كثر الحديث في الآونة الأخيرة عن اقتراب عودة المدافع الدولي ولاعب غلاسكو رانجرز الاسكتلندي بلال المحسني إلى البطولة التونسية خاصة مع تعدد الروايات بخصوص العروض التي وصلته من النادي الإفريقي والترجي الرياضي اللذين يريدان الفوز بتوقيعه بعد أدائه المتميز مع النسور. ولمعرفة مستقبل المحسني والوقوف على جدية العروض التونسية كان لنا الحوار التالي مع محترف غلاسكو الذي تحدث ل «التونسية» مباشرة من اسكتلندا. بلال كيف الحال؟ الحمد لله الأمور عال العال سواء مع فريقي الذي يحتل المركز الثاني في بطولة الدرجة الأولى ويعد من المنافسين البارزين للتتويج بها وبكل الكؤوس التي نتنافس عليها ، أو مع المنتخب الوطني الذي نجح والحمد لله في التأهل إلى «كان» غينيا الاستوائية عن جدارة واستحقاق. أخبار كثيرة تحدّث عن عودتك الوشيكة إلى البطولة التونسية بعد تلقيك عروضا من الإفريقي والترجي الرياضي التونسي فما الصحيح في كل هذا؟ لا، هذه الأخبار مغلوطة وغير دقيقة فشخصيا لم أتلق أي عرض رسمي لا من النادي الإفريقي أو الترجي الرياضي التونسي اللذين أكنّ لهما كل الاحترام والتقدير.أنا الآن على ذمة فريقي إلى غاية نهاية الموسم ولا أعتقد بأنني سأغادر الفريق في الميركاتو الشتوي بما أن مدرب فريقي رفع الفيتو في وجه كل اللاعبين وطلب من الإدارة عدم السماح لأي لاعب بالاحتراف في فترة الانتقالات الشتوية. وهل ترفض اللعب في البطولة التونسية؟ لا، على العكس تماما فأنا لست ضد فكرة اللعب في تونس ولكن ليست لي عروض من هناك حتى أناقشها.صحيح أن لدي عديد العروض من فرق فرنسية وأخرى أنقليزية ولكن كما قلت لك من الصعب أن أغادر فريقي في الفترة القادمة بحكم قرار المدرب الذي أكد حاجته لخدماتي ولخدمات بقية اللاعبين خاصة وأننا ننوي المنافسة على البطولة وعلى الكؤوس التي نتنافس من أجلها.مسألة الاحتراف مؤجلة إلى حين ولكن من يدري فقد يتغير رأي المدرب والإدارة في حال وصول عرض كبير. نفتح الآن صفحة المنتخب، ماذا تقول عن الترشح وعن الأجواء داخل مجموعة «ليكنز»؟ حقيقة أنا سعيد جدا بالترشح إلى النهائيات الإفريقية خاصة وأنهم أعلموني بأنها المرة الأولى التي يتأهل فيها المنتخب إلى «الكان» برصيد 14 نقطة ودون أية هزيمة وهذا إن دل على شيء فيدل حتما على قيمة العمل المنجز وقيمة المجموعة وطبيعة العلاقة التي تميز اللاعبين.الأجواء ممتازة في المنتخب الوطني والعلاقة وطيدة بين اللاعبين والإطار الفني وهنا لا بد من التنويه بخصال البلجيكي جورج ليكنز الذي نجح في تكوين منتخب عنيد قادر بفضل المهارات التي يمتلكها وبالروح القتالية الكبيرة لدى لاعبيه على هزم أي منتخب في القارة السمراء. صحيح أن التأهل مهم ولكن ما يعاب عليكم هو الأداء المهزوز في أغلب مباريات التصفيات؟ صحيح أننا لم نقدم مستويات كبيرة في التصفيات ولكن أيهما أفضل أن نلعب جيدا وننهزم أو أن ندافع وننتصر.أعتقد أن كرة القدم لا تعترف إلا بالنتائج والنتائج تخدم مصلحتنا إلى حد اللحظة.لن نغفل الجمالية في اللعب ولكن كما تعلمون لا يمكن أن نطلب من منتخب تكون في شهرين أن يلعب كبرشلونة لا بد من بعض الوقت لوضع آليات لعب هجومية وكما قلت فالمجموعة الحالية قادرة على أن تجمع بين الأداء والنتيجة وأنا شخصيا لا أرى حاليا منتخبا أقوى منا في القارة. اكتفينا في النسخ الماضية بشرف المشاركة، فبأي طموح وبأية أهداف سندخل نسخة غينيا الاستوائية؟ سندخلها حتما بهدف التتويج ولاشيء غيره لأننا نملك كل مواصفات البطل وبإمكاننا رفع اللقب للمرة الثانية في تاريخ تونس لأنه وكما قلت لم أرَ منتخبا إفريقيا أقوى من منتخبنا في الوقت الراهن.لقد أسعدنا جماهيرنا بالتأهل وهذا نصف الطريق طبعا وعلينا الآن أن نسعى لقطع النصف الأهم من الطريق وإكمال فرحة التونسيين بالتتويج باللقب الإفريقي.من جهتي سأسعى في حال وجهت لي الدعوة لتقديم أفضل ما لدي حتى أكون في مستوى الراية التي أدافع عنها وحتى نحقق الهدف المنشود بإذن الله. قلت في حال وجهت لك الدعوة فهل تخشى وجودك خارج قائمة «ليكنز» القادمة؟ ثراء الرصيد البشري وتعدد الحلول في كل المراكز يجعل الأماكن في التشكيلة غالية وغير مضمونة وهذا يحسب للإطار الفني الذي ألغى فكرة الأماكن المحجوزة مسبقا حيث لم يعد في المنتخب لاعبا أساسيا ولاعبا احتياطيا. على كل أرجو أن تتجدد ثقة ليكنز في شخصي حتى أثري مسيرتي الرياضية بأول مشاركة في النهائيات الإفريقية. وحتى نلتقي ماذا تقول؟ لا بد من شكركم على منحي هذه الفرصة لتوضيح بعض المسائل وأهمّها طبعا حقيقة العروض التونسية والتي كما قلت ليست صحيحة. وكل ما أتمناه أن يكون الحظ حليفنا في النهائيات الإفريقية حتى ندخل على التونسيين فرحة هم في أمسّ الحاجة إليها.