استنكر اليوم مهدي جمعة رئيس الحكومة الإضراب الفجئي لأعوان النقل، مقرا بأن إضرابهم غير قانوني وأنه سيقع الاقتطاع من أجور الأعوان المضربين عن العمل طيلة فترة الإضراب. وقال مهدي جمعة في برنامج «ميدي شو»لاذاعة موزاييك إن الحكومة لا تعمل تحت طائلة التهديد عبر الإضرابات، داعيا إلى تحكيم لغة العقل والعودة إلى طاولة الحوار. وحول إمكانية تدخل الجيش الوطني لتامين نقل المواطنين، كشف مهدي جمعة أنه اتصل بوزير الدفاع لتباحث المسألة وأنه من المنتظر أن تعقد خلية الأزمة مساء اليوم اجتماعا للنظر في ذلك، متابعا أن الإضراب له ضوابط تحكمه وليس من حق اي كان ان يقوم بتعطيل مصالح المواطنين. وذكر جمعة أن الإشكالية تكمن أساسا في طريقة الاحتساب الخاصة بالمنح، موضحا ان الحكومة موكّلة على أموال دافعي الضرائب ومن واجبها حسن التصرف، معولا في هذا الإطار على الحسّ الوطني للاتحاد العام التونسي للشغل. وقال رئيس الحكومة إنه سيغادر تونس عند انتهاء مهامه ، نافيا أن تكون له وجهة أو عمل محدد وأنه لم يدرس بعد العروض التي قدمت له، كما نفى إمكانية انضمامه لأي حزب. وفند ما راج من أخبار حول وجود نية للترشح لرئاسة الجمهورية، مؤكدا أنه لم يخطط يوما لذلك وأنه سيعود للعمل المدني. وأشار جمعة إلى أن تركيزه منصب خلال هذه المرحلة على تسليم السلطة وإتمام مسؤولياته مضيفا أن فريقه الوزاري قام بإعداد مذكرة عمل خاصة بكل وزير، وتحمل كل مذكرة رؤية الوزير المغادر واستراتيجية عمله ونظرته حول مجمل الملفات، في محاولة لتهيئة الظروف للوزير الجديد. وتحدث رئيس الحكومة المؤقتة عن تجربته السياسية منذ توليه رئاسة الحكومة، معتبرا ان السياسة حسب رأيه هي ''رؤية إستراتيجية تعتمد على دراسة مراكز القوى للتوصل إلى حلول''. وأقر رئيس الحكومة أن الاقتصاد التونسي لازال في مرحلة حساسة، مشيرا إلى عجز الميزان التجاري بسبب ملف الطاقة ومشكلة التضخم وأوضح أن الحكومة عملت بطريقة تشاركية لإعادة التوازنات الاقتصادية الكبرى وتدارك العجز المالي الذي تراجع. وتحدث جمعة عن مجموع الإصلاحات التي أقرتها حكومته والتي شملت المنظومة الأمنية الجديدة لمقاومة الإرهاب والتهريب وجملة من الإصلاحات الجبائية والبنكية وترشيد منظومة الدعم، داعيا في هذا الإطار إلى ضرورة تسريع النظر في قانون الطاقة المتجددة المعطل وتسريح القوانين التي تخول التنقيب عن البترول، مؤكدا أن تراجع أسعار النفط في الأسواق العلمية ليس لها تأثير على سعره في تونس نظرا لازمة الطاقة التي تعيشها تونس. وشدد مهدي جمعة على ضرورة تحويل الدعم إلى دعم مباشر في شكل منح، مقرا بأنه قام صحبة فريق عمل بإنشاء منظومة المعرف الوحيد الخاصة بكل مواطن وسيقوم بتسليمها لرئيس الحكومة المكلف الحبيب الصيد. وفي حديثه عن لقائه بكريستين لاغارد، تحدث مهدي جمعة عن اتفاقات جديدة في هذا الإطار تتعلق خاصة بالخروج من التقييم الفني البحت مع ضرورة التعامل مع تونس بأكثر مرونة وتمكينها من قروض. وعلّق رئيس الحكومة المؤقتة على مشاركته في المسيرة الجمهورية التي نظمها الرئيس الفرنسي فرنسوا هولند تنديدا بالإرهاب والتي حضرها نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي، قائلا إنّه قام بمجهودات عدة لتجنبه وتجنب اللقاء به، نافيا علمه المسبق بمشاركة هذا الأخير في المسيرة.