لئن أفرزت قمّة الجولة الفارطة هزيمة ثانية للنجم الرياضي الساحلي في عشر جولات فإن القاسم المشترك بين الهزيمتين أنّهما نتيجة أخطاء تحكيمية أثرت بشكل مباشر على النتيجة النهائية بما أفقد فريق جوهرة الساحل موقع الصدارة ولكنه لن يحط من قدرة الكتيبة الحمراءعلى دحض كل المحاولات البائسة التي تستهدف طموحاته لأن النجم الساحلي أثبت عبر تاريخه الطويل بأنه ملقح ضد المظالم مهما بلغت وطأتها وكلمة السرّ أن هذا العملاق السباق الى كبرى الانجازات التاريخية وصاحب الخزانة التي تعج بأكثر من ثلاثين لقبا وطنيا وقاريّا ومالك الرقم العربي والافريقي مع نادي الزمالك المصري في التتويج برابطة أبطال افريقيا في كرة القدم واليد والسلة والطائرة له من رباطة الجأش والصلابة والعراقة ما يجعله يقوى على القفز على أوجاعه نحو محطات أخرى مضيئة.. وعليه فإن المجموعة التي تعمل تحت إمرة «الجنرال» فوزي البنزرتي واعية بأنها خسرت جولتين ولم تخسر بطولة لأن السباق مازال طويلا وللنجم من النفس الطويل ما يجعله دوما أقوى من كل العثرات. لماذا غابت النجاعة الهجومية؟ بانتظام التزم النجم الساحلي بالتسجيل في كل مبارياته ما عدا لقاء الجولة الافتتاحية التي تعادل فيها سلبيا ضد النادي الصفاقسي في سوسة، وكان هجوم فريق جوهرة الساحل ومنذ الجولة الثانية والى غاية التاسعة يسجّل... حتى في المباراة التي عرف فيها الهزيمة الأولى في الموسم ضد النادي البنزرتي بادر النجم بالتسجيل... ولكن في الكلاسيكو الاخير ضد الترجي الرياضي لم يقو خطّ هجوم فريق جوهرة الساحل رغم ما توفر من فرص سانحة حيث كان بغداد بونجاح وزملاؤه في خمس مناسبات على الأقل قاب قوسين أو أدنى من التهديف وليس بالأمر الهيّن في مباراة كبيرة أن يُتاح للنجم الساحلي مثل هذا الكمّ من الفرص التي تعبر عن حقيقة قد تكون أختها الهزيمة ومضمونها أن النجم لعب مباراة جيّدة وأدخل الاضطراب في دفاع الترجي لولا تألق الحارس معز بن شريفية في كل المناسبات، والثابت أن عنصر غياب النجاعة وافتقاد النجم لأحد أهم أسلحته وهو التبكير بالتسجيل وضع ضغطا معنويا على اللاعبين وأفقدهم المقدرة على تتويج السيطرة التي فرضوها ولكنهم فشلوا في تتويجها، لذلك فإن هذا المعطى سيكون من أهم المسائل التي سيشتغل عليها المدرّب فوزي البنزرتي ومساعده رضا الجدّي على امتداد فترة الراحة. اليوم العودة الى التمارين بعد أن منحهم الجهاز الفني راحة بيومين يستأنف لاعبو النجم الرياضي الساحلي اليوم الاربعاء التمارين وفق برنامج إعدادي ضبطه بدقة المدرّب فوزي البنزرتي يجمع بين العمل البدني للحفاظ على جاهزية المجموعة والاشتغال على الجوانب الفنية والتكتيكية من حيث معالجة النقائص التي لاحت في المباراة الأخيرة ضد الترجي... وتجدر الإشارة الى أن تواتر تقطعات سباق البطولة قد أثر بشكل واضح على نسق النجم الساحلي الذي كثيرا ما يكون أفضل من حيث النجاعة والانتعاشة كلّما لعب مقابلاته بشكل متواصل ودون فواصل. غياب خمسة دوليين يستأنف النجم الساحلي اليوم تحضيراته وهو منقوص من خمسة عناصر من ركائزه بسبب الالتزامات الدولية والمعنيون بالغياب هم الحارس أيمن البلبولي ورامي البدوي ونضال سعيّد والمهاجم بغداد بونجاح الذي يُدعى لأوّل مرّة الى المنتخب الجزائري ومتوسط الميدان فرانك كوم الذي التحق بدوره بالمنتخب الكاميروني. الصفراء الثالثة لبونجاح الورقة الصفراء التي رفعها الحكم الصادق السالمي في كلاسيكو الجولة الفارطة في وجه هداف النجم الساحلي والبطولة الوطنية بغداد بونجاح هي الثالثة في رصيده بما سيحرمه من تعزيز صفوف فريقه في مباراة الجولة القادمة ضد الترجي الجرجيسي ويبقى سفيان موسى المرشح الأبرز لخلافة بونجاح في الجولة القادمة. النقاز والاجابة الرصينة المدافع حمدي النقاز الذي فوجئ الجميع بعدم استدعائه من قبل الناخب الوطني جورج ليكنز لمباراتي بوتسوانا ومصر قدّم أمام الترجي الرياضي واحدة من أحسن مقابلاته ولسان حاله يقول بأنه جدير بالانتماء الى كتيبة نسور قرطاج ومكانه موجود قبل بعض من دعاهم ليكنز وما يُحسب لحمدي النقاز أنه لم يجنح الى التباعد والتظلم وندب حظّه العاثر... بل انصرف الى العمل وقدّم أمام الترجي الرياضي مشطرة من امكاناته العريضة التي يترجمها اهتمام أكثر من ناد أوروبي بالاستفادة من مؤهلاته العريضة... فهل تُنصف الأيام حمدي النقاز وتُعيد له حقّه في الانتماء الى كتيبة نسور قرطاج؟ ثلاث مباريات ودية في إطار حسن استغلال راحة الثلاثة أسابيع التي تركن لها سباق البطولة برمج الجهاز الفني للنجم الرياضي الساحلي اجراءات ثلاث مقابلات وديّة بمعدل مباراة كل أربعة أيام حفاظا على جاهزية الفريق وتوازنه قبل عودة مشوار البطولة الوطنية.