مشاركة «النهضة» رمزية ولن تؤثّر في خيارات الحكومة والمجتمع «النداء» قدّم تنازلات كبيرة للحلفاء والمجتمع المدني التونسية فؤاد العجروي اعتبر فوزي اللومي القيادي في «نداء تونس» حكومة الحبيب الصّيد حكومة مزدوجة تختلف عن النسخة الأولى بتزايد ثقل السياسيين ضمن تركيبتها مقابل تراجع وزن التكنوقراط. ولاحظ في تصريح ل«التونسية» أنّ الأهمّ في هذه المرحلة وقبل الخوض في التركيبة المعلنة هو أنّه تمّ الحسم في مسألة تشكيل حكومة جديدة وبالتالي تفادي تبعات تواصل الضبابية على كل القطاعات في وقت لم تعد تتحمّل فيه البلاد إضاعة مزيد من الوقت. وأضاف فوزي اللومي أنه ينبغي التذكير أيضا بأنّ الحكومة الجديدة «ولدت» بعد صعوبات جسيمة ومشاورات ماراطونية مع كافة الأحزاب ومكوّنات المجتمع المدني. كما لاحظ أنّ أداء حكومة الصّيد سيخضع للمتابعة والتقييم وبالتالي ستكون الفرصة متاحة لتعديلها حسب ما تقتضيه مصالح البلاد. حزب الأغلبية حصل على خُمس المقاعد ؟ واعتبر من جهة أخرى أنّ حضور حركة «النهضة» ضمن تركيبة الحكومة الجديدة لا يُثير أيّ إشكال أذ يقتصر على مشاركة رمزية وليس تحالفا وبالتالي لن تكون له أيّة تأثيرات على خيارات الحكومة والمجتمع التونسي، ولاحظ في هذا الإطار أنّ الحكومة الجديدة تعكس وجود وفاق وطني لم يقص أيّة طرف. واعتبر في المقابل أنّ حركة «نداء تونس» قدّمت تنازلات كبيرة لحلفائها ومكوّنات المجتمع المدني حتى تتجاوز هذه المرحلة وذلك على حساب وزن «النّداء» في المعادلة الجديدة التي أفرزتها الانتخابات التشريعية الأخيرة. خيارات ضدّ الانتظارات ولم يخف اللومي أنّ الندائيين كانوا ينتظرون أن يقود حزبهم هذه المرحلة استنادا إلى خيارات الشعب التونسي في الانتخابات الأخيرة لكنّه تمّ في المقابل تكليف رئيس حكومة مستقل والاكتفاء بحضور محتشم ل«النداء» صلب الحكومة. ولاحظ في هذا الصدد أنّ «النّداء» حصل على أقلّ من ٪20 من الحقائب الحكومية فيما يمثل وزنه داخل البرلمان نحو ٪80 من النصاب القانوني البالغ 109 أصوات كما تمّ إسناد أغلب وزارات السيادة لشخصيات مستقلة فيما حصلت «النهضة» عقب انتخابات أكتوبر 2011 على كلّ وزارات السيادة باستثناء الدّفاع الوطني! تغييب الدساترة في الحكومة والرئاسة ؟ وبالتوازي مع ضعف مشاركة «النداء» مقارنة بحجمه الحقيقي أشار فوزي اللومي إلى أنّ الحكومة الجديدة أقصت القيادات الدستورية التي تعتبر الرافد الأساسي لما يُعرف بالآلة الانتخابية ل«النداء» والتي لولاها لما تمكّن «النداء» من الحصول على المرتبة الأولى في الانتخابات الأخيرة. وأكّد اللومي أنّ القيادات الدستورية التي ساهمت بالقسط الأكبر في التغيير الحاصل في البلاد لا وجود لها اليوم لا في الحكومة ولا رئاسة الجمهورية. وخلص إلى القول أنّ تركيبة الحكومة الجديدة لا تعكس الحجم الحقيقي ل«النداء» وخيارات الشعب التونسي التي عبّر عنها في الانتخابات الأخيرة. ولاحظ في المقابل أنه رغم التململ الكبير الذي خلفته هذه الخيارات في أوساط الندائيين فإنّ الأهمّ هو أنّه تم تجاوز المرحلة الراهنة والإعلان عن حكومة جديدة ستخضع للمتابعة والتقييم. يُذكر أنّ فوزي اللومي من أبرز القيادات الدستورية المؤسّسة لحركة «نداء تونس» ويصفه الكثير بمهندس الآلة الانتخابية ل«النداء».