قال علي العويني أستاذ في جامع الزيتونة ل«التونسية» إنّ الهيئة الوقتية لجامع الزيتونة قررت عزل حسين العبيدي الإمام الحالي للجامع بعد توليه مسؤولية إدارة هذه المؤسسة لمدة 3 سنوات نظرا لارتكابه خلالها عديد التجاوزات القانونية والأخلاقية. وأضاف أن هذا القرار يأتي إثر عقد الهيئة لجلسة استثنائية . وأكّد العويني أنّ عزل العبيدي هو من الهيئة العلمية أي من المشيخة وليس من الإمامة لأن الإمامة تبقى من مشمولات وزارة الشؤون الدينية على حدّ تعبيره . واعتبر أن أسباب الرفض تعود إلى رفض العبيدي إجتماع الهيئة المنتخبة وتفعيل عمل اللجان (قرابة 20 لجنة)، مضيفا أنه غير منتخب وقد كلّف بالتسيير ولكنه خرق القوانين . وقال العويني: «طفح الكيل وبلغ السيل الزبى، لقد تحملنا الكثير ولكن التجاوزات تفاقمت في الفترة الأخيرة ولذلك إجتمعنا بصفة إستثنائية وكونّا هيئة وقتية لترتيب البيت الداخلي وتنظيم الأوضاع»، معتبرا أن التعليم الزيتوني هيئة تربوية مستقلة ولكن العبيدي حوّله إلى منبر خاص. وكشف ان التجاوزات بلغت حدّ التهجم على الأحزاب ومؤسسات الدولة إذ أنه ينعت الوزير ب«الزّير» والدستور ب«التراكتور» ومجلس النواب ب«مجلس الدواب» هذا بالإضافة إلى استعمال أوصاف لا تليق على حدّ تعبيره. وأكد أن هذه التجاوزات موثّقة وتقع فوق منبر الزيتونة وأنها جعلت المؤسسة معزولة عن محيطها العلمي، مضيفا أنّ العبيدي عادة ما يتخلص من المشايخ الأجلاّء ويفتعل لهم الأزمات والمشاكل لأنه يريد أن يكون صاحب الرأي الأوحد. واضاف العويني أنه تقرر عزل العبيدي عن المشيخة وتكليفه شخصيا رفقة شيخين آخرين وهما عمر اليحياوي وصالح الدافي كهيئة وقتية بتسيير المؤسسة الى حين انعقاد المؤتمر الخارق للعادة وانتخاب شيخ الجامع ونائبيه في فترة تمتد ما بين 10 و 15 يوما بداية من أمس. وقد تقرّر تعليق سير الدروس بجامع الزيتونة إلى حين إتمام الإجراءات الترتيبية ، وردا على سؤال طرحته «التونسية» حول تأخر الهيئة في إتخاذ هذا القرار قال العويني: «نحن نتصرف كمؤسسة وقد كنا في مرحلة تأسيس في محاولة منا وضع الأمور في نصابها ولكن كثرت التجاوزات وتراكمت ولم يعد هناك أي أمل وانتهى المطاف وهذا القرار لا رجعة فيه».