تم أمس الإعلان رسميا عن انطلاق تداول اسهم شركة جديدة بالبورصة وهي شركة «سيرياليس» رائدة صناعة «البطاطا المقرمشة شيبس» لكن هذه المرة كان خارج اسوار البورصة وبإحد نزل ضواحي العاصمة ليتزامن قرع الجرس التقليدي عند انطلاق تداول الاسهم مع احتفال هيئة السّوق المالية بالذكرى العشرين لإنبعاث هياكلها. ونظمت هيئة سوق المالية بهذه المناسبة مؤتمرا تحت عنوان «سوق المالية في خدمة الاقتصاد» تحت اشراف حكيم بن حمودة، وزير الاقتصاد والماليّة و وبحضور عبد الحكيم براح، رئيس لجنة تنظيم عمليات البورصة ومراقبتها (الجزائر)، وحسن بوقنادل، مدير عام مجلس أخلاقيات القيم المنقولة (المغرب)، وفاضل عبد الكافي، مدير عام التونسية للأوراق المالية، وصالح الصايل، رئيس هيئة السوق المالية. وقد سجّلت عمليّة اكتتاب اسهم شركة «سيرياليس» رقما استثنائيا جديدا، اذ فاق الطلب العرض ب8,08 مرّة من قبل 2 263 مكتتبا. حكيم بن حمودة (وزير الاقتصاد والمالية) : «ضرورة مراجعة الاطار التشريعي المتعلق بالاستثمار» افاد حكيم بن حمودة وزير الاقتصاد والمالية في تصريح ل «التونسية» ان مساهمة سوق المالية فى تمويل الاقتصاد الوطنى والتي تقدر بنسبة 7 بالمائة غير كافية مشددا على ضرورة الرفع من هذه المساهمة الى نفس المستوى الذي تسجله البلدان المتقدمة على غرار الدول الأوروبية اين تصل مساهمة السوق المالية فى الاقتصاد الى 44 بالمائة. وأوضح بن حمودة الشروط التى يتعين تأمينها لتجاوز هذه الوضعية ولا سيما توفير مناخ سياسى واقتصادى وظروف امنية ملائمة علاوة على تطوير العرض والاستجابة الى الحاجيات من التمويل. ودعا الى ضرورة مراجعة الاطار التشريعى المتعلق بالاستثمار ملاحظا ان المستثمرين التونسيين وأساسا المجموعات الاقتصادية الكبيرة مدعوّة الى المخاطرة فى السوق المالية بهدف ارساء ديناميكية جديدة. وشدد بن حمودة على ضرورة تكاتف جهود المساهمين والمصرفيين والوسطاء بالبورصة وكذلك المجمّعات الاقتصادية الكبرى من اجل الخروح بالاقتصاد الوطنى من حالة الازمة الى حالة الانفراج والتحسن. صالح الصايل (رئيس هيئة سوق المالية) : «لا بد من مراجعة نقائص سوق المالية» اكد «صالح الصايل» رئيس هيئة سوق المالية في تصريح ل «التونسية»بمناسبة احتفال هيئة سوق المالية بالذكرى العشرين لانبعاث هياكلها ان الهيئة بصدد العمل على إيجاد السبل الممكنة لتطوير سوق المالية باعتبار ان المرحلة القادمة هي مرحلة اعادة هيكلة وبناء قائلا «لابد ان يكون لسوق المالية دور اكبر في تمويل الاقتصاد من الدور الموجود حاليا ولا بد من مراجعة نقائص سوق المالية خاصة في ظل غياب الاستثمار المؤسساتي الفعال الذي يوجه المؤسسات ويطور الاستثمار من خلال توجه الشركات الى الترفيع في رؤوس اموالها. واضاف «الصايل» ان سوق المالية في انتظار إصلاحات شاملة على غرار الترفيع من مستوى الشفافية لتصبح شركات اكثر شفافية و واقعية في التعامل مع المعلومة المالية التي يجب ان لا تكون مرتبطة بنوايا المستثمرين ونوايا المسيرين للشركة . واكد الصايل قائلا « سنعمل على اصلاح راس مال التنمية الموجود في بعض النصوص القانونية المبعثرة في عدة قطاعات وفي قطاعات لا تتماشى مع رأس مال التنمية وسنفرض ذلك عبر نص قانوني لتاطير هذه العملية وإعطائها أكثر مرونة». واشار رئيس هيئة سوق المالية الى ان مؤشرات سوق المالية تفاعلت ايجابيا مع الحدث وان ما أفرزته الانتخابات الرئاسية في دورها الثاني اثر ايجابيا على سوق المالية باعتبار سوق المالية يتفاعل مع محيطه ومع المتغيرات السياسية التي كانت جيدة في تونس لتمنح اكثر ثقة للمستثمرين قائلا « بمناسبة الانتخابات الديمقراطية والشفافة في تونس هناك ارقام سجلت ارتفاعا حيث سجل مؤشر سوق المالية السنة الفارطة نسبة 4 بالمائة في حين سجل خلال هذه السنة 17 بالمائة» . وأضاف أن هناك شركات جديدة بصدد دخول سوق البورصة على غرار شركة «سيتروان» التي هي قيد الدرس حاليا مؤكدا «ان سوق المالية لا يموّل الاقتصاد الوطني بنسبة 10 بالمائة فحسب بل يمول بصفة مباشرة بنسبة 10 بالمائة وايضا بصفة غير مباشرة عن طريق القطاع البنكي الذي يمول الاقتصاد الوطني بنسبة 90 بالمائة باعتبار تمويل القطاع البنكي يمر عبر سوق المالية من خلال اصدار القروض الرقاعية الترفيع في رؤوس الاموال باعتباره المودع لديه بنسبة لمؤسسات التوظيف الجماعي في الاوراق المالية». كريم قحبيش (مدير عام شركة سيرياليس): «نأمل تحقيق الإشعاع في شمال إفريقيا» وفي تصريح ل «التونسية» توجه كريم قحبيش مدير عام «سيرياليس» رائدة صناعة البطاطا المقرمشة «شيبس» بالشكر الى المستثمرين الذين منحوا ثقتهم في الشركة، مؤكدا ان هذه العملية ستمكن الشركة من دعم قدراتها بالموارد المالية الضرورية لمزيد التطوير وفتح افاق جديدة. كما توجه قحبيش بالشكر الى وزير المالية وكافة الهيئات العاملة في الميدان المالي لما يقدمونه من فرص قيّمة للشركات التونسية لتدخل سوق البورصة لتكتسب المزيد من التطور قائلا « لنا مشروع متطور سنعمل على المزيد من تطويره من الناحية الانتاجية والنوعية ...وذلك مباشرة بتطوير القاعدة المالية للشركة لنحقق الاشعاع ليس في تونس فقط وانما في كامل شمال افريقيا». وافاد ان «سيرياليس» تحصلت على تأشيرة هيئة السّوق الماليّة لإدراجها بالسّوق البديلة لبورصة بسعر للسهم الواحد يقدر ب6,750 دينار قائلا «لقد حققنا نموّا ب26 بالمائة في الفترة الممتدّة بين 2011 و2013 ونتوقّع تسجيل نموّ يناهز ال21 بالمائة بين سنتي 2014 و2018 ليرتفع رقم المعاملات الى 47 مليون دينار ويصل الربح الصافي إلى7,5 مليون دينار ممّا يفتح أمامنا آفاقا واعدة وسنخصّص استثمارات بقرابة 7 مليون دينار لتحقيق هذا الهدف».
