أكّد مساء الخميس الباجي قائد السبسي رئيس حزب حركة «نداء تونس» انه لا يمكن القضاء على الارهاب في تونس طالما ان الدولة غائبة، مشيرا الى انه في ظل غياب استراتيجية اقليمية مشتركة لمكافحة الارهاب تضم وجوبا دول مصر والنيجر ومالي ودول الجوار بما أنّها معنية بدرجة اولى بالخطر الذي يشكله الارهاب، لا يمكن الحديث عن القضاء على الارهاب. وأضاف الباجي قائد السبسي خلال استضافته في برنامج «شكرا على الحضور» الذي تبثه القناة الوطنية الاولى، أنه يجب على المجتمع الدولي دعم جهود مكافحة الارهاب الى جانب تجند الشعب صفا واحدا لمجابهة هذه الظاهرة التي تقضّ مضاجع مختلف أجهزة الدولة وتابع قائلا في ذات السياق: «يلزم خطة حماية ودعم خارجي لأنّ الإرهاب ليس بعيدا عن فرنسا أو إيطاليا أو إسبانيا.. على الشعب التجند لدحر الإرهاب وحتى يتم هذا يلزم الشعب بوضع ثقته في الحكومة وهذا غير متوفر اليوم..» مستدركا: «الحكومة الحالية قامت بالتنسيق مع دول الجوار وحققت بعض التقدم وحتى حكومة العريض التي طالبت بالاطاحة بها كذلك نسقت ولكن هذا لن يكفي ...». وعن خطته للقضاء على الارهاب، شدد الباجي قائد السبسي على انه لا يتعهد بالقضاء نهائيا على الارهاب وانما يعد بإيجاد خطة تحد من الارهاب حتى القضاء عليه تدريجيا من خلال التصدي للانفلاتات ومتابعة الاشخاص الذين يستبيحون دماء افراد الشعب التونسي وعدم التعامل مع الملف بعقلية 30 سنة مضت على حد تعبيره. وعن خوض غمار الانتخابات الرئاسية وحظوظه بيّن السبسي انه يتمتع بالخبرة اللازمة لادارة البلاد والأزمات، مبرزا أنّ هدفه الاول الآن هو الظفر بالكرسي منذ الدورة الاولى وذلك في رده عن امكانية قبوله بمناظرة تلفزية في حال مروره الى دور ثان مع المترشح الذي سيرافقه واضاف: «أنا نخمم على الدورة الاولى واذا الشعب ماعطناش الثقة من اول مرة نمر الى الدورة الثانية.. واود الاشارة الى أنو لو ثمّة مترشح لدعمه لما ترشحت». ونفى رئيس حركة «نداء تونس» ان يكون قد التقى كمال مرجان رئيس «حزب المبادرة» أو منذر الزنايدي أو تناقش معهما حول الانتخابات الرئاسية، مؤكدا انه الى حد الآن لم يقع درس مقترح ان يكون سالفا الذكر ضمن الحكومة التي ستشكلها حركة «نداء تونس» وذلك في رده على سؤال حول امكانية تواجد الزنايدي ومرجان ضمن الحكومة القادمة. وتابع السبسي في ذات السياق ان كل حديث حول الحكومة قبل ان تنتهي الانتخابات الرئاسية سابق لأوانه مذكرا بأن الشعب لم يسند الاغلبية للحركة للحكم وبالتالي فإنّها لن تحكم وحدها على حد تعبيره وصرح السبسي انه من ناحية الذوق السياسي كان من الاحرى اجراء الانتخابات الرئاسية قبل «التشريعية» معتبرا ان مردّ عدم تقدم «النهضة» بمترشح للانتخابات الرئاسية تصوّرها انها ستظفر بالمقعد الاول في «التشريعية» غير ان ظنها خاب على حدّ تعبيره.. وأوضح المترشح للانتخابات الرئاسية ان كل حديث عن تغوّل هو حديث عار من الصحة قائلا: «من يتحدث عن تغول اما انه تغوّل أو لا يعرف .. التغوّل وقع عندما انتخبنا اناسا للحكم لمدة سنة وكتابة الدستور فتجاوزوا المدة وتحولوا الى سلطة تشريعية..». وعلق السبسي على تصريحات أدلى بها احمد نجيب الشابي حول مستلزمات الرئاسية ومؤهلات الرئيس قائلا: «نجيب الشابي ما يعرفش الرئاسة وما يعرفش إلّي أنا عشت فيها 10 سنوات واذا كان يعتقد في حاجات فهو غالط..وهاكم ريتو قداشني وليت متربي في ردودي وما عادش نبلبز». وعن امكانية التقاء «النهضة» و«النداء» بيّن الباجي قائد السبسي ان السياسة ليست علما ثابتا وانما تتغير على حسب النتائج التي افرزتها الانتخابات الاخيرة، مرحبا في ذات السياق بما اذا ارادات «النهضة» أو أيّ نهضوي التصويت له أو دعمه في الانتخابات الرئاسية. وعن السماح بدخول السلاح الى ليبيا خلال فترة حكمه سنة 2011 وانفلات السلاح الآن في تونس ودول الجوار اكد الباجي قائد السبسي ان المواجهات المسلحة في ليبيا ستنتهي حين ينتهي «الكرطوش» وانه من الواجب الآن التصدي لكل محاولة ادخال قطعة سلاح الى تونس . وشدد الباجي قائد السبسي على ان تونس اصبحت تحظى الان بعدة ميزات قد تساعدها على اعتلاء مراكز دولية متقدمة شريطة حسن استغلال الفرص والحفاظ على نفس المسافة مع البلدان الصديقة والشقيقة. بقي ان نشير الى ان البرنامج استدعى تزامنا مع الباجي قائد السبسي سليم الرياحي رئيس حزب الوطني الحر لكن هذا الاخير اعتذر عن الحضور حسب ما جاء على لسان بوبكر عكاشة.