«تونس لا تحب لا غول ولا مهبول... تونس تحب حاكم مسؤول»... «سنتشاور مع كل الاطراف السياسية وغيرها سواء كانت ممثلة في مجلس الشعب أم غير ممثلة»... «نحن لن نتغول وما ناش باش نحكمو وحّدنا»... «سنتشاور مع كل الاطراف بمن في ذلك حركة النهضة ولكن التشاور لا يعني التحالف باعتبار ان التحالف يعني وجود اطراف ضد اخرى»... «شعبنا أمام مشروعين أحدهما يتبنى خطاب العنف والتفرقة وثانيهما يريد الوحدة وجمع كل التونسيين». هذا أهم ما جاء على لسان الباجي قائد السبسي مرشح حزب «نداء تونس» للانتخابات الرئاسية خلال اشرافه أمس على اجتماع شعبي بالقاعة عدد 4 بمعرض صفاقس الدولي الذي يحتضن في نفس الوقت صالون المؤسسة وذلك في اطار حملته الانتخابية. الباجي قائد السبسي سعى بعد ان اعتلى المنصة والركح وسط هتافات انصاره ومريديه الى توجيه أكثر من رسالة وذلك في أواخر الحملة والسباق الدعائي للمترشحين لبلوغ قصر قرطاج واختار السبسي ان تكون آخر رسائله من عاصمة الجنوب في اتجاه كامل الجنوب ليقول ان هناك من يحرّض على تقسيم البلاد الى شمال وجنوب في حين ان هذا التقسيم يربك الوحدة الوطنية ويزرع التفرقة. وقال السبسي ان «نداء تونس» لا يعترف بهذا التقسيم وان هذا الحزب تحصل في عاصمة الجنوب على 6 مقاعد في الانتخابات التشريعية وهو بالتالي حزب له حضور فاعل في المشهد قائلا «الصفاقسية فاهمين اللعبة والرهان»، وبخصوص نظرة «نداء تونس» لمستقبل البلاد قال الباجي قائد السبسي في البداية انه يعول على اقبال الناخبين بكثافة على التصويت والاقتراع مؤكدا للناخبين «أصواتكم التي تمنحوننا اياها لن تندموا عليها» ثم قال ان «نداء تونس» مع الدولة المدنية المواكبة للعصر «ونحن نعيش القرن ال21 مع المحافظة على الثوابت والوسطية باعتبار أنّ الشعب التونسي مسلم واسلامه هو إسلام الزيتونة والقيروان والإمام سحنون». ثم تحدث الباجي قائد السبسي عن المرأة ومسألة لباسها ليرد الاتهامات الموجهة الى الحزب بانه ضد المرأة المتدينة فقال ان المرأة حرة في اختياراتها وقناعاتها و«تلبس اللي تحب.. وهي حرّة في اختياراتها». ولم يفوت الباجي قائد السبسي الفرصة للحديث عن الحكومة المقبلة وشكلها باعتبار ان «نداء تونس» تحصل على اغلبية المقاعد لكنها اغلبية غير مريحة فقال السبسي ان النداء تحصل على اغلبية نسبية وان ذلك رسالة واضحة من الشعب وقال ان «النداء» لن يتغول وانه سيفتح باب التشاور مع مختلف الاطراف والحساسيات سواء الممثلة في مجلس الشعب او غير الممثلة وقال انه لن يستثني طرفا من التشاور بمن في ذلك حركة «النهضة» التي قال انه سيتم التشاور معها في كل شيء ولكنه استدرك قائلا ان التشاور لا يعني التحالف باعتبار ان التحالف يفترض وجود طرف او مجموعة ضد طرف او مجموعة اخرى وشدد على انه ضد التغول قائلا ان «تونس لا يحكمها لا غول ولا مهبول بل حاكم مسؤول». وختم الباجي قائد السبسي خطابه بدعوة مريديه وعموم الناخبين الى الإقبال بكثافة على صناديق الاقتراع والتصويت لفائدة من يمتلك مشروعا للنهوض بتونس والتقدم بها ولفائدة المشروع الحداثي والموحد لا مشروع العنف ورابطات حماية الثورة والسلفيين الذين يكفرون التونسيين على حدّ تعبيره. تجدر الاشارة الى ان الاجتماع تمّ في ظل اجراءات تنظيمية مشدّدة للغاية مع تعسف كبير على الاعلاميين الذين لم يتم تمكينهم من مكان مخصص للقيام بواجبهم في افضل الظروف كما ان الصحفيين لم يتمكنوا من الالتقاء بالباجي قائد السبسي بعد خطابه حيث غادر المعرض قبل ان يتم السماح للاعلاميين بالدخول الى فضاء مجاور حيث احتج الاعلاميون على الظروف السيئة التي وجدوا انفسهم فيها والتي حرمتهم من اداء واجبهم المهني لتغطية نشاط الباجي قائد السبسي بالشكل الامثل وقد تولّى محسن مرزوق مدير الحملة الانتخابية للباجي الاعتذار للاعلاميين مرجعا الامر الى طبيعة الظروف والتهديدات التي طالت السبسي مما فرض الحاجة الى اتخاذ اجراءات تنظيمية مشددة للغاية. كما تجدر الاشارة الى ان الباجي قائد السبسي وجه انتقادات الى الهيئة المستقلة للانتخابات محملا اياها مسؤولية افشال اجتماع شعبي مرخص فيه له بالقصرين وقال ان فرع الهيئة اتخذ القاعة التي كانت مخصصة للاجتماع مقرا لها في اجراء اعتبره ووصفه بالغامض وغير المفهوم مشيرا الى أن ذلك أجبر «نداء تونس» على ان يعقد اجتماعه الشعبي في فضاء مفتوح. كما انتقد السبسي ما وصفه بمنعه من تناول فطور لدى أحد متساكني سيدي بوزيد وعلق على ذلك غامزا بالقول «حتى الفطور يتدخلوا فيه... مالا تو نجيبو معانا الشكوطوم».