بعدما خلصت حكومة الصيد من مخاضها النهائي، تصاعدت ردود الافعال المختلطة لتبذر التصدعات في المشهد منذرة بخارطة تحالفات جديدة بين متجانس ومتضارب لتغذي حركة الجذب في هذه المرحلة الحساسة التي تقف فيها البلاد امام كم هائل من الملفات الحارقة . فقد شنت مجموعة من الاحزاب اليسارية و القومية هجوما ضد حكومة الحبيب الصيد و اتفقت على تنظيم المعارضة وعدم منح ثقتها الى الحكومة. «التونسية» اتصلت بمجموعة من النواب لرصد أصداءمواقفهم من الحكومة. سالم الابيض (حركة الشعب): «حكومة محاصصة حزبية» اكد سالم الابيض القيادي بحركة الشعب ان حزبه اختار الاصطفاف في المعارضة لان هذه الحكومة هي حكومة محاصصة و مصالح بين قوات سياسية لا تمتلك نفس المشروع المجتمعي و السياسي و اذا بهم يتحولون الى حلفاء و اختلافهم لا يمكن ان يكون على ارضية برنامج موحد و بالتالي مشاركتهم في الحكومة رصيدها الاساسي الرغبة في الحصول على مقاعد و بالتالي فإن هذه الحكومة لن تستطيع ان تحقق ما رفع من افكار و شعارات في الحملات الانتخابية للاحزاب المشاركة فيها و لن تستطيع كذلك معالجة الملفات العاجلة و الحارقة و هي ملفات الامن و التشغيل و ملف الاصلاح التربوي و الجامعي الذي اصبح بدوره مطلبا ملحا. و اشار الى ان هذه الحكومة لن تستطيع ان تقوم بتعبئة موارد الدولة مؤكدا أيضا انها لن تستطيع الصمود كثيرا في ظل الازمات الاجتماعية و في ظل ضعف تركيبتها و في ظل شيخوخة راس الدولة و في ظل مجلس نيابي محكوم بتجاذبات و اختلافات قائلا «فوراء الأكمة هناك تناقضات جوهرية و مصالح متضاربة». منجي الرحوي (الجبهة الشعبية): «لن نمنح الثقة الى الحكومة» من جهته، اعتبر منجي الرحوي القيادي ب«الجبهة الشعبية» أن هذه الحكومة هي إعادة إنتاج لمنظومات سابقة أثبتت فشلها وعدائها للشعب. وأضاف أن الجبهة قدمت مقترحاتها بشأن الحكومة وقائمة بالأسماء التي لها عليها تحفظات، لكن التركيبة التي تم الإعلان عنها من قبل الحبيب الصيد لا يمكن أن تنال ثقة الجبهة . وأكد ان تركيبة هذه الحكومة هي «تحالف ائتلاف غير طبيعي بين قوى اليمين «الليبرالي والمحافظ والمافيوزي''» . محمد عبو (حزب التيار الديمقراطي ): « المعارضة النزيهة» من جانبه، اكد محمد عبو النائب عن حزب «التيار الديمقراطي» ان حزبه اختار الاصطفاف في المعارضة «النزيهة و الجدية» و اضاف ان حزبه قد بلًغ رئيس الحكومة الحبيب الصيد و قدم له تصوره الا انه اصر على المحافظة على بعض الاشخاص مشيرا الى ان هذه البداية تعد بداية سيئة .و اضاف انه يحترم ارادة الشعب التونسي التي صوتت لهذه الاحزاب داعيا الشعب الى ان يكون يقظا و منتبها لاداء الحكومة .و اوضح ان مستوى التجاوزات و الخروقات سيرتفع خلال المرحلة القادمة و ان اداء هذه الحكومة سيكون الاسوأ لانه لن يستطيع معالجة ملفات الفساد . محمد الحامدي ( حزب التحالف الديمقراطي): « خانوا وعود الناخبين» أما محمد الحامدي النائب عن حزب «التحالف الديمقراطي» فقد اكد ان هذه الحكومة خدعت الناخبين خلال الانتخابات التشريعية .و أضاف ان حزبه قد سبق له و نبه الشعب الى خطورة هذا الاستقطاب الثنائي . و اكد ان اغلب مكونات هذه الحكومة الجديدة تنتمي الى ادارة بن علي و ضعيفة من حيث الكفاءة و الدراية السياسية .و اضاف ان حزبه لا يتفق مع توجهات الاحزاب التي تشكل الحكومة التي تمثل اليمين الحداثي « نداء تونس» و اليمين المحافظ «حركة النهضة». و اكد انه لا بد من وجود معارضة كي تعدل المشهد السياسي مضيفا أنّ هذه الأخيرة ستبرز حتما داخل مجلس نواب الشعب وخارجه عبر تشكل توجه ديمقراطي اجتماعي يحدث التوازن حسب قوله . عماد الدايمي (حزب المؤتمر من اجل الجمهورية): في المعارضة من جهته افاد عماد الدايمي النائب عن حزب «المؤتمر من اجل الجمهورية» ان حزبه لن يمنح الثقة لهذه الحكومة باعتبار ان تركيبتها الهشة وغير قادرة على القيام بإصلاحات جذرية ينتظرها التونسيون ما يجعل عمرها قصيرا .واعتبر حزبه جزء من المعارضة القادمة . عدنان الحاجي (مستقل): «لن نساند الحكومة» من جهته ، عبّر عدنان الحاجي النائب المستقل بمجلس النواب عن عدم مساندته للحكومة باعتبارها حكومة محاصصة و ترضية حزبية «بامتياز» حسب قوله . و اضاف ان هذه الحكومة غير داعمة للمسار الثوري و برنامجنا يستجيب الى طموح الفئات المهمشة من الشعب و المعطلين عن العمل و اضاف انه سيراقب اخطاء هذه الحكومة و سيواصل نضاله .واكد انه لا يستطيع اعطاء الحكومة صك على بياض لانه يجب ان تكون هناك اصلاحات جوهرية تهتم بوضع عيش المواطن .