أثار امس إعلان الحبيب الصيد رئيس الحكومة المكلّف عن أسماء أعضاء حكومته ردود أفعال مختلفة لدى كافّة الفاعلين في المشهد السياسي حيث عبّر البعض منهم في تصريحات ل «التونسية» عن إحترامهم للقرار داعين إلى إنتظار ما ستقدّمه هذه الحكومة من برامج و إجراءات عاجلة في حين انتقد آخرون التشكيلة المعلن عنها مبيّنين انّ المرحلة الحاليّة هي مرحلة سياسيّة بامتياز ليست في حاجة إلى حكومة كفاءات معبّرين عن تخوّفهم من أن تكون هذه الحكومة حكومة تنفيذ و ليست حكومة أخذ القرارات خاصّة انّ أغلب الأسماء المعلن عنها غير مألوفة. زهير المغزاوي: الصيد أخلّ بتعهداته شبّه زهيّر المغزاوي إعلان الحبيب الصيد عن تشكيل حكومته بالإعلان عن نتائج مناظرة منتقدا غياب السيرة الذاتيّة للتشكيلة المعلن عنها بما يعني أنّ أغلب الأسماء نكرة مؤكّدا أنّه تعهّد بعدم توظيف أشخاص مرفوعة ضدّهم قضايا فساد لدى المحاكم وأنّه أخلّ بوعده. و قال المغزاوي إنّه قد تمّ في مذكّرة تقديم بعض الإقتراحات بخصوص هيكلة الحكومة على غرار كتابة للإصلاح التربوي لإعانة وزير التربية على المشاكل المتراكمة في القطاع وبفصل الجماعات المحلّية عن وزارة الداخليّة مشيرا الى أن هذه الاقتراحات لم تؤخذ بعين الإعتبار. و أشار المغزاوي إلى أنّ وزارة الداخليّة كانت من نصيب ناجم الغرسلّي الذي شغل خطّة وال في المهدية في حكومة «الترويكا» مرجعا سبب تعيينه إلى التفاهم الحاصل بين حركة «النهضة» و«نداء تونس» موضّحا انّ صورة «النهضة» في الحكومة الجديدة غير واضحة لكن لها رأي مهم خاصّة وانّ اغلب الأسماء المعلن عنها غير معروفة. و بيّن المغزاوي أنّ المرحلة الحاليّة مرحلة سياسيّة بامتياز وليست في حاجة إلى حكومة كفاءات مؤكّدا انّه لو كان الأمر كذلك لتمّ الإبقاء على حكومة مهدي جمعة. كما عبّر المغزاوي عن تخوّفه من عودة اخذ القرارات في قصر قرطاج لأنّ من اعلن عن اسمائهم جاؤوا حسب رأيه للتنفيذ أكثر منه من أخذ القرارات. عصام الشابي: لم نتفائل منذ تكليف الصيد من جهته قال عصام الشابي إنّ «الحزب الجمهوري» لم يتفائل خيرا منذ تعيين الحبيب الصيد على رأس الحكومة مبيّنا انّ تكليفه لم يبعث برسائل قويّة على الرغبة في تغيير إدارة الحكم في تونس وأضاف أنّ الحكومة الحالية ولدت بعد مخاض عسير عبر مشاورات مؤكّدا انّها تتسم بضعف الطابع السياسي في مرحلة تتطلّب قيادة سياسيّة لتحقيق البرامج السياسيّة . وبيّن الشّابي أنّ الفريق الحاكم المعلن عنه لن ينال ثقة أعضاء مجلس نواب الشعب ما لم يكن مسندا من قبل حركة «النهضة» كما لاحظ انّ حركة «نداء تونس» التي كانت تؤكّدا مرارا خلال حملتها الإنتخابيّة بأنّها قادرة على تشكيل 4 حكومات وجدت صعوبة في تكوين حكومة تحظى بقبول أوّلي مؤكّدا أنّ «الحزب الجمهوري» سيعمل على إحترام هذه الحكومة المنبثقة عن الإنتخابات وسينتظر البرامج المقدّمة من قبلها بعد نيل ثقة النواب. من جهة أخرى قال الشابّي إنّ «نداء تونس» تحمّل أعباء الخارجيّة وأسند الداخلية لشخص تولّى منصبا إداريا فترة «الترويكا» في رغبة منه لطمأنة حركة «النّهضة» مضيفا أنّ الجمهوري سينتظر ما ستقدّم الحكومة من برنامج وإجراءات عاجلة في المائة يوم المقبلة بعد إضاعة 4 أشهر في إشارة إلى الفترة التي استدعاها تشكلّ المشهد السياسي الجديد في بلادنا منذ تاريخ إنتخابات مجلس النواب. النهضة: الخيار لم يتعزّز في الوقت الذي أعلن فيه حزب «آفاق تونس» على لسان رئيسه ياسين ابراهيم ان الحزب سيعلن غدا او بعد غد عن موقفه من الحكومة الجديدة أكّدت حركة «النّهضة » على لسان ناطقها الرسمي زياد العذاري أنّ الحركة ستدرس وتقيّم تركيبة الحكومة المعلن عنها وبرنامجها وستقدم على ضوء ذلك موقفها لاحقا مبيّنا انّ الحركة ليست ممثلة في هذه الحكومة لكنّها تحترم خيارات رئيس الحكومة المكلّف والأطراف التي ساعدته على ذلك. و أكّد العذاري انّ رئيس الحكومة قد اعلم صباح امس رئيس «حركة النهضة» بالفريق الحكومي الجديد وانّه تمّ إحترام ذلك مبيّنا انّ الحركة كانت مصرّة على ان تكون تمثيليّة الحكومة واسعة لتحقيق الإصلاحات المطلوبة وتعزيز الخيار لكنّ ذلك لم يحصل.