ما أن هدأت الأوضاع في مدينة «فيرغسون» الأمريكية بعد قتل شرطي أبيض مراهقا أسود رميا بالرصاص , حتى اشعلت حادثة مماثلة في مدينة نيويورك احتجاجات جديدة حيث رفضت هيئة محلّفين ادانة شرطي أبيض قتل مواطنا أسود خنقا. وخرج أمس الآلاف من الأمريكيين في مسيرة حاشدة بشوارع نيويورك تنديدا بعدم محاكمة شرطي أبيض خنق معتقلا أسود حتى الموت, فيما تظاهر مئات آخرون في واشنطن تضامنا مع عائلة الضحية وتنديدا بعنف الشرطة وغياب العدالة. وأظهرت لقطات فيديو عناصر من شرطة نيويورك وهم جاثمون على جسد شاب سمين أسود يدعى اريك غارنر بينما ظهر أحدهم وهو يحكم قبضته على عنق غارنر لفترة كانت كافية ليلفظ الأخير أنفاسه. وحسب مصادر أمنية كان عناصر الشرطة يحاولون اعتقال غارنر والسيطرة عليه بتهمة بيع سجائر بشكل غير قانوني (أي خارج اطار نظام الضرائب ). ومن المرجّح أن تشهد نيويورك مزيدا من التصعيد وقد تمتد الاحتجاجات الى ولايات أخرى وسط دعوات الى تنظيم مسيرات حاشدة يوم 13 من الشهر الجاري تلتقي كلّها أمام البيت الأبيض في العاصمة الأمريكيةواشنطن. وهذه هي ثاني فضيحة تهزّ أمريكا في غضون أسابيع قليلة حيث سبق لهيئة محلّفين تبرئة شرطي أبيض قتل مراهقا أسود في «فيرغسون» رميا بالرصاص في حين كان بإمكانه اعتقاله دون قتله. وقد أثارت هذه الحادثة مخاوف لدى السود في الولاياتالمتحدة , في ظلّ غياب تحرك رسمي رادع لعنف الشرطة , وبينما اشار الرئيس الأمريكي باراك أوباما الى أن قرار هيئة المحلّفين يثير «المخاوف لدى الكثير من الأقليات اساسها أن جهات إنفاذ القانون لا تتعامل معهم بطريقة عادلة», أعلنت وزارة العدل الأمريكية أنها فتحت تحقيقا للوقوف على حقيقة مقتل غارنر.