تمكن ليلة أول أمس رجال فرقة الشرطة العدلية بالعمران في اطار تصديهم لانتشار ظاهرة التحيل من تفكيك عصابة خطيرة تتكون من 4 انفار من بينهم ممثل مشهور كانت تتحيل على التجار من مختلف ولايات الجمهورية ثم تسلبهم سلعهم المتمثلة في مواد غذائية وتجهيزات المطاعم من كؤوس وصحون ومواد بلاستيكية مقابل صكوك مدلسة وبلا رصيد وغنمت من ذلك 158 مليونا . وحسب ما توفر لنا من معلومات فإن زعيم هذه العصابة هو كهل كان محكوما ب42 سنة سجنا من اجل تدليس صكوك قضى منها 14 سنة ثم أفرج عنه في اطار السراح الشرطي. ومنذ خروجه من السجن تعرف على المتهمين من بينهم ممثل مشهور وأسّسوا شركة وهمية وتحصلوا على سجل تجاري استغلوه في استخراج دفتر صكوك من احد الفروع البنكية ببن عروس ثم انطلقوا في تحيلهم على التجار حيث اتصلوا بعديد الشركات والمزودين بطبرقة وصفاقس والمنستير وطبربة ونابل وقصر هلال وسوسة ... ثم اقتنوا من احد التجار كمية هامة من الكؤوس والأواني والتجهيزات البلاستيكية بلغت قيمتها 21 مليونا وسلّموه شيكا في الغرض واثر تحول التاجر الى احد الفروع البنكية لاستخلاص أمواله اعلمه موظّفو البنك ان الشيك بلا رصيد وفي الاثناء كان افراد تلك العصابة يودعون ما يغنموه من مواد غذائية وتجهيزات منزلية من التجار داخل مستودع بالزهروني ثم يفرطون فيها بالبيع بأسعار زهيدة لا تتماشى وقيمتها الحقيقية . وقد واصل افراد العصابة نشاطهم المشبوه حيث اتصلوا بتاجر بصفاقس وطلبوا منه ان يمكنهم من كمية هامة من «اللوبياء» و«الجلبانة» فاستجاب لهم وسلمهم ما طلبوا مقابل صك مزيف ب 40 مليونا. كما تحيلوا على بائع فواكه جافة بالجملة ولهفوا منه بضاعة قيمتها 15 مليونا ولم يكتفوا بذلك بل اتصلوا بصاحب مستودع بالمنستير وعبروا له عن رغبتهم في التزود بكمية من مادة «الزقوقو» قصد بيعها لبعض المغازات والمحلات مقابل 40 مليونا لكن تلك العملية لم تتم لأن رجال فرقة الشرطة العدلية بالعمران تفطنوا للأمر واتّصلوا بالتاجر وطلبوا منه أن يعيد شاحنته من حيث أتت لأنه على وشك السقوط في شراكهم فامتثل لهم وأمر السائق بالعودة . القبض على كامل العصابة وعلى ضوء المعلومات التي قدمها قرابة 20 متضررا انطلقت الأبحاث والتحريات الأمنية لرجال فرقة الشرطة العدلية بالعمران فتمكنوا بعد سلسلة من عمليات المراقبة من القبض على زعيم العصابة واحد المتهمين وبعرض هوية زعيم العصابة على الناظم الآلي تبين انه كان محكوما ب 42 سنة سجنا من اجل تدليس الشيكات قضى منها 14 سنة سجنا ثم افرج عنه في اطارالسراح الشرطي وانه محل تفتيش لفائدة المحكمة الابتدائية بتونس لأنه محكوم غيابيا بعامين سجنا. وبعرض هوية المتهم الثاني على الناظم الآلي تبين انه محل 3 مناشير تفتيش لفائدة المحكمة الابتدائية بمنوبة من اجل خيانة مؤتمن ومطلوب ايضا لفائدة المحكمة الابتدائية بتونس من اجل إصدار شيكات بلا رصيد وبالتحري مع المظنون فيهما اعترفا بما نسب اليهما ثم دلا عن هوية بقية افراد العصابة وعلى ضوء ذلك نصب لهما رجال فرقة الشرطة العدلية كمينا ثم ألقوا عليهما القبض بجهة الجبل الاحمر وبالتحري معهما تبين ان احدهما ممثل مشهور كما تبين ان المتهم الثاني متزوج وامرأته حامل وانه قام بإيداع الأموال التي كسبها عن طريق التحيل في حساب زوجته لإبعاد الشبهات عنه . واتضح ان العصابة غنمت من تحيلها 158 مليونا . وبتفتيش احد المتهمين عثر على 3 آلاف دينار فتم حجزها ولا تزال الأبحاث جارية مع كافة المتهمين ومن المنتظر ان يتم في بداية الأسبوع احالة المظنون فيهم على انظار فرقة الأبحاث الاقتصادية والمالية للتحقيق معهم .