في إطار تظاهرة "كتاب وفنجان قهوة " التي نظمتها المكتبة الجهوية بنابل بالاشتراك مع دار ثقافة المكان وبإشراف المندوبية الجهوية للثقافة بنابل احتضنت إحدى قاعات الشاي بنابل مساء أمس الجمعة حفل تقديم وتوقيع ديوان شعرجميل عمامي بحضور عدد محترم من مريدي الشعر اختاروا الترويح عن النفس والتنفس بعيدا عن ضجيج السياسة ومخلفاتها ورافق جميل عمامي الموسيقار عازف الناي أسامة الراعي الذي أضفى جمالية على شعر عمامي بعزفه الجميل . وتولت السيدة لمياء قربوج تقديم التظاهرة بوضعها في إطارها مشيرة إلى الدور الكبير الذي لعبته المقاهي في تاريخ تونس مستشهدة بمقهى تحت السور الذي ضم عددا كبيرا من مبدعي تونس على غرار على الدوعاجي وعبد الرزاق كرباكة ومصطفى خريف والهادي الجويني ومحمود بيرم التونسي وعبد العزيز العرزي ...مؤكدة أن الهدف من إقامة هذه التظاهرات يبقى القطع مع الأطر النمطية والوصول إلى القارئ في كل مكان . من جهته قال الشاعر صابر العبسي عند تقديمه لكتاب "وحيدا في العالم كشجرة" بأن المجتمع يبقى مهدد في هويته واللغة عي حامية الهوية من خلال نحتها لمفاهيم ومصطلحات مواكبة للعصر ...وأشار إلى أن ديون شعر جميل عمامي ثري ثراء الحياة رغم خلوه من الزخرفات والتوشيحات وابتعاد الشاعر عن المحسنات اللفظية من جناس وطباق إلا أن تخليه عن الجهاز البلاغي التقليدي لا يعني سقوطه في الأسلوب البرقي والإخباري الصحفي ...وفي جانب آخر أكد العبسي أن كتاب "وحيدا في العالم كشجرة " هو عبارة عن معجم يومي ينقل اليومي والمعاش من علبة السجائر إلى ورقة شجرة ساقطة بمعنى الواقع بكل تجلياته .... كتاب ومقهى لعله من باب الطرافة والخروج عن النمطية تقديم ديوان شعر في مقهى وقد شاءت الصدف أن يتضمن ديوان جميل عمامي أكثرمن قصيدة تتغنى بالقهوة بداية بقصيدة " من يوميات البيت النابلي المعلق " حيث يقول : " من بن القهوة المغشوش تبدأ سيرة اليوم الجديد سيرة البيت النابلي المعلق في الطابق الأول " وفي قصيدة "كعادته الحزن أحمر " نجده يقول " من يشرب قهوتي بدلا مني ؟ جعمها مر مر هذا المساء . السكر البلدي غير وظائفه في دمي .السجائر الوطنية برائحة القصب ..." وفي قصيدة بكاء يقول جميل عمامي : " الشجرة التي تقف وحيدة على باب المقهى .كانت تسترق السمع إلى أنين الكراسي المتعانقة خلف الجدران . جدران المقهى الوحيد في القرية .." وفي مجال آخر يحفل ديوان "وحيدا في العالم كشجرة بالعديد من المواضيع بعضها توثيقي والبعض الآخر صورة معبرة لأحاسيس الشاعر بداية من ذكريات الحنين حيث يقول في قصيدة طفولة ضائعة : "وأنا أقف على حافة الثلاثين , فكرت في طفولتي الضائعة هناك . بين أشجار اللوز والزيتون . حين تركت براءتي الأولى نهائيا ترتع في البراري الواسعة مثل ماعز فتيٌ .فكرت في القرويات وهن يغسلن صوف الخراف جرا عند حاة النبع . في أمي التي تعطرت برائحة الخبز الساخن .."والخلاصة أن ديوان " وحيدا في العالم كشجرة " إضافة جميلة للمشهد الشعري في تونس . فجميل عمامي المتحصل على شهادة الأستاذية في التاريخ والمشتغل في حقل الثقافة طبع ديوانه ببصمات تاريخية توثق لحقبة زمنية قد لا يعرفها إلا جيله وكساها بروحه الشعرية المتوهجة وبأحاسيسه وانفعلاته ...ليكون ديوان الشعر جامعا شاملا وفي هذا الصدد يقول المنصف الوهايبي في تقديمه للكتاب " يضيف جميل عمامي بهذا الكتاب الشعري "وحيدا في العالم كشجرة " إلى المدونة الشعرية التونسية كماُ ونوعا . وكتابه هذا وأنا أشدد على هذه التسمية بدل ديوان أو مجموعة .هو عبارة عن قصيدة كبرى مركبة أو نص تتوالد منه سائر النصوص في تأصل وتفرع ..."