تكشف غدا النسخة 30 من كأس أمم إفريقيا عن هوية أخر فرسيها للدور ربع النهائي وذلك بإقامة الجولة الأخيرة التي ستؤثثها أكثر المجموعات تعقيدا وحسابات سيما أن الرباعي الكاميرون وكوت ديفوار وغينيا و مالي إختار أن يشترك في النقاط والأهداف لتكون جولة الغد الحاسمة والفاصلة في تحديد المتأهلين للدور القادم من بطولة فضلت أن تخفي أوراقها وتحتفظ بأسرارها لليوم الأخير من الدور الأول. التكهن بهوية المتأهلين قد يكون ضربا من ضروب الخيال في ظل الحسابات المعقدة وتقارب المستوى الفني الذي أثبتته مباريات الجولة الأولى والثانية بما أن الرباعي تعادل وبنفس النتيجة (1-1) ما جعل الكل يتوقع أن يلتجأ الاتحاد الإفريقي للقرعة للفصل في ممثلي المجموعة الرابعة في الدور ربع النهائي وذلك في صورة نهاية مباراتي الغد على نتيجة التعادل أيضا. لا بديل على الفوز شعار سيرفعه رباعي المجموعة الرابعة لإنهاء الجدل وحسم بطاقتي العبور إلى الدور الثاني في انتظار قمتين جديدتين في الدور ربع النهائي بما أن قرعة العاصمة مالابو اختارت حوارات بين منتخبات المجموعة الثالثة والرابعة واللذان يعدان الأقوى والأكثر تنافسا ومتعة لعشاق الكرة الإفريقية. قمة تقليدية لا تزال مهزلة المباراة الختامية للتصفيات المؤهلة لل«كان» بين المنتخبين الإيفواري و الكاميروني عالقة في أذهان الجماهير بعد أن رفض المنتخبين اللعب وخير الخروج عن الروح الرياضية والاكتفاء بالتعادل ليمرا سويا إلى النهائيات الإفريقية لتكون عدالة كرة القدم صاحبة الحكم وتعيد من جديد الحوار بينهما لكن هذه المرة سيختلف الحوار تمام سيما أن بطاقة التأهل للدور ربع النهائي في الميدان والباحث عن خطفها لابد أن يفوز وأن يقدم ما يشفع له لتحقيقها والأكيد أن عشاق الكرة الإفريقية سيكونون أبرز مستفيدين من هذا الصراع التقليدي بين «الأفيال» و «الأسود غير المروضة». ويشترك المنتخبان في عامل يتمثل في اعتزال نجميهما «دروغبا» بالنسبة لمنتخب كوت ديفوار و«إيتو» للمنتخب الكاميروني لكن قيمة الأسماء المتواجدة في المنتخبين لن تقف عند الأطلال والبكاء على الفراق رغم أن تأثير الغياب كان جليا على مردودهما في الجولتين الماضيتين لذلك فان مباراة الغد لن تحتمل أنصاف الحلول بل أن كليهما سيبحث عن الفوز رغم تصريحات المدربين الألماني «فينكه» والفرنسي «رونار» أن الخروج لن يكون كارثيا وهو ما أشعل الصحف في البلدين وبات يطبخ قرار الإقالة في صورة الإخفاق في العبور. التكهن كما قلنا صعب لكن تبدو كفة «الأفيال» أرجح على «الأسود غير المروضة» لكن حكم الميدان يبقي سيد الزمان. الرابح الأكبر شاءت حسابات المجموعة أن يكون منتخبا ماليوغينيا معنيان ببطاقتي العبور للدور ربع النهائي بعد أن تمكنا من تكذيب التوقعات ووقفا في وجه المنتخبين المرشحان وكانا قريبان من الفوز لو قلة خبرة الدقائق الأخيرة ليتجرعا تعادلين في طعم الهزيمة ويدخلان منطقة الحسابات باحثين عن الاستفادة من صراع القمة وذلك بشرط حصد النقاط الثلاثة في مواجهة الاربعاء . المنتخب المالي الذي يعد أفضل منتخبات المجموعة بفضل تكتيك عجوزه البولوني هنري كاسبارزاك الذي تمكن من تشكيل منتخب يجمع بين الخبرة والشباب الطامح لرسم مسيرة مع منتخب بلده والتواجد على الخريطة الكروية للقارة السمراء يأمل الفوز دون النظر خلفه ليكون أحد أضلاع الثمانية الكبار في «الماما أفريكا» وتأكيد أنه يبقي المنتخب الوفي لعادته بالمشاركة في الدور ربع النهائي والذي لم يغب عنه منذ دورة 1998 التي نظمها. «النسور» المالية تملك كل المقاومات لعبور «السيل» الغيني خاصة إذا قارنا الاسماء التي يمتلكها المنتخبان والخبرة التي يتمتع بها عدد من لاعبي المنتخب في مقدمتهم القائد «سايدو كيتا» الباحث عن مشاركة أخيرة تحفظ في سجلاته سيما أنه قرر الاعتزال دوليا بعد النسخة الحالية وتتويج المسيرة بالذهاب بعيدا في المسابقة قد يزيد في تحفيز زملائه لعبور الدور الأول والتأهل . لم يكن المنتخب الغيني ينتظر أن يجد نفسه معني ببطاقتي العبور إلى أخر جولة خاصة أن الفوارق بينه وبين الثلاثي كبيرة وشاسعة لكن كرة القدم أكدت مرة جديدة أن الميدان والعطاء هو الفيصل لا قيمة الأسماء ولو لا قلة الخبرة وشباب منتخب «السيل» لكن الحديث على أن غينيا هو الحصان الأسود للدورة بعد أن أسقط الكاميرون وكوت ديفوار خاصة أنه كان متقدما ومسيطرا على المباراة. الفرصة ستكون سانحة أمام غينيا لخلق أكبر مفاجآت البطولة والتواجد في الدور ربع النهائي وتأكيد أن النسخة الغينية الاستوائية تؤسس لثورة الصغار على الكبار في ظل عبور البلد المنظم والغائب منذ 34 سنة على البطولة منتخب «الكونغو برازافيل» لكن ذلك يمر عبر الفوز وتقديم أفضل المستويات وتدارك الهانات التي ظهرت في الجولتين الماضيتين. محمد ياسين البرنامج ملعب مالابو الدولي 19:00 كوت ديفوار– الكاميرون : تحكيم أريك أطوغو ( الغابون) ملعب مونغومو 19:00 مالي – غينيا : تحكيم محمد سعيد الكردي ( تونس)