*محمد بوغلاب بعد سفرته إلى إفريقيا الجنوبية لحضور مراسم دفن الزعيم نلسن مانديلا قرر الرئيس المنتهية ولايته منصف المرزوقي التخلي عن الطائرة الرئاسية B737-700BBJ والاستعاضة عنها بالسفر بكراء طائرات من عدد من شركات النقل الجوي من بينها سيفاكس والخطوط السريعة لكن منذ سنة بالتمام والكمال لم تحلق الطائرة الرئاسية التي تم اقتناؤها بأموال المجموعة الوطنية من خلال شركة الخطوط التونسية في 20اوت 1999 بكلفة ناهزت 100 مليون دينار ، وبعد سقوط نظام بن علي سافر الباجي قائد السبسي بصفته وزيرا أول على متنها وأدى علي العريض مناسك العمرة بواسطتها ثم جاء الدور على الرئيس المؤقت المرزوقي في بداية سنوات حكمه الثلاث ليسافر على متنها أكثر من مرة ، ثم قرر الاستغناء عنها فتم وضعها في مطار قابس العسكري ثم حولت وجهتها لقاعدة العوينة العسكرية لينتهي بها الترحال في مطار تونسقرطاج ويتردد أنه تم الاستنجاد بأحد محركيها لإصلاح إحدى طائرات أسطول الخطوط التونسية ؟ وعلى الرغم مما تردد حول بيعها بمبلغ قدره 35 مليارا فإن شيئا من ذلك لم يقع ليتسرب حديث عن عرض أحد السماسرة مبلغ 15مليار لإقتناء الطائرة الرئاسية التي مازالت قادرة على الطيران لآلاف الساعات ؟ وقد كان وزير النقل شهاب بن أحمد صرح في حوار سابق للإذاعة الوطنية بأنه ضد التفويت في الطائرة الرئاسية ولكن القرار يظل بيد الوافد على قصر قرطاج الباجي قائد السبسي الذي عليه ان يحسم ايضا أمر الطائرة الرئاسية الثانية وهذه قصتها أعجب من الأولى فهي من طراز AIRBUS A340 سجلت بتاريخ 29ماي 2008 واقتنتها في البداية شركة هندية ثم كانت من نصيب بن علي الذي يتردد انه لم يكن يعلم أو لم يكن راضيا عن إقتناء الطائرة ولكن "حاكمة قرطاج" ليلى الطرابلسي هي التي كانت حريصة على إتمام الصفقة التي بلغت 200مليارا في ماي2009 لتكون الطائرة مخصصة لها بإعتبارها"الرئيسة" كما كان المقربون والمتزلفون والمتسلقون يلقبونها... وقد حلت الطائرة الرئاسية 2للمرة الأولى بتونس في 19ديسمبر 2009 لتتم معاينتها من طرف العائلة ثم توجه الجماعة على متنها نحو جزر الباهاماس في رحلة"إستجمام"، وفي 29ديسمبر 2009 حطت الطائرة الرئاسية ذات المحركات الأربعة ببوردو جنوبفرنسا لإعادة تهيئة الجناح الرئاسي ، أشغال لم تتوقف رغم سقوط نظام بن علي بأمر من الرئيس المدير العام السابق للخطوط التونسية حمادي الثامري /ماي2011-فيفري/2012 وعلى الرغم من تجهيز الطائرة منذ جويلية 2011 فإنها ظلت رابضة في بوردو إلى غاية اليوم مع الإشارة إلى أن مكوثها هناك ليس مجانيا بل تدفع الخطوط التونسية مقابلا بالعملة الصعبة من اموال المجموعة الوطنية ايضا، وقد نجح وزير النقل شهاب بن أحمد خلال زيارته الأخيرة إلى تولوز في الاتفاق مبدئيا مع شركة AIRBUS على إدراج الطائرة الرئاسية"المغتربة" ضمن كاتالوغ طائراتها المعروضة للبيع ولكن لا أحد يعلم كيف ستسير الأمور في قادم الأيام خاصة إذا لم يتأكد بقاء الوزير الحالي في موقعه. وتردد خلال العامين الماضين ان رئيس إحدى الجمهوريات السوفياتية السابقة راغب في شراء الطائرة ولكن لم يحدث شيء على ارض الواقع واللافت للانتباه أن صخر الماطري صهر بن علي إقتنى طائرته الخاصة في جوان 2009 أي في الفترة نفسها التي تم فيها اقتناء الطائرة الرئاسية الثانية وهو ما يثير عدة شكوك حول تزامن الصفقتين والجهات المستفيدة منه وقد صادرت الدولة طائرة صخر الماطري بعد 14جانفي وتم بيعها لمحمد الفريخة /شركة سيفاكس في ظل حكومة الترويكا. وتعد طائرة AIRBUS A340 طائرة عملاقة إذ تستطيع الطيران لمدة 17ساعة دون توقف وتعد واحدة من بين 377 طائرة في العالم صنعت من هذا النوع فكيف سيتصرف الباجي قائد السبسي مع ملف الطائرتين المجمد منذ ثلاث سنوات دون ان يجرأ أحد على اتخاذ موقف حاسم ببيع الطائرتين بخسارة فادحة أو بإدماجهما ضمن أسطول "الغزالة" أو بوضع طائرة على ذمة الرئاسة وإعادة الثانية للخطوط التونسية لتعزز بها أسطولها؟