حرص المدرّب فوزي البنزرتي بمعية مساعده رضا الجدّي منذ بداية الإعداد لمباراة القمّة ضد الترجي الرياضي على تناول هذا اللقاء من زوايا مختلفة تؤسّس للواقعية في التعاطي بشكل جيّد معه والقطع مع كلّ ما من شأنه أن يغيّر في نظرة الإطار الفنّي لفريق جوهرة الساحل تجاه منافسيه والتي تقوم على وضع كل مباراة في إطارها الصحيح وعدم استباق الأحداث.. وقد قالها المدرّب فوزي البنزرتي في أعقاب مباراة الجولة الفارطة ضد مستقبل قابس بأنه لو سُئل عن اسم المنافس الذي سيلاقيه بعد «الجليزة» لكان ردّه: «لا أعرف» وهو ما يعني بأنّ «الجنرال» لا يفكّر في مباراة قبل أن يخوض التي تنتظره بكل ما في ذلك من تركيز وبحث عن آليات النجاح... واليوم فإنّ نوعية العمل الذي يقوم به البنزرتي مرادفه لاسم منافس هذا الأحد.. صحيح أن التحضيرات تسير بنسق عادي ولكن بمواصفات تستجيب لمتطلبات «الكلاسيكو». وضع كلّ السيناريوهات محتوى الحصص التدريبية الأخيرة قبل 48 ساعة من موعد «الكلاسيكو» ضد الترجي الرياضي جاء متنوّعا مثلما تعوّد فوزي البنزرتي أن يعمل وأكثر من ذلك أن «الجنرال» اشتغل على كل السيناريوهات الممكنة تحسّبا لما يمكن أن تعرفه المقابلة من تطوّرات ومتغيّرات واضعا في حسابه إمكانيات مختلفة لتكييف الخطّة التكتيكية وفق ما تقتضيه متطلبات الظرف.. والأكيد أن فوزي البنزرتي بصدد الإعداد لرسم فني يؤسّس لاستغلال مواطن ضعف «المكشخة» والحدّ من مكامن قوّتها. الترجي.. هو الترجي ! لئن تراجع ترتيب الترجي الرياضي وعرفت نتائجه تذبذبا غير معهود فإنّ طبيعة المباريات الكبرى بين أقطاب الكرة التونسية من الطراز الذي سيجمع بعد غد فريق باب سويقة بالنجم الساحلي تنتفي معها فوارق الترتيب ويقف فيها الفريقان على نفس المسافة من نقاط المباراة وهو المعطى الذي يحظى بلا شك بنصيب من الأهمية في سياق الإعداد الذهني والاحتياط جيّدا من منافس يبقى دوما جديرا بأن يقرأ له ألف حساب.. فالترجي هو الترجي.. وقوّة النجم الساحلي في نسخة «الجنرال» فوزي البنزرتي في وقوفه على نفس المسافة من كل منافسيه. كلّهم أساسيون إذا ما جرت العادة أن يخصّص الجهاز الفنّي الحصة التدريبية ليوم أمس الخميس للمقابلة التطبيقية التي ستكشف بشكل أو بآخر عن بعض ملامح التشكيلة الأساسية التي ينوي البنزرتي اعتمادها أمام الترجي الرياضي فمع ذلك وفي ظل تنوع الحصص التدريبية يصبح من الصعب التكهن بأسماء العناصر الذين سينالون ثقة «الجنرال» لأنّ الرسالة التي مرّرها البنزرتي إلى لاعبيه مضمونها أنهم كلّهم أساسيون وذلك عين الإعداد الرصين والجيّد باعتباره من ضمانات التركيز والنظر بموضوعية وتفاؤل لنتيجة «الكلاسيكو». احتياطات هجومية إلى جانب هدّاف البطولة بغداد بونجاح ومواطنه قدور بالجيلالي والعائد يوسف المويهبي ثمّة خيارات أخرى قد يتحفّظ فوزي البنزرتي على اعتمادها منذ بداية المباراة إلاّ أنها تبقى مؤثرة بالنظر إلى إمكاناتها وخاصة أنّ كل لاعب حريص على التميّز والتألق في «الكلاسيكو» وأسماء من طراز الفاضل سوانون والخليل بانقورا ولسعد الجزيري وسفيان موسى والواعد زياد السوسي تبقى من الأوراق المفيدة التي قد يحتاجها البنزرتي في أيّ وقت من عمر المقابلة لإحداث الفارق وتحقيق التفوّق العددي في الخط الأمامي. رسوم فنية تحت المجهر مع المدرّب فوزي البنزرتي الذي بلغ من التجربة والخبرة ما يضعه موضع القادر على الابتكار والتجديد باستمرار في محتوى حصصه التدريبية.. هناك الجديد باستمرار.. وبقدر صعوبة مراسه مع لاعبيه في الأعمال التطبيقية يملك فوزي «بيداغوجيا» متفرّدة في تبليغ المعلومة لأبنائه والمعروف كذلك على البنزرتي مقدرته الكبيرة في تحويل نقاط الضعف إلى مكامن قوّة ولا يأبه بأيّ نقص في الرصيد البشري (أوَ لَم يبلغ بالإفريقي نهائي كأس «الكاف» الذي خسره بضربات الحظ أمام المغرب الفاسي ب14 لاعبا فقط كانوا مؤهلين للمشاركة في الكأس الإفريقية) فما بالك عندما يجد فوزي البنزرتي أمامه رصيدا ثريا من اللاعبين من طراز ما هو متوفّر اليوم في النجم الساحلي بما يدعم تنويع الجمل التكتيكية وتكييفها بحسب خاصيات كلّ منافس. البلبولي والرقم الشخصي قائد النجم الساحلي العائد من عقوبة، الحارس أيمن البلبولي عانق الامتياز بأن بلغ 11 مباراة بالتمام والكمال دون أن يقبل أيّ هدف لا مع النجم ولا مع المنتخب وإذا ما قبل مرمى الحمراء هدفين في مباراة بنزرت مع الحارس أيمن بن أيوب فإن للبلبولي رقم شخصي مازال بصدد الدفاع عنه في سباق البطولة الوطنية حيث لعب سبع مباريات دون أن تدخل شباكه أيّة كرة وعودته في «الكلاسيكو» سيكون رهانها لأيمن البلبولي مواصلة حماية مرماه من الأهداف فهل يكسب أيمن الرهان؟