تعرّض بعد منتصف ليلة أمس 4 من رجال دورية للحرس الوطني متمركزة في المفترق القريب من قرية «بولعابة» بسفح جبل الشعانبي الى هجوم ارهابي من طرف مجموعة من عناصر كتيبة عقبة بن نافع المتحصنة بجبال الجهة فاجأتهم وفتحت النار عليهم وخرّبت سيارتهم الامنية بوابل من الرصاص مما ادى الى استشهادهم جميعا. وقد استولى الارهابيون على اسلحة افراد الدورية وكل ما يتعلق بهم ثم لاذوا بالفرار نحو وجهة مجهولة .. واثر حصول العملية الارهابية وصلت تعزيزات امنية وعسكرية مكثفة طوقت المنطقة وانطلقت عمليات تمشيط واسعة لتعقب اثار الارهابيين ، ثم تم نقل جثامين الشهداء الاربعة الى المستشفى الجهوي بالقصرين الذي شهد توافد العشرات من الامنيين والمواطنين وسط اجواء سادها الاحتقان من شدة وقع الجريمة .. -شهداء الوطن الاربعة: العريف اول عبد الوهاب نصيري - 42 سنة - متزوج اب لبنت ، أصيل الجم من ولاية المهدية. - العريف أول مهدي العبيدي - 30 سنة - وهو متزوج منذ اشهر قليلة ( أصيل فريانة من ولاية القصرين) - العريف عمر الزلعيطي - 25 سنة - أعزب، أصيل منطقة جلمة من ولاية سيدي بوزيد. - العريف هيثم الشواري - 25 سنة - أعزب، أصيل القيروان -حوالي 25 ارهابيا: حسب شهود عيان من قرية بولعابة وبعض الامنيين فان الهجوم الارهابي تم تنفيذه على مرحلتين ومن طرف ثلاث مجموعات واحدة فتحت النار على الدورية لاجبار اعوانها على التوجه الى سيارتهم للاحتماء بها والثانية حاصرتهم من الجهة المقابلة لمنعهم من المغادرة لطلب النجدة والثالثة للاسناد واجلاء الجرحى عند الاقتضاء وبالتالي فان عددهم يبلغ حوالي 25 ارهابيا . - أسلحة متنوعة: حسب المخلفات التي تركوها على ارض العملية الغادرة التي اقدموا عليها فان الارهابيين استعملوا عدة انواع من الاسلحة بما في ذلك القاذفات المحمولة على الكتف (أصابت إحداها الجانب الايمن لسيارة الدورية) ورشاشات الكلاشنيكوف والبنادق الاوتوماتيكية. - فج بولعابة المشهور: المفترق الذي كان مسرحا للهجوم الارهابي يوجد في الجانب الشمالي من قرية بولعابة وهو معروف باسم «فج بولعابة» لانه يقع في ممر ضيق بين جبلي الشعانبي وسمامة على بعد مئات الامتار من المنطقتين العسكريتين المغلقتين شهد احدى اهم معارك الدبابات في الحرب العالمية الثانية بين جيوش الحلفاء وقوات الجنرال الالماني اروين رومل (ثعلب الصحراء) انتهت بهزيمة هذا الاخير ومثلت بداية النهاية لجيوش الرايخ الالماني في شمال افريقيا .. ويعتبر المفترق منذ عشرات السنين مسلكا هاما للمهربين الذين يأتون من غرب الشعانبي حيث الحدود الجزائرية ويمرون منه نحو القصرين وسبيطلة وبقية جهات الوسط والساحل والشمال وازداد خطورة بعد تمركز ارهابيي كتيبة عقبة بن نافع في جبال القصرين وخاصة الشعانبي وسمامة. - لماذا 4 اعوان ؟ اجواء كبيرة من الغضب والاحتقان سادت أمنيي القصرين وخاصة المنتمين لسلك الحرس الوطني امس الاربعاء حزنا على زملائهم الشهداء واستياء من كيفية وضع دورية ليلية في مفترق خطير تتركب من 4 اعوان فقط مع سيارة عادية بدل تعزيزهم بما لا يقل عن 12 عونا ومدرعة او سيارة مصفحة وتسيير دوريات متنقلة لتوفير الدعم والاسناد عند الحاجة ، وقد وصل الامر ببعض الاعوان الى المطالبة برحيل مدير اقليم الحرس ورئيس منطقة الحرس بالقصرين وتحميلهما مسؤولية استشهاد زملائهم. - الارهابيون بيننا : هذا ما اكده لنا العديد من الامنيين الذين قالوا إن تواجد حوالي 25 ارهابيا في المفترق المذكور لتنفيذ العملية يشير الى ان الارهابيين لم يأتوا من مخابئهم بالجبال بل انهم قدموا من المدن والقرى المجاورة اين اصبحوا يعيشون ويجدون الحماية علىحد تعبير بعضهم باعتبار انه يستحيل عليهم تحمّل برد شتاء القصرين القارس في اعالي الجبال فضلا عن ان تجمّعهم في مكان واحد يرجح انهم لم يأتوا من المرتفعات البعيدة . الشهيد عبد الوهاب نصري الشهيد مهدي العبيدي الشهيد الزلعيطي الشهيد هيثم الشواري حالة احتقان في المستشفى الجهوي بالقصرين لحظة اخراج جثامين الشهداء صلاة الجنازة على الشهيد مهدي العبيدي