غيّرت الكثير في الشبيبة على الجامعة أن تعتذر لل«كاف» نعم تلقّيت عرضا لتدريب «غينيا الاستوائية» في ال«كان»
لأوّل مرّة في تاريخ الشبيبة يتم التعاقد مع إطار فنّي بلجيكي الجنسية وهو «لوك إيماييل» الذي كان قدومه إلى القيروان محلّ انتقاد من قبل بعض الأحباء، ومع ذلك كان إصرار هيئة مراد بالأكحل كبيرا وذلك لضرب عصفورين بحجر واحد، قطع الطريق على من يرغب في تدريب الفريق من أبناء النادي، ثم الدّخول في تجربة جديدة قد يكون ختامها النجاح. «إيماييل» تحمّل الضغوطات والنّقد وحتى الاتهامات وواصل عمله إلى أن حقّق في مرحلة الذهاب نتائج اعتبرها العديد متوسّطة لا غير وكانت تكون أفضل.. المدرّب البلجيكي هو الآخر يدخل للمرة الثانية في تجربة مع فريق عربي بعد البطولة الجزائرية، لكنه ظهر كخبير في البطولات الإفريقية الأخرى بعد أن أشرف على عدة فرق مثل «فيتا كلوب» الكونغولي الذي تحصّل معه على البطولة و«السّوبر كأس» قبل أن يتعرّض إلى مؤامرة من عضوين في الهيئة المديرة عجّلت برحيله، كما درّب في الغابون وتحصّل على البطولة مع فريق «ميسيل آف.سي» مع نهائي الكأس والثمن نهائي الكأس الكنفيدرالية، إلى جانب الفوز بكأس كينيا مع فريق «آف.سي»، قبل التحوّل إلى رواندا مع فريق «بيراس أورلندوا» وكذلك فريق «ريسبور» من نفس البلد وحصد معه 34 نقطة من جملة 39 على حدّ تعبير المدرّب. «لوك إيماييل» تحدّث ل«التونسية» في حوار شامل حيث أجاب على كل التساؤلات، نتابع البقيّة... كيف وجدت فريق الشبيبة في ثاني تجربة لك مع البطولات العربية؟ الشبيبة فريق عريق، وقد سمعت عنه كلاما كثيرا وهو فريق يتميّز ببيعه للاعبيه حتى يعيش، كما أنه فريق مختصّ في التكوين بما أن المواهب موجودة ومتوفّرة في القيروان، وأغلب الفرق التونسية تضمّ لاعبين من الشبيبة. لكن مع الأسف الظّروف المادية للنادي صعبة، ولو كان العكس وظروفها المادية طيّبة فسنراها تقارع الكبار على الألقاب. كيف تقيم النتائج التي تحصّلت عليها مع الفريق في مرحلة الذهاب؟ شخصيا راض عن النتائح التي أعتبرها متوسّطة وكان بإمكاننا تحقيق الأفضل لولا الأخطاء التحكيمية، آخرها ما حصل ضدّ النادي الإفريقي، ولو أن المنتخب التونسي ظلم هو الآخر في كأس إفريقيا الأخيرة، مع أنّه كانت أمامه 30 دقيقة ليسترجع معنوياته ويعود في المباراة. ماذا غيّرت في الشبيبة منذ قدومك؟ غيّرت طريقة اللعب.. حيث وجدت الفريق يلعب بطريقة دفاعية ليصبح الآن يلعب الطريقة الهجومية المنظمة، وقد تطلّب تغيير هذه الطريقة وقتا كثيرا وأصبحنا بالتالي نلعب الندّ للندّ ضد الكبار بطريقتنا. الأحباء احتجّوا في بعض الأحيان على النتائج وطريقة اللعب؟ شخصيا ليست لديّ مشكلة مع أيّ طرف، وأيّ مدرّب لا يمكنه إقناع كلّ الناس.. أنا أعمل لأحسّن الشبيبة هذا هو المطلوب منّي، وقد تقدّمنا بثلاث نقاط بالمقارنة مع نهاية مرحلة ذهاب الموسم الفارط. كيف تقيّم الزاد البشري المتوفّر لديك؟ هو خليط بين الشبّان وأصحاب الخبرة.. هناك بنينة والراقوبي والعماري الذين لم يلعبوا كثيرا سابقا، كما استدعينا 3 شبّان آخرين، ومع ذلك مرّة أخرى أقول مع الأسف أن الشبيبة لا تقدر العيش إلاّ ببيع لاعبيها. ما هي استعداداتكم لمرحلة الإيّاب؟ قمنا باستعدادات طيّبة في الجملة وأجرينا عدة مباريات ودية وأتمنّى أن نحصد أكثر ما يمكن من النقاط ومقابلة المباراة الأولى ضد مستقبل قابس أعتبرها هامة جدّا، خاصة ونحن سنلعب في ملعب حفّوز.. هدفنا في مرحلة الإيّاب هو جمع 24 نقطة أخرى على الأقل ونحن قادرون على ذلك لإنهاء الموسم ب42 نقطة على الأقل. كيف هو مستقبلك مع الشبيبة؟ مازلت لم أتحدّث بعد مع المسؤولين، لديّ عقد بموسم واحد، كما أن هيئة مراد بالأكحل هي الأخرى ستنتهي مدتها النيابية هذا الموسم. هل لديك عروض سواء من تونس أو من خارجها؟ صدقني الشهر الفارط رفضت عرضين ورئيس النادي يعرف ذلك.. أعترف أنّي تلقّيت عدّة عروض من خارج تونس ولعل أبرزها عرض منتخب غينيا الاستوائية قبل انطلاق ال«كان» إلى جانب عرض «كالوم الغيني» ثمّ عرض آخر من منتخب «سوازيلندا» إضافة إلى عروض من الخليح بإغراءات ماديّة. أمام «وفرة» هذه العروض ماذا لو طلبت منك الشبيبة تجديد عقدك؟ وقتها سأكون سعيدا بما أنّي شرعت في تكوين مشروع في القيروان.. الشبيبة إلى حدّ الآن لا تملك هيئة للموسم القادم بما أنّ هذه الهيئة ستغادر.. أنا لا أغلق الباب لكن مع من سأتحدّث؟ صحيح تونس قريبة من بلحيكا وأرغب في العمل في تونس. ومع ذلك أقول كل الاحتمالات تبقى واردة وقد أجدّد مع الشبيبة أو أتنقل إلى فريق آخر أو أعود إلى إفريقيا والأولوية تبقى للشبيبة. المهم الآن كلّ تركيزي على حصد 24 نقطة في الإيّاب. هل تابعت منتخبنا في ال«كان»؟ طبعا.. طبعا.. وأعتقد أنّ تونس خسرت النصف النهائي وهي كانت قادرة على هزم غينيا الاستوائية بسهولة، وهي متواجدة في مجموعة سهلة. تونس لها الإمكانيات للوصول إلى النصف النهائي على الأقل بقطع النظر عن ضربة الجزاء الخيالية. رغم أنّها لعبت نصف ساعة أخرى وكان على اللاعبين العودة للتركيز والذهاب أكثر إلى الهجوم. كيف تقيّم عمل المدرّب «جورج ليكنز»؟ كل مدرّب له قناعته في طريقة اللعب.. في نظري الكرة يجب أن تكون متكاملة في الخطوط الثلاثة أنا أحترم كلّ الناس.. أعرف جيّدا إفريقيا وخاصة لاعبيها الذين يتميّزون بفنيات ويحبّون الكرة والمنحى الهجومي. هل تعرف «ليكنز» ابن بلدك؟ معرفتي به سطحية، وقد أرسلت له ميساج ونتحدّث بالهاتف. هو صرّح سابقا وقال إنّك نكرة ولا يعرفك؟ الصحف قالت هذا.. هو لم يصرّح بأنه لا يعرفني بصفة شخصية، أنا حاليا أتواصل معه. من هي الفرق التي جلبت انتباهك في تونس؟ يعجبني منذ الموسمين الفارطين فريق النادي الصفاقسي.. هذا الفريق يلعب كرة جميلة، وأعتقد أن هذا الموسم برزت فيه عدة فرق مثل الترجي الرياضي والنادي الإفريقي والنجم الساحلي وبدرجة أقل مستقبل المرسى والترجي الجرجيسي والملعب التونسي بالإضافة طبعا إلى الشبيبة. من هو اللاعب التونسي الذي يعجبك؟ أحبّ كثيرا فخر الدين بن يوسف والفرجاني ساسي اللذان احترفا في البطولة الفرنسية، إلى جانب علي معلول ومحمد علي منصر ويوسف البلايلي (لاعب الترجي) وحسين ناطر. ومن الشبيبة؟ في القيروان هناك لاعبين ممتازين من الشبان وهم قادرين على اللعب في الفرق الكبرى. يتّهمك البعض بالسّمسرة؟ (رد بانفعال شديد)، لقد سمعت هذا الكلام ولست وكيل أعمال حتى أتّبع هذه الطريقة.. أنا أساعد اللاعبين بدون أجر، لقد ساعدت عدة لاعبين أبرزهم لاعب من الغابون الذي احترف في روسيا وانضم إلى منتخب بلاده.. هذا مستحيل لم أتحصّل على أيّ مليم وهذا مبدأ أخذته عهدا على نفسي وأنا أب لعائلة ولديّ أبناء ولا أملك هذه العقلية التي توجد عند من يروّج مثل هذه الإشاعات السخيفة. كلمة الختام معك؟ أولا أتمنّي أن يشارك المنتخب التونسي في ال«كان» القادمة وغير معقول أن لا يشارك ويجب إيجاد أرضية تفاهم مع ال«كاف» ولا بأس أن ترسل الجامعة رسالة اعتذار على ما حصل فوق الميدان لأن اللاعبين كانوا في حالة غضب على ظلم الحكم الذي تسبّب في مغادرتهم لل«كان» وأفسد اللعبة. أظن أن فرصة تونس ستكون في الجزائر في الدّورة القادمة ومن الأفضل للكرة التونسية ألاّ يُعاقب المنتخب. كلمة لجمهور الشبيبة؟ أطلب منهم أن يواصلوا تشجيع فريقهم طوال مرحلة الإيّاب ولأنّنا نريد الوصول إلى 40 نقطة على الأقل مع نهاية الموسم، رغم أنّ الفريق ضعيف من الناحية المادية وله عدة فروع بارزة في الوطني مثل السلة واليد.