جددت «الجبهة الشعبية» في بيان اصدرته بعد اجتماع مجلس امنائها لتحديد موقفها الرسمي والنهائي من المترشحين ل«الرئاسية»، دعوتها الى قطع الطرق امام المرشح للانتخابات الرئاسية المنصف المرزوقي وعدم التصويت له، مؤكدة انه «يمثل عودة حكم الترويكا التي فشلت في إدارة البلاد وأدّت بالبلاد إلى حافة الهاوية» حسب ما جاء في نص البيان. كما جددت «الجبهة» دعوتها إلى عموم الناخبين والناخبات للمشاركة المكثفة في إنجاح الدور الثاني من الانتخابات الرئاسية يوم 21 ديسمبر الجاري. وقررت «الجبهة الشعبية» ترك المجال للناخبات والناخبين بالتّصويت أو عدم التصويت للسيد الباجي قائد السبسي مراعاة لمختلف التوجهات الانتخابية لمكوّناتها وأنصارها وقاعدتها الانتخابية. وكان الناطق الرسمي باسم «الجبهة الشعبية» حمة الهمامي قد أكد في حوار مع اذاعة «موزاييك» أمس ما جاء في البيان المذكور داعيا أنصار الجبهة الى عدم التصويت للمرشح المنصف المرزوقي مع ترك المجال لهم إمّا للتصويت للمرشّح الثاني السبسي أو تقديم الورقة بيضاء. وأكّد الهمامي أنّ كلّ مكونات «الجبهة الشعبية» اتفقت على هذا الموقف بعد تقييم 3 سنوات مارس فيها المرزوقي الحكم، متابعا أنّ تقييمهم لم يكن على أساس مشواره النضالي أو الحقوقي بل نتيجة لقراراته «الكارثيّة» في ظلّ حكومة «الترويكا» وبالتالي لا يمكن منح فاشل على كل المستويات فرصة جديدة» على حدّ تعبيره. وأوضح الهمامي أنّ إدّعاء مناصري المرزوقي أنّه لا يمتلك ما يكفي من الصلاحيات يعدّ ذريعة لتبرير فشله خاصة في ما يتعلق بالسياسة الخارجية وقطعه للعلاقات الديبلوماسية مع دول شقيقة على غرار ليبيا ومصر وسوريا واتخاذ مواقف أقرب لمواقف رئيس حزب وليس رئيس جمهوريّة. كما شدّد على أنّ السياسة الدفاعية وظاهرة الإرهاب في تونس لم تكونا في حاجة لمقولة المرزوقي الشهيرة «لن تمرّوا» وأنه كان حريّا به غرس عقيدة جديدة وتركيز سياسة دفاعيّة حسب تعبيره، معتبرا أنّ التحسن الجزئي في أداء وزارة الدفاع لا يحسب له. وتساءل الناطق الرسمي باسم الجبهة الشعبيّة «ماذا فعل المرزوقي للمفقودين في ايطاليا؟ أَلَمْ يكن عليه التفاوض مع الحكومة الايطالية وليس فقط رمي الورود في البحر؟ مضيفا أنّ الحكومة الايطالية طالبت تونس بتمكينها من بصمات المفقودين للعثور عليهم فأرسلوا لها بصمات قديمة». كما تطرّق حمّة الهمامي إلى تصريحات مدير حملة المرزوقي الانتخابيّة عدنان منصر حول انقسام «الجبهة» وعدم قدرتها على إخضاع قواعدها لقراراتها، معتبرا أنّه لا أساس لمثل هذه التسريبات مشيرا الى أن الجميع يتمنى انقسام «الجبهة» لكن كل المنعرجات أثبتت العكس لأنها تجربة فريدة في تونس وخارجها وهي أنموذج رغم الاختلافات الفكرية داخلها حسب قوله. كما نفى الهمامي ما ورد على لسان منصر حول وجود تنسيقيات تابعة للجبهة تعمل في حملة مساندة المنصف المرزوقي. وقال الهمامي في سياق آخر، إنّهم ضدّ تحالف حزب «نداء تونس» مع «النهضة» وذلك لا يعني رغبتنا في إقصاء النهضة من المشهد السياسي لكننا مع التعايش مع كل الأطياف والقوى السياسية السلميّة مهما اختلفت مع الجبهة الشعبيّة». وحول دعوة رئيس حركة «النهضة» راشد الغنوشي لتونسة «الجبهة الشعبيّة»، أكّد الهمامي أنّ «الجبهة» تونسية، داعيا الغنّوشي إلى تونسة حركة «النهضة» والقطع مع التفكير الإخواني، معتبرا أن النهضة لم تتغير جوهريا وانها لن تتغير إلا إذا غيرت لائحتها العقائديّة ومحتواها الدعوي وأخذت نفسا من الحركة الإصلاحية التونسيّة على حدّ تعبيره. كما أشار حمة الهمامي إلى أنّ «نداء تونس» له الأغلبية النيابيّة وانه هو سيدعو ويأخذ المبادرة لمناقشة المحطات القادمة والبرامج وليس «الجبهة الشعبية» التي لها 15 نائبا فقط.