المدير الجهوي للتجهيز يتّهم الطبيعة ! جد أول أمس على مستوى الطريق الجهوية 360 بباجة الرابطة بين الطريق الوطنية 11 والجهوية 52 بمنطقة «القرسطاية» انزلاق أرضي أدى إلى سقوط جزء من طريق وادي منطقة وادي المعدن وهي طريق جديدة لم يمض على إنجازها أكثر من 3 أشهر ممّا ولّد حالة من الاستياء لدى أهالي المنطقة الذين استبشروا بانجاز هذه الطريق. وقد أعرب عدد من المواطنين ممن اتصلوا ب«التونسية» عن استغرابهم الشديد من سقوط جزء من طريق جديدة لم يمض على إنجازها إلا بعض أسابيع وهو ما يثير العديد من نقاط الاستفهام حول نوعية الدراسات التي أنجزت لهذا المشروع وسلامة المقاولات وتطابقها مع المواصفات خاصة أن انقطاع الطريق عزل قرابة 1000 عائلة حسب الأهالي . وقد اتصلت «التونسية» بالسيد خالد الأطرش المدير الجهوي للتجهيز بباجة الذي أكد أنّ الانزلاق خلافا لما تم تداوله في بعض وسائل الاعلام لم يشمل المنشأة المائية التي هي بطور الانجاز وإنما جزء من الطريق المعبّد على مسافة تمتد على 150 مترا تقريبا. واعتبر المدير الجهوي للتجهيز أن هذه الحادثة عادية وأن تواصل تهاطل الأمطار لمدة 5 أيام متتالية هو الذي أدى إلى انزلاق جزء من الطريق معتبرا أن هذه الظاهرة طبيعية ولا يمكن التحكم فيها ولا التنبؤ بها مسبّقا نظرا لطبيعة التربة الطينية بالمنطقة. وقال الأطرش أن الدراسات التي تنجز قبل المشروع لا تكشف امكانية انزلاق الطريق من عدمه لأن الانزلاقات عادة ما تحصل بسبب ارتفاع منسوب المياه الجوفية الذي يؤدي الى تحرّك التربة من مكانها واحداث اضرار على مستوى المعبد . وقد برّأ المندوب الجهوي للتجهيز شركة المقاولات التي أنجزت المشروع من أيّة تهمة قد تتصل بها مشيرا إلى أن مواصفات الانجاز أُحترمت وأن هذه «الحوادث» تحصل حتى في الدول المتقدمة . وأفاد خالد الأطرش أن كلفة انجاز هذه الطريق قاربت المليار ونصف مشيرا إلى أن مصالح التجهيز لم تتمكن من تحديد كلفة خسائر هذا الانزلاق وقد تم تحويل حركة المرور عبر مسلك موازي في انتظار إصلاح الجزء المتضرر . وقد أكدت مصادر بالجهة ل«التونسية» «أن مسؤولين سابقين بالمندوبية الجهوية للتجهيز سبق أن نبهوا قبل الشروع في انجاز الطريق إلى فرضية انزلاقها بسبب تواجد كميات كبيرة من المياه الجوفية والعيون المائية محاذية للمشروع غير أنه لم يتم أخذ هذا المعطى بعين الاعتبار، وهو ما نفاه المدير الجهوي للتجهيز جملة وتفصيلا.