اهتمّوا بالعمل النقابي واتركوا السياسة للسياسيين بمجرد إعلانه عن تشكيلته الحكومية المرتقبة،استقبل الحبيب الصيد بموجة من الانتقادات والاتهامات، وكثر التشكيك في كفاءة وانتماء بعض الوزراء وكتاب الدولة الذين وردت أسماؤهم ضمن قائمته، حتى لم نعد نفرق المذنب من الشريف، و لا الشريف من المذنب... ولعل آخر هذه الاتهامات تلك التي توجه بها بعضهم إلى كاتب الدولة المكلف بالأمن الوطني والمستشار الأمني الحالي في حكومة مهدي جمعة لسعد دربز بدعوى انه غير كفء بالإضافة إلى كونه محلّ تتبّع في قضيّتين يتعهّد بهما القضاء إحداهما حول فساد مالي وإداري، على حد تعبير بعضهم. النقابي الأمني محمد علي الرزقي من القلائل الذين قرروا السباحة عكس التيار والظهور اعلاميا ليبارك للحبيب الصيد على حسن اختياره للسعد دربز ولينفي التهم الموجهة اليه والدفاع عن رجل يرى انه يتعرض لمظلمة،واصفا كل ما قيل في حقه بالادعاءات المغرضة. و في تصريح خص به «التونسية»، اتهم محمد علي الرزقي قيادات امنية سابقة تقلدت مناصب حساسة صلب وزارة الداخلية في فترة حكم «الترويكا» تأكّد وقوفها وراء تغلغل الارهاب واتخاذ القرارات الامنية الخاطئة ومغالطة الشعب، بشن حملة تشويه ضد دربز المشهود له بالوطنية والكفاءة ودماثة الاخلاق لأن تواجده في هذا المنصب يتعارض مع مصالحهم اللاوطنية الدنيئة، حسب قوله، مؤكدا ان بحوزته معلومات ووثائق تدين قيادات امنية سابقة بالتورط مع منظمات ارهابية وباخفاء معلومات وحقائق مؤكدة في قضايا الارهاب. و استغرب الرزقي تدخل بعض الأمنيين النقابيين في المسائل السياسية حد الاعتراض على القرارات الصادرة عن رئيس الوزراء المكلف بتشكيل الحكومة، متوجها اليهم بالقول: فلتهتموا بالعمل النقابي واتركوا السياسة للسياسيين، مؤكدا انه من حق الصيد ان يختار من يراه الاجدر للمنصب. «الصّيد على حقّ» و قال الرزقي ان الحبيب الصيد لم يخطئ في اختيار دربز وله دراية كافية بإمكانياته ، مؤكدا أنه لا يوجد شخص في الوزارة في حنكة لسعد دربز خاصة في كل ما يتعلق بالأمور العدلية والأمنية والاجتماعية، على حد تعبيره دائما ،مستبعدا ان يصغي «إلى كلام فارغ يفتقر الى أيّة مستندات أو إثباتات» وأن يتراجع عن قراره بتكليف دربز بهذا المنصب. كما شدد الرزقي على ان المستشار الامني الحالي من الكفاءات القليلة في الوزارة القادرة على الخروج بالمؤسسة الامنية عن نطاقها التقليدي والانخراط مع المجتمع وتقديم خدمات اجتماعية خاصة وانه لم يبق في الوزارة بعد استبعاد اكثر من 42 اطارا امنيا عدى دربز الذي يمتاز، برأيه، بكل معايير حسن السلوك الامني والاخلاق المهنية والنزاهة . كما طالب الرزقي الرأي العام وخاصة الامنيين بعدم الانسياق وراء هذه الحملات التي وصفها بالمغرضة، والنظر في الملفات المهنية للاشخاص قبل الحكم عليهم. فؤاد مبارك