لا حديث في الشارع الرياضي بمدينة سوسة وكل الجهات المحبة للنجم الرياضي الساحلي إلا عن الوضعية المالية الصعبة التي يعيشها الفريق بعد الإعلان في الجلسة العامة التقييمية عن عجز مالي تجاوزت قيمته ال 24 مليارا وهو رقم يفرض على الجميع أن يبادروا ويفكروا وينجزوا ما من شأنه أن يخفف من هذا العبء... ولولا الدكتور رضا شرف الدين رئيس الجمعية الذي لا ينكر أحد وقفته الشجاعة وتحمله لكل الأعباء. ولا أحد يعلم ما ستكون عليه الوضعية المالية لفريق جوهرة الساحل لأن صيحة الفزع التي أطلقت يوم انعقاد الجلسة العامة التقييمية كان من المفروض أن تخفق معها كل القلوب المحبة للنجم الساحلي وأن يتسابق الجميع على اختلاف انتماءاتهم الاجتماعية لمد يد العون والمساعدة حتى يقوى النحم على مجابهة تحديات المرحلة... «التونسية» اتصلت ب رضا شرف الدين لمعرفة موقفه بشأن الوضعية المالية رؤيته لآفاق الخروج منها ومدى تجاوب الجميع وخاصة المسؤولين القدامى والمساهمة الفاعلة لاجتياز هذا العجز المالي. كل شيء «ماشي»... ولكن....! في بداية حديثه ل«التونسية» أعرب رئيس النجم الساحلي عن أمله في أن يكون هناك تفهم من الجميع لحقيقة الوضع مضيفا قوله: «المسألة واضحة هناك انسان يتحمل بمفرده كل الاعباء... ولكن رغم العجز المالي فإن كل شيء في النجم الساحلي يسير بصفة طبيعية والمشكل أكبر بكثير من ذلك لأن الخطر يكمن في أن النجم الساحلي ومعظم الجمعيات يرتبط تمويلها بشخص واحد وهو ما يحملني للحديث عن الوضع الذي تعيشه الرياضة التونسية عامة في ظل الاختلال الكبير بين تراجع المداخيل وشح الموارد المالية وزيادة المصاريف... فرغم كل محاولات الترشيد يبقى هناك حد أدنى يتعيّن توفيره، ولكن كيف يمكننا اليوم أن ننمي الموادر في ظروف صعبة يترجمها غياب الدعم واقتصار الحضور الجماهيري على نسبة قليلة لا تفي عائداتها بما يكفي أضف إلى ذلك عزوف المدعمين... لذلك لا بد اليوم أن يفكر الساهرون على الشأن الرياضي في موادر حقيقية وثابتة لتأمين نشاط رياضي محترف ولا بد من الاستئناس بالتجارب الأوروبية التي يضمن فيها الحضور الجماهيري وعائدات البث التلفزي والإشهار أسس الكرة المحترفة في مقابل ذلك فعندنا حقوق البث التلفزي تذهب إلى الجامعة وتعود مداخيل البروموسبور إلى الوزارة... لذا فإن ما يعيشه النجم الساحلي لايجب تهويله لأن ذلك حال معظم الأندية التونسية ما لم يكن هناك تفكير جدي وفعلي في إحداث موارد مالية قارة. الحل في الاستثمار عن وجهة نظره في السبل الضامنة لتأمين التوجهات التي يراها مناسبة للخروح بالرياضة المحترفة وكرة القدم على وجه الخصوص من مشكل المديونية والصعوبات المالية قال الدكتور رضا شرف الدين «أساسا لا بد من تغيير قانون الجمعيات وفسح المجال لمنظومة قانونية جديدة للاستثمار في الرياضة وإلا فإن ممارسة الاحتراف وفق القوانين القديمة للجمعيات لا يحملنا إلا للعودة إلى الهواية في ظل تفاقم الصعوبات المالية التي تعيشها الجمعيات الرياضية». الرؤساء السابقون ليسوا أحباء عاديين؟ بالعودة إلى طبيعة الوضع المالي للنجم الساحلي وما يتطلبه من ضرورة تظافر جهود جميع مكونات الفريق سألنا شرف الدين عن انتظاراته من الرؤوساء السابقين وطبيعة الدور الذي يتعين عليهم القيام به تجاه النجم فرد بقوله: «كل رئيس جمعية مرّ بهذه المرحلة ويعرف تفاصيلها وفي تقديري فإن أي رئيس سبق له تحمل المسؤولية ليس محبا عاديا للفريق لأنه يعلم جيدا حقيقة الأشياء أكثر من غيره والمطالبة بدعم الرؤساء السابقين ليس استجداء وهم لا ينتظرون دعوة من أحد للقيام بواجبهم تجاه الفريق «والدار دارهم» ويعلمون جيدا مدى حاجة النجم الساحلي لكل مكوناته وخاصة من تقلدوا المسؤولية لأنهم أكثر من يعرف ذلك فهل يجب «التلحليح» لإعانة الفريق»؟ يأس من لجنة الدعم في ختام حديثنا إلى الدكتور رضا شرف الدين حاولنا أن نعرف مدى إمكانية مساهمة لجنة الدعم في الخروج بحلول من شأنها أن تحد من الصعوبات المالية التي يعيشها النجم الساحلي فقال: يئست من لجنة الدعم... فبعد أربع جلسات لم تكن هناك قرارات من شأنها أن تساهم في الإتيان على ما عليه الوضعية المالية من صعوبة».الأكيد أن كلام الدكتور شرف الدين لا يحتمل أي توضيح فالرجل كان مباشرا وشخّص حقيقة الوضع المالي للأندية التونسية مثلما تحدث عن الأزمة المالية التي يعيشها النجم الساحلي وأعطى الحلول الممكنة للخروج من النفق الذي تردت فيه الرياضة التونسية عامة جراء غياب الموارد وانعدام الدعم ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن يلقى الجمل على شخص بمفرده.