التونسية (المهدية) توجّه يوم أمس مواطنو جهة المهدية إلى صناديق الاقتراع للإدلاء بأصواتهم في أوّل انتخابات رئاسية حرّة ونزيهة تعيشها تونس منذ الاستقلال، وقد كانت استعدادات الهيئة الفرعية المستقلة للانتخابات بالمهدية بالتعاون مع قوات الأمن والحرس والجيش في مستوى الحدث لتأمين 189 مركز اقتراع في ربوع الجهة بالرغم من المخاوف والقلق الذي أبداه المشرفون حول إمكانية تنفيذ تهديد بعض حرّاس المدارس بعدم فتح مراكز الاقتراع بسبب عدم حصولهم على مستحقاتهم المالية الخاصة بالانتخابات التشريعية الفارطة، لكن هذه المخاوف سرعان ما تبدّدت بعد تدخّل رئيس الهيئة الفرعية للانتخابات بالمهدية لحلّ هذا الإشكال وتمّ فتح مراكز الاقتراع في الوقت المحدّد أمام المواطنين. إقبال محتشم كان إقبال المواطنين على مراكز الاقتراع إلى حدود الساعة العاشرة صباحا محتشما للغاية حيث لم تتجاوز النسبة 16 بالمائة لترتفع بعد ذلك وفي حدود الساعة الواحدة بعد الزوال إلى 30 بالمائة فيما بلغت في حدود الساعة الرابعة مساء ٪50. أول مقترع في تونس نال المواطن كمال بن عمر من مدينة رجيش شرف التصويت كأوّل ناخب في كامل جهة المهدية بمدرسة شارع بورقيبة مكتب عدد 3 رقم 128 في حين نال المواطن شعيب النايلي من نفس المدينة وفي نفس مركز الاقتراع شرف التصويت كأوّل مكفوف في كامل التراب التونسي. تجاوزات على غرار الانتخابات التشريعية لم تخل مراكز الاقتراع يوم أمس من التجاوزات من قبيل محاولة التأثير على الناخبين والقيام بحملات دعائية لبعض المرشحين كان أغلبها خارج مراكز الاقتراع مثل المقاهي وسيارات الأجرة والنقل الريفي.. أمّا أهم تجاوز تمّ تسجيله إلى حدود الساعة الثالثة بعد الظهر فيتعلّق باستعمال الهاتف الجوال للتصوير داخل المكاتب وتحديدا بمدرسة علي بلهوان حسبما أكّده بعض المراقبين الذين رفعوا الأمر مباشرة إلى الهيئة الفرعية المستقلة للانتخابات، كذلك تمّ تسجيل حضور رئيس قائمة تشريعية أمام مركز الاقتراع للقيام بالدعاية وهوّ ما تطلّب تدخل الأمن لمغادرته المكان. مكفوفين عديدة هيّ الإشكالات التي اعترضت أكثر من ناخب في بعض مراكز الاقتراع على غرار كبار السنّ والأمّيين الذين جلبوا معهم مرافقين لمساعدتهم على القيام بواجبهم الانتخابي إلاّ أنّ رؤساء المكاتب رفضوا هذا الأمر وأصروا على احترام وتطبيق القانون بحذافيره، أمّا الاستثناء فقد كان من نصيب المكفوفين وعددهم الجملي حوالي 300 ناخب في كامل جهة المهدية، مع العلم أنّ مركز اقتراع شارع بورقيبة بقصور الساف شهد حضور أوّل مواطن مبتور الأيدي والساق للإدلاء بصوته في لقطة فيها الكثير من التحدّي والإصرار وأثارت مشاعر أعضاء المكتب حدّ البكاء. عزوف الشباب مقارنة بالانتخابات التشريعية الفارطة فإنّ نسبة الإقبال عامّة على صناديق الاقتراع في جهة المهدية كانت محتشمة بعض الشيء خاصّة مع تواصل عزوف الشباب على التصويت وقد كان لموسم جني الزيتون في هذا الوقت في الجهة ( ذروة الموسم) التأثير الكبير على نسبة المشاركة في هذه الانتخابات مثلما أشار إلى ذلك عديد الملاحظين. انقطاع التيار الكهربائي انقطع التيّار الكهربائي في حدود الساعة الثالثة مساء وبصفة مفاجئة عن كل من معتمدية هبيرة وشربان والسواسي وأولاد مولاهم وهوّ ما أثار مخاوف المواطنين من إمكانية حصول مكروه ليتدخّل الأمن بالتنسيق مع الهيئة الفرعية المستقلة للانتخابات ويقوم بتعزيز هذه المناطق وحماية المراكز قبل وصول أعوان شركة « الستاغ».