أكّدت حركة «النهضة» في بيان لها أنها تلقت طلب عبد الحميد الجلاصي، نائب رئيس الحركة بإعفائه من مهامه في المكتب التنفيذي مشدّدة على تواصل المشاورات معه بهدف إثنائه عن قراره مضيفة ان «عبد الحميد الجلاصي قيمة ثابتة في الحركة ومقامه فيها محمود ومحفوظ والقيادة بصدد التحاور معه». وقد أثار طلب استقالة الجلاصي من مهامه بالمكتب التنفيذي عديد التأويلات حيث ذهب بعض المحلّلين الى خلافات سببها محاولة رئيس الحركة راشد الغنوشي والمجموعة المقربة منه الهيمنة على المكتب التنفيذي والتفرد بسلطة القرار لكن البعض الآخر أرجعها الى ما يحدث من مشاورات حول تشكيل الحكومة وامكانية تولي الجلاصي منصبا وزاريا. وفي هذا الشأن، نفى محمد بن سالم القيادي ب«النهضة» أن تكون لقرار الاستقالة علاقة بتشكيل الحكومة أو الحصول على منصب وزاري، مشيرا إلى أن «وجود اختلافات داخل الحركة أمر طبيعي». ويطلق محللون على الجلاصي وصف «كومبيوتر الحركة» و«وزير داخلية الحركة» وذلك للدور الذي قام به كمنسق عام ل«النهضة» ولحسن ادارته الحملة الانتخابية . فهل تكون هذه الخطوة مقدمة للانسحاب نهائيا من الحركة ؟ أمّا نصّ استقالة الجلاصي والذي تمّ تسريبه في بعض وسائل الإعلام فقد جاء فيه: «لقد سعدت بالعمل منذ الثورة مع فريق من خيرة كفاءات هذا البلد تحت إشرافكم. وقد كانت هذه المرحلة حافلة بمكاسب عظيمة للبلاد وللحركة - اسأل الله ألّا يحرمنا أجرها. ورغم هذه المكاسب المقدرة ،فإن واقع الحركة وطريقة إدارتها شابتها إخلالات كثيرة بما أوهن من موقع المؤسسات وأثر على أدائها كما أثر على المناخات والعلاقات. وقد تكرر الحديث في هذا الشأن بصيغ متعددة أداء لواجب النصيحة. وقد اتخذت يوم 3 جويلية 2013 قرارا بالانسحاب من أيّة مسؤولية قيادية وأعلمتكم به كتابة إلا أن ظروفا حفت بالبلاد منعتني من المضي فيه تحملا للمسؤولية ومراهنة على احتمال إنصلاح الحال ولست نادما على ذلك. غير أن الأوضاع- للأسف - تفاقمت بما يدعو للتساؤل عن وجود إرادة حقيقية للتجاوز. أجدُ نفسي - الآن -غير قادر على إفادة الحركة من موقع المسؤولية في المكتب التنفيذي فقررت التخلي عن كل مسؤولياتي فيه وإعلامكم بذلك - بعد طول تردد بسبب الأوضاع في البلاد - داعيا الله أن يوفقكم لما يحبه ويرضاه. أرجو منكم إعلام من يهمه هذا الأمر لتجنب كل الاحراجات المحتملة. أخوكم عبد الحميد الجلاصي».