التونسية (تونس) وسط تعزيزات أمنيّة مكثّفة فتحت امس مكاتب الاقتراع بالعاصمة أبوابها للناخبين الذين عبروا عن سعادتهم للمشاركة في العرس الانتخابي الذي حرموا منه لسنوات عدّة على حدّ تعبيرهم. وانطلقت عمليّة الإقتراع في دائرة تونس 1 على الساعة الثامنة صباحا وسط حضور أمني لكنّ الإقبال لم يكن في المستوى المأمول حيث كانت اغلب مراكز الاقتراع إلى حدود منتصف النهار شبه خالية سوى بعض الناخبين والملاحظين الساهرين على مراقبة سير العمليّة الانتخابيّة مقارنة بالإقبال الذي شهدته الانتخابات التشريعيّة. إقبال ضعيف و سجّل مركز الاقتراع بالمدرسة الإبتدائيّة نهج مرسيليا حسب ما أدلى به رئيس المركز بلقاسم الخرشوفي قدوم 771ناخبا في العاشرة صباحا ليرتفع العدد إلى 1916 مع منتصف النهار وهو عدد وصفه بالضئيل خاصة أنّ المركز يعدّ من أكبر المراكز في تونس العاصمة ومسجّل به 5382 ناخبا. أمّا لطفي الميساوي رئيس مركز إقتراع نهج روسيا فقد أكّد أنّ نسبة الإقبال في مركز اقتراع 16 نهج روسيا كانت ضعيفة وحدّدت ب583 ناخبا من جملة 3248 في العاشرة صباحا في حين أكّد محمّد نصري رئيس مركز إقتراع 17 نهج روسيا أنّ نسبة الإقبال حدّدت ب29 بالمائة في حدود منتصف النهار من مجموع 2028 ناخبا وقد أكّد كلاهما أنه لم تسجّل تجاوزات تذكر وأنّه لا وجود لنقص في التجهيزات. عزوف الشباب لاحظ امس اغلب المقبلين على مراكز الإقتراع تواصل عزوف الشباب عن الإقبال على صناديق الاقتراع. و في هذا الإطار قال الحبيب الطريفي ملاحظ عن الاتحاد العام التونسي للشغل إنّ غياب الشباب مفارقة عجيبة باعتبار أنّ الشباب شارك في الثورة وساهم في طرد الدكتاتور متسائلا عن مآل الجمهوريّة التي يعمل على إرسائها اليوم أناس أعمارهم تفوق الخمسين سنة. التجاوزات أجمع كثيرون على انّ حجم التجاوزات كان أقلّ بكثير مما حدث في الانتخابات التشريعية مرجعين السبب إلى الدّور الفعال الذي قامت به الهيئة للنأي بكلّ ما من شأنه أن يخلّ بالعمليّة الانتخابيّة لكن ومع ذلك لم يخل يوم أمس من بعض التجاوزات التي لا يمكن وصفها بالخطيرة. ففي مركز إقتراع نهج مرسيليا أثارت عملية تقسيم الصفوف بين النساء والرجال موجة من الاحتجاج من النساء اللاتي اعترضن على هذا الإجراء ورفضن ذلك بشدّة قبل أن يتم تدارك الأمر وتعود الأمور إلى مجراها الطبيعي. أمّا في مركز إقتراع حي الإزدهار بالورديّة فقد تمّت كتابة العديد من عبارات الثّلب والشّتم على أسوار المركز ضدّ احد المترشّحين ل«الرئاسيّة» داعين المواطنين إلى عدم التصويت له، الأمر الذي دفع أنصار هذا المترشّح إلى إزالة العبارات من على أسوار المدرسة. وفي مركز الاقتراع بالكباريّة 3 احتجّت مواطنة وأكّدت انّ فتاة قامت بإدخالها إلى مكتب الاقتراع أين أخذت منها بطاقة هويّتها ووضعت لها إصبعها في الحبر، مشيرة إلى أنّ الفتاة ذاتها وضعت الورقة في الصندوق دون تسليمها إيّاها. وفي مدرسة غرّة ماي ببن عروس عمد بعض الملاحظين إلى تأطير الناخبين خارج قاعات الإقتراع في حين عمد آخرون إلى طباعة ورقة الإقتراع امام الناخبين قبل إدلاء هؤلاء بأصواتهم. من جهتها أكدت ليلى بحريّة رئيسة تنسيقية شاهد لمراقبة الانتخابات أنّه تمّ رصد حوالي 50 تجاوزا إلى حدود الساعة العاشرة والنصف صباحا تعلقت 40 بالمائة منها بالدعاية الحزبية داخل وخارج مراكز الاقتراع داعية هيئة الانتخابات إلى ضرورة التدخل الحازم للحد من التجاوزات. أمّا شبكة «مراقبون» فقد أكّدت أن نسبة الإقبال العامة بلغت 30 بالمائة إلى حدود الساعة الحادية عشر صباحا موضّحة أنّ 82 بالمائة من المكاتب فتحت أبوابها في الموعد بينما فتحت 17 بالمائة منها أبوابها قبل الموعد المحدّد مشيرة إلى أن 1 بالمائة من المكاتب فتحت أبوابها بعد الوقت لكنّها أكّدت أن نسبة احترام الإجراءات القانونية بلغت 98 بالمائة ملاحظة أنّها نسبة محترمة مقارنة بالانتخابات التشريعية التي بلغت ساعتها 80 بالمائة فقط. الاحتياطات الأمنيّة شهدت امس تونس العاصمة تعزيزات امنيّة كبرى شأنها شأن بقية ولايات الجمهوريّة وذلك لضمان حسن سير العمليّة الانتخابيّة وقال محمّد علي العروي المتحدث باسم وزارة الداخلية إنّ تعزيز الوحدات الأمنية وصل الى 62 ألف عون أمّنوا سير الانتخابات الرئاسية مشيرا إلى أنّ العدد الجملي لقوات الأمن والجيش والديوانة التي وقع تجنيدها لهذه المناسبة بلغ 100 ألف. امرأة تغادر المستشفى لتنتخب وأخرى تعطّل سير العمليّة الانتخابيّة غادرت أمس امرأة المستشفى دون اذن من الاطار الطبيّ المشرف على حالتها الصحية وذلك للالتحاق بمركز الاقتراع 2 مارس بحي التضامن والإدلاء بصوتها. وقد قالت في تصريح إعلامي إنّها غادرت المستشفى وقت الزيارة وستعود إليه فور الانتهاء من عملية الاقتراع متمنية لتونس كلّ الخير. من جهة اخرى احتجّت مواطنة مسنّة داخل مكتب إقتراع نهج مرسيليا وطالبت بضرورة ان يشاركها أخاها عمليّة التصويت باعتبارها مسنة ولا تقوى على الوقوف بمفردها وبمحاولة منعها احدثت فوضى وعطّلت سير العمليّة الانتخابيّة إلى حين تمكّنها من أداء واجبها بمشاركة شقيقها مؤكّدة انّه رافقها في «التشريعيّة» لكن الحاضرون لم يستصيغوا تصرّفها وطالبوا بضرورة تدخّل الأمنيين لإخراجها من مكتب الاقتراع. رئيس مكتب اقتراع يحتج حاول رئيس مركز نهج مرسيليا في التشريعية والذي تمّ إستبداله من قبل الهيئة في الرئاسيّة بتهمة الانتماء إلى احد الأحزاب إثارة الشغب داخل مركز الاقتراع لكنّه طرد. وحسب دليلة الخميسي ممثلة عن المترشّح حمّة الهمامي فإنّ المعني بالأمر قد قدم مساء امس الأولّ بتعلّة انه رئيس المركز وعاد أمس صباحا في محاولة لتأطير الناخبين لكن تمّ إخراجه من المركز. حق الأمني في الانتخاب ندّد امس الحبيب الراشدي نقابي امني وكاتب عام «جمعيّة مراقب» في كلمته ل«التونسيّة» بحرمان الامنيين من حقّهم في الانتخابات من قبل المجلس الوطني التأسيسي ومشاركة عامّة التونسيين في العرس الانتخابي مؤكّدا أنّه بعد الانتخابات سيتمّ اللجوء إلى القضاء لاسترداد حقهم في الانتخابات. سبر أراء أمام مراكز الاقتراع نصبت شركة لسبر الآراء صندوق اقتراع بنهج روسيا خارج مركز الاقتراع في محاولة لمعرفة المرشّح الذي صوّت له كل ناخب ورغم انّ العمليّة كانت بمشاركة بعض الناخبين فإنّ الامر بعث تساؤلا في نفوس المارّة خاصّة انّ القائمين على عمليّة سبر الآراء كانوا متخوّفين من توضيح طبيعة نشاطهم بعد ان طردوا من نهج مرسيليا نتيجة اشتباكهم مع المواطنين الرافضين لمثل هذه التصرّفات. ليلى بن إبراهيم