كنّا في مصافحة سابقة قد استضفنا على أعمدة صحيفتنا حارس النادي الإفريقي عاطف الدخيلي الذي أكد وقتها أن ملف تجديد عقده يسير في الطريق الصحيح بعد أن تلقى وعودا من المدير الرياضي منتصر الوحيشي بتحسين الامتيازات المقدمة إليه.شهر مرّ على ذلك الحوار ولم يسو بعد ملف الدخيلي الذي اتخذ قراره النهائي بعدم التجديد والتحول إلى فريق آخر في الصائفة القادمة خاصة بعد تصريحات الوحيشي الأخيرة التي أكد فيها أن بن مصطفى هو حارس الإفريقي الأول وسيف الشرفي هو الحارس الثاني وهذا ما أكده لنا الدخيلي في الحوار التالي: أكدت في مصافحة سابقة بأن الأمور تسير بشكل جيد مع فريقك وأنك ستجدد مع الإفريقي فهل تقدمت الأمور منذ ذلك الوقت؟ لا على العكس تماما الأمور لم تتقدم وأعتقد بأنها لن تتقدم وهنا أستطيع أن أؤكد لك بأن «المكتوب وفى مع الإفريقي».لقد صبرت كثيرا حبا واحتراما لفريقي وخاصة لجماهيره الكبيرة التي قاسمتها الأفراح والأتراح ولكن صبري نفذ مع تجاهل المسؤولين فأنا لن أستعطف أحدا حتى أجدد عقدي بما أن ثقتي في إمكانياتي كبيرة وبإمكاني اللعب في أي فريق. هل لتصريحات «الوحيشي» الأخيرة والتي أكد فيها أن «بن مصطفى» هو الحارس الأول و«الشرفي» هو الحارس الثاني تأثير في قرارك هذا؟ بطبيعة الحال فهم حسموا أمرهم وقرروا وبالتالي فهم أغلقوا كل باب للصلح وعليه يتوجب علي أن أغلق صفحة الإفريقي وأن أفكر في المستقبل.ولكن هنا أود أن أتساءل إن كنت أنا أصغر من الإفريقي وإن كانت شباك الإفريقي التي حرستها لمدة ليست بالقصيرة أكبر مني فلما يعترض الوحيشي على فسخ عقدي؟صدقني أحترم الإفريقي كثيرا ولا أود أن أكون سببا في إحداث مشكل في الفريق،الإفريقي أمي وليست مجرد فريق دافعت على ألوانه، لن أجرح أناسا تفننوا في تجريحي وسيأتي الوقت الذي سأتحدث فيه وأكشف فيه كل الحقائق. وهل تحادثت مع «الوحيشي» بخصوص فسخ العقد بالتراضي؟ بطبيعة الحال فقد تحادثنا أول الصائفة ورفض ذلك جملة وتفصيلا وطالبني بنسيان الأمر لأن الفريق بحاجة إلى خدماتي وفاتحته في الموضوع مؤخرا فرفض مجددا بل وأكثر من ذلك سمح لنفسه بتقييم حراس الفريق واختار أن يكون بن مصطفى الحارس الأول وسيف الشرفي الحارس الثاني وهنا أخيّر الصمت لأن «كثر الهم يضحك». يعني أن «الوحيشي» غير مؤهل للحكم على الحراس؟ هذا ما قصدته بالضبط قد يكون بإمكانه تقييم اللاعبين ولكن ليس له الحق وهو غير مؤهل للحكم على مردود الحراس ولا يجوز له أن يضع فلان كحارس أول وعلان كحارس ثان وعندما يسأل عن سبب اختياره يستشهد بإجماع الفنيين عن صحة توجهه وأنا شخصيا أود أن أعرف هوية هؤلاء الفنيين الذين استأنس بآرائهم لوضع هذا التقسيم الذي كنت سأتفهمه وأقبله لو صدر عن بوبكر الزيتوني أو نجيب الفتوحي أوعادل الهمامي أو مختار النايلي أو سليم بن عثمان أو خالد المغزاوي الذين بإمكانهم تقييم أداء الحراس لأنهم من أهل الاختصاص ولكن أن يأتي من الوحيشي فلم ولنْ أقبله وأنا غير مستعد لأنْ أعود من الصفر ولن أقبل أن أكون حارسا ثالثا في الإفريقي لأنني تعبت وضحيت وصبرت كثيرا من أجل أن أكون في شباك الفريق وأفضل أن أكون حارسا ثانيا في فريق آخر على أن أكون في هذا الوضع فهناك قناعة ترسخت لدي بأنني لن أعود إلى تشكيلة الإفريقي مهما فعلت.أحترم رأي الوحيشي لأنّه ليس بإمكان أي شخص أن يشكك في الوحيشي والفريق يسير على السكة الصحيحة ولكنني قررت أن أبتعد بعد أن أصر على إبعادي وفقط أقول «ربي يسامحك.» نفهم من كلامك المسألة خرجت عن إطارها الرياضي وأضحت مسألة شخصية؟ شخصيا ليست لي أية مشاكل مع أي كان وإن كان للوحيشي ما يعيبه علي فعليه أن يخرج للعلن وأن يكشف عن مؤاخذاته لي.كما قلت أحترم رأيه وأتقبله لأنه أمر ليس بالغريب على الإفريقي الذي تبقى الأولوية فيه للاعبين المنتدبين أما أبناء الجمعية فهم دوما في الصف الثاني وقد همش كثيرون بسبب هذه العقلية.كما قلت لك ثقتي في نفسي كبيرة ولم ولن أخشى المنافسة الشريفة على أرضية الميدان وكما نجحت في افتكاك مكاني من حراس كبار وقع انتدابهم كنت قادرا على افتكاك مكاني مع فاروق بن مصطفى ولكن عندما يقرر الوحيشي أسماء الحارس الأول والثاني فالأمر منته. وهل مازالت هذه العقلية سارية إلى حد اللحظة؟ بطبيعة الحال فعلى مر الزمن كانت الأولوية والأفضلية للمنتدبين الجدد « وكل من يجي بالفلوس يلزمو يلعب» وهذا ينطبق على الفريق الحالي في حين يكون التهميش من نصيب أبناء النادي الذين يصبحون نجوما تستفيد منهم الفرق الأخرى والأمثلة هنا عديدة فعلاء المرزوقي يصنع العجب في الملعب التونسي وزياد الزيادي ومهدي الرصايصي يتألقان مع «الهمهاما» وسيف الدين بالعكرمي مع الترجي وأيمن البلبولي الذي فرطوا فيه فأصبح قائد فريق النجم والحارس الأول للمنتخب الوطني وهنا لا بد أن تتغير العقلية وأن يتعض المسؤولون من أخطاء الماضي حتى لا يخسر الفريق مزيدا من النجوم. يتحدث كثيرون على أن التيار لا يمر بينك وبين «بن مصطفى» وهذا من الأسباب التي جعلتك ترفض أن تكون احتياطيا له؟ لا على العكس تماما فعلاقتي متينة بفاروق بن مصطفى وما لا يعلمه كثيرون بأننا كنا نتقاسم نفس الغرفة عندما كنا في المنتخب الوطني.من يحاول افتعال هذا الخلاف فهو واهم ولكم أن تسألوا المدرب اسكندر القصري الذي يعلم حقيقة علاقتنا.هم يتحدثون عن رفضي الجلوس على البنك وهذا غير صحيح فهم لم يمكنوني من هذه الفرصة فهم اختاروا ان يكون الشرفي هو الحارس الثاني وأنا أحترم قرارهم.بن مصطفى صديقي وكنت جاهزا ومستعدا لمنافسته على أرضية الميدان لأن ثقتي بنفسي كبيرة وأستطيع أن أفرض نفسي في أي فريق وأمام أي حارس كان ولكن الأمر حسم الآن وأتمنى التوفيق لبن مصطفى الذي يعد من خيرة الحراس في تونس. بعد الإفريقي، أين يمكن أن نراك مستقبلا؟ الله أعلم فأنا لم أحدد وجهتي بعد وأسعى إلى احترام العقد الذي يربطني بالإفريقي ومع بداية الميركاتو الشتوي يمكنني وقتها أن أناقش العروض التي بحوزتي ويمكنني كما تعلمون أن أمضي عقدا مبدئيا مع الفريق الذي سأختاره والذي لن أكشف عن اسمه احتراما للإفريقي وللفريق الجديد.لا أخفيك هناك عروض من تونس ومن فرق كبيرة أيضا كما يوجد عرض فرنسي لم يتخذ بعد صفة الرسمية وإن شاء الله إلّي فيه الخير ربي يسهل فيه. عاطف تتحدث كثيرا عن حبك للإفريقي فلماذا تصر على أن يكون خروجك من الباب الصغير لا عن طريق عقد أولي ستكون أنت المستفيد الأول منه؟ سأكون واضحا معك في هذه المسألة إذا تأكد العرض الفرنسي فإني سأختاره حتما لأنه سيمكن الإفريقي من مبلغ مالي محترم وأما إذا لم يتأكد فإن خروجي سيكون في شكل حر وهذا أمر مفهوم على اعتبار وأن الفرق التي ترغب في انتدابي لن تقدم على تقديم عرض كبير للإفريقي وهي تعلم أن عقدي ينتهي في جوان القادم. هل من خاتمة لهذا الحوار؟ في النهاية لابد من التأكيد على أنني أحترم الإفريقي جماهيرا ومسؤولين ولم أسع يوما لأن أكون مشكلا فيه وسأظل كذلك رغم أنني تحملت مسؤولية الفشل الأخير لوحدي وجرحت كثيرا من أطراف عديدة في الفريق وأتمنى في النهاية التوفيق لهم في باقي مشوار البطولة وأن يكتب لي الله الخير والنجاح في مسيرتي القادمة.