتعاد عن كل الانشطة له بالفريق واعلن ذلك في رسالة وجهها الى منصف السلامي رئيس اللجنة العليا للدعم وتمكنت «التونسية» بطريقتها الخاصة من الظفر بنسخة منها وجاء في الرسالة ما يلي: «بسم الله الرحمن الرحيم إلى السيد المنصف السلامي رئيس الهيئة العليا للدعم للنادي الرياضي الصفاقسي سيدي الرئيس على إثر المقال الصادر في إحدى اليوميات والتي تم فيها التهجم على شخصي من طرفكم وللمرة الثالثة على التوالي منذ صائفة 2014 متهما اياي بأنني دخيل على النادي الرياضي الصفاقسي وعلى كرة القدم بصفة عامة ودعواتك المتكررة لإبعادي واقصائي اردت ان اذكركم في بداية هاته الرسالة المفتوحة بما قد تكون قد نسيته. لقد ترعرعت منذ نعومة أظافري في مدينة صفاقس على حب هذا النادي العريق في عائلة رياضية حيث كان والدي يشغل خطة كاتب عام بالنادي عديد السنوات اخر أيام الاستعمار وأوائل أيام الاستقلال. لقد التحقت باللجنة العليا للدعم إثر إتمام دراستي بالولايات المتحدةالأمريكية والتحصيل على شهادة الدكتوراه في الهندسة الإعلامية ثم عودتي إلى تونس وقد كنت أصغر شخص التحق بهذا الهيكل في تاريخ النادي حيث لم يتجاوز سني 28 سنة آنذاك ( 1990 ) ولقد تعلمت على كثير من رجالات النادي الذين تداولوا على هذا الهيكل أمثال سي مختار الفخفاخ وسي منصف الجراية وسي محمد علولو وغيرهم ممن تركوا أثارا طيبة وبصمات عميقة في تاريخ النادي وقد كنت دائما وسنويا أقدم الدعم المادي حسب امكانياتي ومعلوم المشاركة آنذاك 5 الاف دينار ثم 10 ثم 15 ثم 30 الف دينار وقد تمكنت بعون الله وحمده بتوفير دعم مادي للنادي بما يقارب 200 ألف دينار من مالي الخاص خلال هذه السنة. أخيرا لقد كان لي شرف رئاسة هذا الهيكل للنادي في مناسبتين في جوان 2012 حيث كنت أشغل خطة نائب رئيس وعلى إثر استقالة الرئيس المنتخب آنذاك تحملت المسؤولية حتى نهاية المدة النيابية المنتهية ديسمبر 2012 حسب مقتضيات القانون الأساسي للنادي ثم وقع انتخابي رئيسا لهذا الهيكل للمدة النيابية المتراوحة بين ديسمبر 2012 إلى ديسمبر 2013 تاريخ تسلمك هذا المنصب. لقد شغلت قبل هذا أي سنة 2010 خطة نائب رئيس لهيئة الدعم لما كنت انت رئيسا لها واشتغلت معك على عدة مشاريع لعل أبرزها مشروع اللوحة الضوئية للإشهار بمعية السوسيوس ومشروع نادي الألف اللذين انطلقا خلال الموسم الرياضي الحالي اما في المجال الرياضي العام اريد ان اذكرك وان نسيت انني شغلت منصب عضو في المكتب الجامعي لكرة القدم من سنة 2000 إلى سنة 2005. حيث تحصل المنتخب الوطني على كأس أفريقيا للأمم وهي الوحيدة في تاريخ تونس سنة 2004 وتحصل النادي الرياضي الصفاقسي على بطولته الوطنية المشهورة لكرة القدم سنة 2005 والتي كان للمكتب الجامعي دور جوهري في تأكيد أحقية النادي في الظفر بها في ظروف اقل ما يقال عنها انها صعبة. في الأخير أريد ان اذكرك وان نسيت انه في جوان 2012 وبعد خلافك مع هيئة السوسيوس حول بيع مركب النادي القديم قدمت آنذاك استقالتك من الهيئة المديرة بمعية جميع اعضادك وقد كان النادي تحت تهديد عقوبة السقوط إلى الدرجة الثانية من الفيفا إذا لم يتم سداد ديون متخلدة بذمة النادي خلال أيام بقيمة 2 مليون دينار وقد تحملت مسؤولية إدارة هذه الفترة الحساسة بصفتي رئيسا لهيئة الدعم في ذلك الوقت وقمت بتقريب وجهات النظر بينك وبين السوسيوس وإيجاد الحلول المالية اللازمة والعاجلة وإدارة الحوار بين كل الأطراف دون ثلب أو شتم أو إقصاء مما ساهم في تخفيف التوتر وتجاوز كل الصعوبات بسلام وقد كنت سدا منيعا كما طلبت مني وكما وعدتك ضد كل من أراد ان يمسك أو يمس أحدا من أعضادك وللتذكير فقط أيضا فقد تحصل النادي طيلة رئاستي لهيئة الدعم في تلك الفترة على البطولة الوطنية لكرة القدم و5 القاب في الكرة الطائرة وكأس الكاف في كرة القدم وعدة القاب أخرى اما في الفترة الحالية فاني لا أتحمل اية مسؤولية داخل النادي، لا في الهيئة المديرة ولا في السوسيوس ولا في هيئة الأحباء ولا حتى هيئة الدعم التي انا عضو عادي بها ويقتصر نشاطي داخل النادي على المساعدة في مشاريع غير رياضية على غرار رئاسة لجنة قيادة مشروع س اس اس موبايل ولجنة التكفل بحماية الملكية الفكرية للنادي. سيدي الرئيس وبعد هجماتك المتكررة على والإصرار على ابعادي واقصائي فاني قررت لأريحك والذين يعتقدون معك أنى عبء على النادي : الانسحاب من هيئة الدعم والانسحاب من جميع اللجان ومتابعة مقابلات النادي المنقولة على التلفاز فقط وعدم ردي على أي شتم أو ثلب سوى ب «ربي يهديك ويرحم والديك» كما دأبت دائما. عاش النادي الصفاقسي ودمت يا سيادة الرئيس الزعيم الأوحد والموحد له».