بثت مؤسسة «الاعتصام»، وهي مؤسسة إعلامية تابعة لتنظيم دولة الإسلام في العراق والشام (داعش)، شريط فيديو مصور لثلاثة تونسيين محسوبين على التنظيم الإرهابي وهم كل من الملقبين ب«أبي مصعب» و«أبي محمد التونسي» و«أبي مقاتل»، تبنوا اغتيال المعارضين التونسيين شكري بلعيد، ومحمد البراهمي، كما تحدثوا بالصوت والصورة عن نوايا التنظيم في تونس. ويأتي إصدار «الدولة الإسلامية» لهذا الشريط ،قبل 4 أيام فقط من الجولة الفاصلة في انتخابات الرئاسة التونسية التي يتنافس عليها الرئيس الحالي المنصف المرزوقي، ومرشح حركة «نداء تونس» الباجي السبسي. و تعليقا على هذا الفيديو ، اكد نصر بن سلطانة خبير في سياسات الامن الشامل ل«التونسية» أنّه لابد من تكوين حكومة «شراكة» تتكون بالاساس من «نداء تونس» و«الجبهة الشعبية» وحركة «النهضة» للدفاع عن المصلحة الوطنية وللوقوف سدا منيعا امام خطر الارهاب الذي يداهم البلاد من كل حدب وصوب. وأشار الى ان حزب «النهضة» هو عدو استراتيجي للجماعات الارهابية باعتباره حزبا اسلاميا وسطيا. وأكد ان وجود حزب اسلامي في الحكومة القادمة إضعاف حجة الجماعات الارهابية في استقطاب الشباب التونسي في الجهاد. و شدد على ضرورة التعامل مع الوضع الراهن بعدم اقصاء اي طرف فاعل في الساحة السياسية .و اشار الى ان الصراع القادم سيكون في معرفة كيفية النجاح في مكافحة الارهاب على المدى القصير والمتوسط في ظل الظروف الاقتصادية والامنية والاجتماعية . «تنظيم داعش اصبح محدودا» من جهته اوضح مختار بن نصر العقيد السابق بوزارة الدفاع الوطني ل«التونسية» ان هذا الفيديو جاء قبيل الانتخابات وأنّ الغرض منه هو محاولة إرباك الدولة والتونسيين. وأضاف أنّ في هذا الفيديو تهديد باغتيال التونسيين والدعوة للجهاد وأشار الى أنه لم يبق لتنظيم «داعش» إلا خوض الحرب النفسية مؤكدا ان التنظيم اصبح محدودا باعتباره مرفوضا ومحاصرا دوليا. وأضاف أنّ هذا التنظيم لا يستطيع أن ينمو إلّا بتوفر شروط موضوعية مثل انهيار الدولة والجيش والامن وعدم وجود مجتمع مدني في تونس مؤكدا في الوقت نفسه ان هذه الشروط غير موجودة في بلادنا .و اشار الى ان فكرة اقامة دولة خلافة في تونس هي أمر مستحيل لان تونس دولة مستقلة وتملك شعبا واعيا وجيشا متينا مشيرا الى ان هذه المسالة تبقى في اطار الحرب النفسية من اجل ارباك التونسيين فقط . «تونس... منطقة إرهاب» أمّا عبد الله العبيدي المحلّل السياسي فقد اكد ل«التونسية» أنه من غير المستبعد أن تتحوّل تونس بايعاز ومساندة من جهات مختلفة الى منطقة إرهاب. وأشار الى انه ليس من قبيل الصدفة ان يُنشر هذا الفيديو في هذا الوقت . و اكد انه بعد انتخاب الرئيس ستدخل البلاد في المشاكل «الصحيحة» لان هذا التنظيم ينتظر حلول هذه الساعة لمحاولة إرباك البلاد. وأشار الى ان المعطيات الامنية والاقتصادية والاجتماعية تهيئ لأزمة خانقة وانه سيتم توظيفها من قبل الارهابيين لمواصلة اعمالهم الاجرامية . و اضاف ان اقامة دولة الخلافة في تونس امر مستحيل نظرا لوعي الشعب وللقرب الجغرافي مع الدول الاروربية .