شهدت تونس بين 17 ديسمبر 2011 و21 ديسمبر 2014 أحداثا غيّرت وجه البلاد نستعرض أهمها: يوم 17 ديسمبر 2011 انتحر محمد البوعزيزي احتجاجا على منعه من الانتصاب وبذلك انطلقت احتجاجات عارمة في ولاية سيدي بوزيد على الظلم والتهميش والبطالة التي يعاني منها أهالي الجهة لتتخذ شكل عصيان مدني امتد الى بقية جهات البلاد وليشعل فتيل ثورة تنادي باسقاط النظام. يوم 14 جانفي 2011 امتدت الاحتجاجات إلى عدّة مناطق من البلاد حتى وصلت إلى العاصمة, حيث تجمع آلاف من المحامين والناشطين والمعارضين والعاطلين عن العمل ..نساء ورجال أمام وزارة الداخلية مطالبين برحيل بن علي، رغم توجهه للشعب بثلاثة خطابات لمحاولة تهدئة الغضب الشعبي. في نفس اليوم ألقى المحامي اليساري عبد الناصر العويني، صاحب كلمة «بن علي هرب» خطابا أمام المتظاهرين .. وقاد العويني والراحل شكري بلعيد وعبد الرؤوف العيادي رئيس حركة «وفاء» حاليا مظاهرة ضخمة تطالب نظام بن علي بالرحيل ومع تقدم الوقت (في اليوم ذاته ) نجح المتظاهرون في اعتلاء واجهة وزارة الداخلية في حركة عدّت مؤشرا على قرب نهاية النظام. وبعد الإعلان عن فرض حالة الطوارئ وحظر الطيران، بدأت الأخبار تشير إلى أنّ بن علي «غادر» البلاد. وتناقلت وسائل الإعلام صورة طائرة قيل إن بن علي استخدمها للمغادرة قبل أن تشير التحقيقات لاحقا إلى أن بن علي «غادر» على متن طائرته الخاصة إلى المملكة العربية السعودية. مساء يوم 14 جانفي ظهر الوزير الأول محمد الغنوشي وإلى جانبه على اليمين عبد الله القلال رئيس مجلس المستشارين وإلى يساره فؤاد المبزع رئيس مجلس النواب في تلك الفترة، ليعلن أنّ بن علي «لا يوجد في البلاد» وأنه يتولى «رئاسة البلاد نظرا لشغور منصب الرئيس رسميا». في 16 جانفي 2011 أشعلت كلمة الغنوشي غضب المحتجين الذين اعتبروا ذلك التفافا على مطالبهم والذين رأوا أن الصيغة القانونية المعتمدة قد تفتح باب عودة بن علي بصفته رئيسا، مطالبين باعتماد فصل آخر من الدستور يثبت أن منصب الرئيس شاغر وأنه ينبغي بالتالي أن يتسلم رئيس البرلمان المنصب بصفة مؤقتة إلى حين تنظيم انتخابات. في 17 جانفي 2011، استمر الجيش في الانتشار لحماية الناس والممتلكات العامة والخاصة وفي الأثناء، كلّف الرئيس المؤقت فؤاد المبزع الوزير الأول محمد الغنوشي بتشكيل حكومة وحدة وطنية مؤقتة ضمّت بعضا من الشخصيات المعارضة التي قبلت المشاركة في الحكومة فيما رفض معارضون آخرون المشاركة في حكومة الغنوشي. في 17 جانفي أيضا عاد المعارض المنصف المرزوقي من باريس وتوجه مباشرة إلى ولاية سيدي بوزيد لقراءة الفاتحة على روح البوعزيزي. في 30 جانفي من نفس السنة عاد راشد الغنوشي زعيم حركة «النهضة» إلى تونس بعد أكثر من 21 سنة قضاها في المنفى واللجوء السياسي في بريطانيا، وقد كان في استقباله عشرات الآلاف من أنصار الحركة . في 27 فيفري استقال محمد الغنوشي من رئاسة الحكومة بعد احتجاجات ضخمة. في 8 مارس 2011 كلف فؤاد المبزع الرئيس المؤقت الباجي قائد السبسي بتشكيل الحكومة. في 18 ماي 2011 حدثت أول مواجهة مسلحة بين الجيش وارهابيين في منطقة الروحية غرب البلاد, قتل فيها العقيد الطاهر العياري. في 23 اكتوبر 2011 أجريت أول انتخابات تشريعية بعد الثورة, فاز فيها حزب حركة «النهضة» بنحو 40 بالمائة من الأصوات ودخل في تحالف مع حزبي «المؤتمر» الذي يتزعمه المنصف المرزوقي وحزب «التكتل» برئاسة مصطفى بن جعفر لتتشكل بذلك «الترويكا». في 12 ديسمبر 2011 انتخب المجلس التأسيسي المنصف المرزوقي رئيسا مؤقتا للبلاد، وتسلم مهامه في نفس اليوم خلفا لفؤاد المبزع. في 22 ديسمبر, كلّف المنصف المرزوقي، حمادي الجبالي السجين السياسي السابق والأمين العام لحركة «النهضة» بتشكيل الحكومة، التي تولى فيها علي العريض منصب وزير الداخلية. وفي 1 فيفري 2012 اندلعت اشتباكات بين ارهابيين وقوات أمنية وعسكرية في بئر علي بن خليفة وفي يوم 16جوان 2012 أعلن رئيس الحكومة الأسبق الباجي قائد السبسي عن تأسيس حزب «نداء تونس» الذي ضمّ يساريين وليبيراليين وأنصار سابقين للزعيم الحبيب بورقيبة ووجوه تجمعية وأخرى تابعة لتيارات إسلامية معتدلة. وفي 14 سبتمبر 2012 اقتحم محتجون على فيلم مسيء للرسول الأكرم محمد عليه الصلاة والسلام مقر السفارة الأمريكيةبتونس وأضرموا النار فيها ومواجهات مع الأمن أسفرت عن مقتل 4 من المتظاهرين. وفي13 أوت 2012 تأسيس جبهة يسارية تحت اسم «الجبهة الشعبية» التي ضمّت أحزاب اليسار والعلمانيين والتي لعبت دورا مهما في إطاحة بن علي وذلك بمناسبة إحياء عيد المرأة التونسية. وفي 16 أكتوبر 2012 انطلق مؤتمر الحوار الوطني الذي دعا له الاتحاد العام التونسي للشغل. وضم 50 حزبا.. وجاء المؤتمر ليوجه إنذارا للائتلاف الحاكم بشأن ما اعتبر سوء أداء كما شكّل ضغطا متزايدا على حزب حركة «النهضة». 1 ديسمبر 2012: إضراب عام في ولاية سليانة على خلفية قمع احتجاجات أهاليها من قبل الأمن واستخدام ذخيرة «الرشّ». واتهم وزير الداخلية علي العريض وقتها (الراحل) شكري بلعيد بتأجيج الاحتجاجات . في 6 فيفري 2013 اغتال ارهابيون الزعيم اليساري شكري بلعيد حين كان يستعد لمغادرة منزله نحو مقر عمله، وخرجت مسيرات حاشدة تنديدا بهذه الجريمة الغادرة واتخذت الاحتجاجات طابعا عنيفا وتحولت الى مواجهات مع قوات الأمن في بعض المناطق, وفي 8 فيفري شيّع مئات الآلاف جنازة الشهيد شكري بلعيد. وفي 19 من نفس الشهر قدم رئيس الحكومة حمادي الجبالي استقالته وأعلن فشل مبادرته في تشكيل حكومة وحدة وطنية على خلفية اغتيال بلعيد. وفي 8 مارس 2013 كلف علي العريض بتشكيل حكومة خلفا لحكومة الجبالي. وفي 25 جويلية 2013, اغتيل النائب في المجلس التأسيسي الحاج محمد البراهمي داخل سيارته بالرصاص، وانسحب لاحقا أعضاء من المجلس التأسيسي احتجاجا على الجريمة واضطر مصطفى بن جعفر رئيس المجلس المشارك في الحكم إلى تعليق عمل المجلس في انتظار التوافق. وفي 13 أوت2013 خرجت مسيرات حاشدة احتجاجا على حكومة «الترويكا» وتزامنت المسيرات مع عيد المرأة.. وتواصلت الاحتجاجات بوتيرة أشدّ , وفي 16 اوت شاركت المعارضة في اعتصام أطلق عليه اسم «اعتصام الرحيل» الذي استمر لأسابيع للمطالبة برحيل الحكومة وتشكيل حكومة كفاءات تقود البلاد حتى إجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية. وفي تلك الفترة تكررت العمليات الارهابية في جبل الشعانبي بالقصرين، حيث استشهد عدد من الجنود في اعتداءات ارهابية. وفي أكتوبر 2013 خرجت مسيرة شارك فيها أمنيون وفئات واسعة من المعارضة «تنديدا» باستهداف الأمنيين وب«سياسة الحكومة» و«سوء أداء وزارة الداخلية» وللضغط من أجل رحيل الحكومة التي يقودها علي العريض ووفي نفس الشهر انتهى مؤتمر الحوار الوطني الذي شارك فيه الاتحاد العام التونسي للشغل بإعلان التوصل لخارطة طريق وجدول زمني تستقيل بموجبه الحكومة وتتولى حكومة كفاءات تسيير شؤون البلاد وتحييد الإدارة وإعداد البلاد لانتخاب مؤسسات دائمة. في 10 جانفي 2014 أعلن علي العريض عن استقالة حكومته إيذانا ببدء تنفيذ جميع بنود خارطة الطريق, وكلّف مهدي جمعة وزير الصناعة الأسبق بتشكيل حكومة تكنوقراط. في 26 جانفي 2014 تمت المصادقة على جميع فصول الدستور الجديد. وفي يوم 26 أكتوبر 2014 انتظمت الانتخابات التشريعية التي أفرزت فوز «نداء تونس» بالمركز الأوّل. و في 23 نوفمبر 2014 انطلقت عمليات الاقتراع لانتخاب رئيس للبلاد وحكمت نتائجها باجراء دور ثان بين المترشح المستقل محمد المنصف المرزوقي ومرشح «نداء تونس» الباجي قائد السبسي .