بقلم : عبد السّلام لصيلع (1) اللغة العربيّة تندب حظّها بيننا اليوم، هو اليوم العالمي للّغة العربية الذي اختارته الأممالمتحدة، من كلّ عام، للاحتفال بلغة الضّاد.. هذه اللغة الجميلة.. لغة الأجداد.. ولغة القرآن الكريم.. ولغة العلم والحضارة والآداب والفنون... لكن عندما نفكّر في مكانة اللغة العربية بيننا في هذه الرّبوع، هذه الأيّام، نُصاب بالإحباط، ويصيبنا الدّوار، ونتألّم، بسبب ما تتعرّض له لغتنا من إهانة وتحقير، رغم أنّها اللغة الرّسميّة للبلاد، بنصّ الدستور الأوّل الماضي والدستور الثّاني الحالي.. فتجوّلوا في الشّوارع وتأمّلوا جيّدا الكتابات المنتشرة هنا وهناك في لافتات الإشهار وأسماء المتاجر والمؤسّسات الاقتصاديّة والمقاهي والمغازات، وغيرها، ستقرؤون دارجة قميئة ورديئة وسخيفة احتلّت مكان اللغة العربيّة وأصبحت هي المسيطرة في كلّ مكان.. وتوسّعت هذه الظاهرة الخطيرة وامتدّت إلى البرامج الإذاعية والحوارات واللّقطات الإشهارية المسموعة والمرئيّة... بقصف مركّز للعقول والأذواق وبأسلوب صادم للمستمع والمشاهد.. ولا من يحرّك ساكنا ولا من يتدخّل من الجهات المسؤولة لإيقاف الخطر الزّاحف على لغتنا وكياننا وهويّتنا وأصالتنا.. وإذا استمرّ هذا الوضع، لا نعرف كيف سيكون مصير اللغة العربيّة بعد عشرين أو ثلاثين أو خمسين سنة من الآن.. وإذا لم يتحرّك حماة اللغة العربية في بلادنا لإنقاذها ممّا يهدّد وجودها فسيأتي يوم بعدنا تضمحلّ فيه وتختفي، لا قدّر الله.. إنّنا نطلق صرخة فزع وندعو إلى تكوين هيئات من المدافعين عن اللغة العربيّة تتدخّل بالوسائل القانونية لإزالة اللاّفتات والأسماء والعناوين المكتوبة بالدّارجة وتعويضها بالفصحى، وخاصّة الإشهارية التي تتطلّب إيجاد لجان تتولّى مراقبتها قبل عرضها على العموم. وعلى المذيعين والمنشّطين الإذاعيّين والتلفزيين أن يعدّلوا ساعاتهم ويتخلّوا عن استعمال الدّارجة في برامجهم وفي مخاطبة الناس.. للارتقاء بهم وبأذواقهم.. وعلى رجال التعليم من الابتدائي إلى الجامعي أن يعوّدوا تلاميذهم وطلبتهم على أن يحبّوا لغتهم العربيّة وأن يحموها ويدافعوا عنها في هذا العصر الذي تواجه فيه اللغة العربية حروبا رهيبة وحملات تشويه وتشكيك كثيرة من الدّاخل والخارج.. فلنحافظ على لغتنا ولنعتزّ بها ونفخر.. لأنّها ركن أساسي من أركان وجودنا وبقائنا وشخصيّتنا. (2) الشّاعر الرّاحل عبد الله مالك القاسمي فجعت الحياة الثقافية والأدبيّة، يوم الاثنين الماضي بوفاة الشاعر الصّديق عبد الله مالك القاسمي صاحب هذه المجموعات الشعريّة: «كتابات على حائط اللّيل»، و«هذه الجثّة لي»، و«حالات الرّجل الغائم»، وغيرها من الآثار الأدبيّة، الشعريّة والنّقديّة والصّحفيّة، التي تركها بعده. كان الشاعر الرّاحل طيّب المعشر ولطيفا في علاقاته الإنسانية بين أصدقائه.. ولكنّه كان مدافعا قويّا عن الحقّ والمواقف.. وللحقيقة والتاريخ كان الوحيد الذي ساندني ووقف إلى جانب عندما كنّا معا في الهيئة المديرة لاتحاد الكتاب التونسيين سنة 2006 والتي بقيت فيها 11 شهرا ثمّ قدّمت استقالتي لأسباب معروفة. عبد الله مالك القاسمي شاعر آخر تفقده تونس، يموت غريبا كغربة هذه الأمّة في هذا الزّمن الصّعب والرّديء... يرحمه الله رحمة واسعة. (3) مؤتمر اتحاد الكتّاب في المهديّة وجّهت الهيئة المديرة لاتحاد الكتّاب التّونسيين دعوات رسميّة إلى أعضاء الاتحاد لحضور أشغال الجلسة العامة العادية للمؤتمر التاسع عشر للاتحاد التي ستنعقد يومي 29 و30 ديسمبر الجاري بالمهديّة. وقد فُتِحَ باب التّرشّحات لعضويّة الهيئة المديرة من 5 إلى 14 ديسمبر الحالي. وقد وصل إلى إدارة الاتحاد، حضوريّا وبريديّا، إلى غاية يوم الثلاثاء الماضي 22 ترشّحا. (4) المؤتمر الرّابع والأربعين لمنتدى الفكر المعاصر تنظّم مؤسّسة التّميمي للبحث العلمي والمعلومات بالشّراكة العلميّة مع مؤسّسة كونراد أديناور المؤتمر ا الرّابع والأربعين لمنتدى الفكر المعاصر حول موضوع «الأحزاب السياسيّة في واقع ما بعد الثّورة التّونسيّة: التّحوّلات والمستقبل»، من 29 إلى 31 جانفي القادم. وقال لنا الدكتور عبد الجليل التّميمي رئيس مؤسّسة الّتميمي للبحث والمعلومات إنّ محاور المؤتمر ستكون كما يلي: العائلات الإيديولوجيّة وأحزابها وموقعها في الحراك الثّوري وفي الانتقال الديمقراطي. الأحزاب التاريخية والأحزاب الجديدة: عوامل الصّعود والفشل. الخريطة السّياسيّة في تونس على ضوء الانتخابات: بين الثّابت والمتحوّل. الأحزاب التّونسيّة بين الانشقاقات والتآلفات. مقارنات بين مآلات الأحزاب في بلدان الرّبيع العربي. ومن المتوقّع أن يشارك في هذا المؤتمر أخصّائيون في العلوم السياسيّة والاجتماعية والتّاريخ والإعلام من تونس وخارجها. (5) «كلّ الرّجال مجانيني».. لسعيدة الفرشيشي صدرت في ليبيا للشّاعرة سعيدة الفرشيشي مجموعة شعريّة جديدة، هي (الثالثة) عنوانها «كلّ الرّجال مجانيني» في 130 صفحة من الحجم المتوسّط، تتضمّن 25 قصيدة. وسبق لسعيدة الفرشيشي أن أصدرت مجموعتين شعريّتين، هما: «عيّاد» (1994)، كتب تقديما لها المرحوم محمد العروسي المطوي، و«لعبة امرأة خرساء» (1998) بتقديم الشاعر أحمد المختار الهادي. وهي تستعدّ لإصدار مجموعتها الرّابعة «سلوا قلبي». ولها في الانتظار مجموعتان، الخامسة والسّادسة، «ما تيسّر من سور الحبّ» و«آخر روايات العشق». (6) كلمات من ذهب يقول ابن المقفّع: «إذا أكرمك النّاس لمال أو لسلطان فلا يعجبك ذلك، فإنّ الكرامة تزول بزوالهما، ولكن ليعجبك إذا أكرموك لدين أو لأدب». (7) صوتك بيتي تقول الدّكتورة سعاد الصّباح: صوتكَ شَالٌ من الصّوف... ألبسه في ليالي البردِ والصّقيعْ صوتكَ مظلّةٌ.. وغمامةٌ.. وديوانُ شعر... صوتكَ كَتِف...