ستنظر احدى الدوائر الجنائية بمحكمة الاستئناف بسوسة في بداية شهر فيفري في جريمة قتل تورط فيها شاب أزهق روح غريمه على إثر خلاف جدّ بينهما سببه تعمد الطرف الثاني الاستئثار بالتصرف في قطعة ارض قاما بكرائها من الدولة لإقامة مشروع فلاحي اذ تولى طعنه بواسطة الة حادة على مستوى بطنه في مناسبتين ثم فرّ من المكان تاركا اياه في حالة صحية حرجة. ورغم محاولة إسعافه فقد لفظ الضحيّة أنفاسه الاخيرة متأثرا بالمضاعفات الخطيرة للإصابة التي تعرض لها. وقد أدين المتهم بالسجن بقية العمر فاستأنف الحكم أملا في التخفيف من العقوبة. التحريات في هذه القضية انطلقت على اثر اعلام ورد على السلط الامنية في شهر سبتمبر 2013 يفيد بقبول شاب في حالة صحية حرجة فارق الحياة بعد حوالي ربع ساعة من قبوله بالمستشفى متأثرا بالمضاعفات الخطيرة للإصابة التي تعرض لها فتحولت دورية امنية على عين المكان واجريت المعاينات الميدانية من طرف وكيل الجمهورية بالمحكمة الابتدائية بسوسة واذن بعرضها على الطبيب الشرعي لتحديد اسباب الوفاة بدقة فيما أذن لفرقة الشرطة العدلية بسوسة بالبحث في ملابسات الجريمة. وبانطلاق التحريات تبين أن الضحية وقع في خلاف مع صديقه حول قطعة أرض سرعان ما استفحل وأدى الى طعن الجاني للمجنّي عليه مما أسفر عن هلاكه. وبموجب هذه المعلومات تم ترويج برقية تفتيش في شأن المظنون فيه وتم إيقافه بتونس العاصمة. وباستنطاقه أفاد أنه بعد ختم دراسته الجامعية لم يتمكن من الحصول على عمل مما جعله يصاب بحالة نفسية سيئة أثرت على سلوكه اذ اصبح عدوانيا ويميل الى الانزواء واضطرته ظروفه الاجتماعية الى العمل في حضائر البناء غير أنه في سنة 2010عرض عليه صديقه القيام بتكوين من أجل إقامة مشروع تتكفل الدولة بالنصيب الاوفر منه في نطاق صندوق تشغيل الشباب فاعجب بالفكرة وتقدما معا بوثائقهما وتم قبول مطلبهما وانطلقا في فترة تكوين لبعث مشروع فلاحي. وبعد إنهائهما التكوين بنجاح تقدما بمطلب من أجل الحصول على قرض وانطلقا في بعث مشروعهما للوجود ومكنتهما الدولة من أراض فلاحية لتركيز مشروعهما مع امتيازات في خلاص معلوم الكراء بعد ثلاث سنوات مع معدات فلاحية. وأضاف المتهم أنهما كانا يعملان ليلا نهارا حتى ينهضا بمشروعهما الذي بدا يسير بثبات نحو النجاح غير أنه في الاثناء مرضت والدته بمرض عضال مما اضطره الى اهمال عمله قليلا حتى ينقلها للعلاج غير أن صديقه كان ظاهريا سندا له اذ طلب منه أن يترك كل الامور على عاتقه ونظرا لثقته العمياء في شخصه, لم يخلد بذهنه أنه سيتلاعب به وأضاف المتهم أنه بعد وفاة والدته عاد إلى عمله غير أنه فوجئ بأنه غير مرغوب فيه من صديقه به بل إنه عمد الى طرده من الارض وأعلمه أن المشروع له وأنه لن يقاسمه تعبه. وقال المتهم إنه رغم محاولته فض الخلاف وديا فإن صديقه رفض أي شكل من أشكال التفاوض رغم تدخل معارفهما الى أن كان يوم الواقعة إذ قرّر التوجه الى الارض ومباشرة عمله مهما كلفه الامر فشرع في العمل بكد غير أنه عندما قدم صديقه اندلعت مناوشة كلامية بينهما بعد أن حاول الضحية طرده من المكان لكنه رفض المغادرة وأعلمه أنه لا ينتظر اذنا منه فهو شريك له لكن صديقه نفى هذه الصفة عنه وأعلمه أن كل الوثائق باسمه لكن المتهم ذكّره بأن هناك العديد من الشهود إلا أنه استهزأ به وعمد الى تعنيفه فتمالكه الغضب واندلعت معركة بينهما التقط خلالها الجاني الة حادة يستعملونها في قطع الاعشاب وطعنه بواسطتها على مستوى بطنه ثم فر من المكان وباستشارة النيابة العمومية أذنت بالاحتفاظ بالمظنون فيه وإثر ختم الابحاث وجهت له تهمة القتل العمد وأحيل على أنظار إحدى الدوائر الجنائية بالمحكمة الابتدائية بسوسة التي قضت بإدانته على النحو المذكور فاستأنف المتهم الحكم ومن المنتظر ان تنظر المحكمة قريبا في ملف القضية.