انقطعت بشكل نهائي العلاقة بين حسين العباسي ومهدي جمعة وبرز ذلك في عدم إمضاء اتفاق انطلاق المفاوضات الاجتماعية في القطاع العام والوظيفة العمومية رغم الإعلان الصادر عن الحكومة واتحاد الشغل عن انطلاقها مع مهدي جمعة لتتواصل مع حكومة الصيد . هذا الأمر لم يحدث ويبدو أن الخصومة بين مهدي جمعة وحسين العباسي استفحلت في الساعات الأخيرة وجعلت جمعة يخلف وعده تجاه المنظمة الشغيلة وهو الذي صرح في تصريح إذاعي انه سيمضي على اتفاق الزيادات في الأجور على أن تكمل الحكومة القادمة المهمة. وبينت مصادرنا أن مهدي جمعة أصر على أن تكون المفاوضات لسنتي 2014 و 2015 وهو ما رفضه اتحاد الشغل بشكل قطعي وتمسك بمفاوضات بعنوان سنة 2014 . و في هذا الخصوص توجه حسين العباسي بمناسبة احياء الاتحاد لذكرى أحداث 26 جانفي 1978 بانتقادات لاذعة لطريقة تعامل حكومة جمعة مع الاتحاد العام التونسي للشغل في ما يخص ملف المفاوضات الاجتماعية حول الزيادة فى الاجور بالقطاع العام والوظيفة العمومية مجددا تمسك المنظمة الشغيلة بالتفاوض بعنوان سنة 2014 فقط متهما وزراء بالحكومة بشيطنة الاتحاد. وفي سياق متصل بالحكومة القادمة ، قال الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل،حسين العباسي إن معظم وزراء حكومة الحبيب الصيد الجديدة من الكفاءات المستقلة و تفتقر إلى مشاركة واسعة للأحزاب السياسية. وأضاف العباسي انه «ليس للاتحاد عدوات أو صداقات مع أية حكومة وأن كل ما يهمه هو البرنامج الذي ستعمل وفقه هذه الحكومة ومدى تشبثها بتحقيق أهداف الثورة»،وفق تعبيره. و دعا الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل الحكومة الجديدة الى توجيه رسائل ايجابية للشعب من خلال تقديم برنامج واضح يخدم أهداف الثورة. وقال العباسي إن المنظمة الشغيلة لا يهمها أسماء الوزراء الجدد بقدر ما تحرص على التعرف على برنامج الحكومة القادمة بالدرجة الاولى والاهداف التي سيتم العمل على تحقيقها على مدى الخمس سنوات المقبلة. و جدد تأكيده على أن الاتحاد مستعد للتحاور مع الحكومة الجديدة مشيرا الى ان المفاوضات الاجتماعية التى لم يتم الاتفاق عليها مع حكومة مهدي جمعة ستكون من أولويات الملفات التي ستطرحها المنظمة الشغيلة على حكومة الحبيب الصيد. وأوضح أن المركزية النقابية ستنظر في مرحلة ثانية في سبل ادارة العلاقة التشاورية التي ستربط الاتحاد والحكومة الجديدة في ما يخص الاستحقاقات الاجتماعية الاخرى التي تهم عديد الاجراء بمختلف القطاعات. وأشار العباسي الى أن تونس تعيش اليوم بداية تأسيس الجمهورية الثانية وأنها في حاجة الى تواصل تظافر جهود مختلف الاطراف واستكمال استحقاقات المرحلة من خلال تنظيم الانتخابات البلدية والمجالس الجهوية التي من شأنها أن تحقق التوازن بالجهات الداخلية والحدودية التي لم تأخذ حظها على مدى سنين طويلة. ودعا العباسي رجال الاعمال التونسيين الى الاستثمار بالجهات الداخلية أساسا وتوفير مواطن شغل والاضطلاع بدورهم الوطني في استحثاث نسق التنمية والاستثمار الخاص.