بقلم : عبد السّلام لصيلع (1) الشاعر العالمي أبو القاسم الشابي في ذكرى ميلاده يبقى الشاعر العالمي أبو القاسم الشابي شاعر تونس الأوّل، ترجمت قصائده إلى أغلب لغات العالم، وألّف الباحثون والدارسون والنّقاد عنه أكثر من 500 كتابا في قارات الكون الخمس.. ومازلت أذكر أنّي التقيت في ندوة ثقافية دولية في كازاخستان منذ سبع سنوات بمستعربين روس وصينيين لم يخفوا إعجابهم بشاعر تونس والعروبة أبي القاسم الشابي وشعره.. وقالوا إنّ قصائده مترجمة إلى اللغة الرّوسية واللغة الصينية وإن مطلع قصيدة «إرادة الحياة» مكتوبة بالصّينية في مدخل البرلمان الصّيني: إذا الشعب يوما أراد الحياة فلابدّ أن يستجيب القدر ومن المعروف أن جميع المتظاهرين في كلّ أنحاء العالم الذين تظاهروا من أجل الحرية على مدى الثمانين سنة الماضية من الشعوب المستعمرة والمضطهدة والمغلوب على أمرها هتفوا في مظاهراتهم واحتجاجاتهم بأشعار أبي القاسم الشابي شاعر الحرية والثورة والوطنية. ونستطيع القول إنه لا يوجد في تونس وفي الوطن العربي وفي العالم شاعر لم يتأثر بأبي القاسم الشابي وقصائده الرائعة منذ ثلاثينات القرن العشرين إلى الآن، لأن الشابي مدرسة شعرية فريدة من نوعها ويكفيه فخرا وشرفا أنه مشهور في بعض بلدان العالم أكثر من شهرة بلاده تونس. نقول هذا الكلام، ونتذكر أبا القاسم الشابي بمناسبة مرور 106 سنوات على ميلاده الذي يصادف اليوم... فهو من مواليد 26 فيفري 1909 بالشابيّة إحدى ضواحي مدينة توزر... ولم يعش طويلا، إذ توفي يوم 9 أكتوبر 1934 في سنّ الخامسة والعشرين... رحل وهو العبقرية الفذّة والقلم الأصيل والنّغم المتميّز... ترك لنا إبداعا شعريا ونثريا قليلا، لكنه عظيم، أصبح تراثا عالميا خالدا، يتجلّى بصفة خاصة في ديوانه الوحيد «أغاني الحياة» وفي آثاره النثرية متمثلة في رسائله ويومياته ومحاضرته الشهيرة «الخيال الشعري عند العرب». في تقديمه لديوان «أغاني الحياة» يقول محمد الأمين الشابي عن شقيقه أبي القاسم الشابي بتاريخ 12 أفريل 1954: «... نحيف الجسم. مديد القامة، قويّ البديهة، سريع الانفعال، حادّ الذهن، تكفكف رقّة طبعه من غرب عاطفته وحدّة ذهنه، يراه أصدقاؤه «بشوشا، كريما، وديعا، متأنقا، طروبا لمجالس الأدب يحب الفكاهة الأدبية» (البشير الفورتي)، ويراه من لم يخالطه حييّا محتشما ويعرف منه هؤلاء وأولئك صراحة حازمة قوية يبديها لخاصّة خلطائه في غير ما تحرّج متى اجتمع بهم ويجاهر بها العموم في شعره ونثره. وكان محبّا لبلاده، صادق الوطنية يؤمن بأن لقادة الفكر رسالة إنسانية سليمة حاول جهده أن يحققها أثناء حياته القصيرة قولا وعملا». أمّا الأستاذ أبو القاسم محمد كرّو الذي خدم الشابي وعرّف به وبشعره في المشرق والمغرب أكثر من غيره، بل هو صاحب الفضل الأوّل في ذلك. فقد ألّف عنه عشرات الكتب منذ أكثر من سبعين سنة. فعلى سبيل المثال، يقول الأستاذ كرّو في كتابه «آثار الشابي وصداه في الشرق» الذي صدر في طبعته الأولى في شهر فيفري 1961 عن دار المغرب العربي بتونس: «الشابي عالم رحب فسيح، كلما ازددت فيه انطلاقا ازددت اكتشافا وإعجابا. وأحسب أن الأمّة العربي، على اختلاف شعوبها وأقطارها، ستظل مبهورة بشاعرها العبقري لمدى أجيال طويلة قادمة، بل إنني أزعم بأنها ستزداد مع الأيام اكتشافا له وإعجابا به واعتزازا بنبوغه وأدبه». ويضيف الأستاذ أبو القاسم محمد كرّو وقد مضى على كلامه هذا بالضبط 55 سنة: «الشابي سيكون له في نظر الأجيال القادمة أعظم شاعر أنجبته تونس بل البلاد العربية في تاريخها الحديث ونهضتها المعاصرة. وإن الباحث حين يريد أن يوضح تلك الدّلائل والعلامات ويبرهن عن دورها الحاسم في نشر أدب الشابي وإحلال صاحبه هذه القمّة الشامخة التي يطلّ منها اليوم على دنيا الانسان وعالم الخلود; حين يريد الباحث ذلك لا يجد طريقا أفضل من متابعة الجهود المتوالية والاهتمام المتزايد بشعر الشابي وحياته وشاعريته، حتى كاد ألاّ يظهر كتاب أدبي في العالم العربي كلّه إلا وفيه ذكر للشابي، وألا تصدر مجلة إلا وفيها حديث أو بحث أو قصيدة عن الشابي أو له. ويوشك اليوم ألا يكتب قلم من أقلام أدباء العرب في المشرق أو المغرب إلا وفي بعض كلامه نصيب قلّ أو كثر عن الشابي وأدبه وحياته. (....) ولم يترك شاعر مات باكرا كالشابي آثارا في مثل روعة الشابي وخصب مواهبه وكثرة انتاجه. كما لم يظفر شاعر معاصر بمثل ما ظفر به الشابي من مكانة عالية واعتناء فائق بحياته وأدبه... وفي كلّ يوم يضاف جديد إلى مكتبة الشابي ومراجع دراسته والبحث عن حياته وأدبه الصافي الأنيق...». (2) مهرجان ربيع الشعر العربي في دورته الثامنة بالكويت تجري الاستعدادات حاليا في مؤسسة جائزة عبد العزيز سعود البابطين للإبداع الشعري لإقامة مهرجان ربيع الشعر العربي في دورته الثامنة بالكويت من 29 الى 31 مارس القادم على مسرح مكتبة البابطين المركزية للشعر العربي. ودعت المؤسسة نحبة من الشعراء العرب لإحياء الأمسيات الشعرية مصحوبة بندوة أدبية. وكعادتها التي دأبت عليها خلال السنوات الماضية، فقد اختارت المؤسسة لهذه الدورة شاعرين للاحتفاء بهما، وهما راشد السّيف من دولة الكويت (1900 1972)، وعبد الله الخليلي من سلطنة عمان (1920 2000). وقال رئيس المؤسسة الشاعر عبد العزيز سعود البابطين إن هذه الاحتفالية تأتي مواكبة من المؤسسة للاحتفالات العالمية بالشعر والتي تصادف شهر مارس من كلّ عام. وأكّد أن المؤسسة تضيف عادة من أسلوبها لهذا المهرجان بأن تجعله مصحوبا بندوة أدبية وإصدارات شعرية قيّمة، كما أنها تطلق أسماء شعراء متميّزين على دورات مهرجانها، ممّن أثروا مسيرة الشعر العربي وتعيد إحياء ذكرى بعض الذين يكاد أن يغيّبهم النسيان وتبرز من جديد نتاجاتهم الشعرية إلى واجهة المشهد الشعري بشكل خاص والثقافي بشكل عام. وقال البابطين: «نختار في كلّ عام شعراء يغطّون في أعمارهم مختلف الأجيال ومن شتّى أرجاء الوطن العربي، كما ندعو النقاد والأكادميين ليطرحوا تجاربهم في المجال الشعري بهدف تحقيق الزخم المطلوب لإبقاء «ديوان العرب» في صدارة الثقافة العربية بما يحمله من معين لغوي وإبداعي يشكل السمة التي ميزت العرب منذ القدم». وسوف تصدر المؤسسة عددا من الكتب في الدورة الثامنة لمهرجان الشعر العربي، وهي: «ديوان السّيفيات» للشاعر راشد السّيف، إعداد الأمانة العامة للمؤسسة، باشراف الدكتور يعقوب الغنيم. «مختارات من شعر الخليلي» و«عبد الله الخليلي» و«عبد الله الخليلي حياته وشعره». «تمرّد امرأة خليجية.. دراسة في شعر سعاد الصّباح»، إعداد الدكتور عبد الله المهنا. «الشعر السياسي في الكويت قبل الاستقلال»، إعداد الأستاذ مناف الكفري. «الكتابات النقدية للشاعر أحمد زكي أبو شادي»، إعداد الدكتور مصطفى الضّبع. «ديوان الشاعر شريف أباظة»، إعداد الدكتور محمد زكريا عناني. «كتاب وقائع مهرجان ربيع الشعر في الموسم السابع» (مارس 2014) إعداد الأمانة العامة للمؤسسة. والجدير بالذكر أن الدورة السادسة لمهرجان ربيع الشعر العربي، في مارس 2013. كانت قد احتفت بالشاعر التونسي الراحل محيي الدين خريّف. وكانت مؤسسة جائزة عبد العزيز سعود البابطين قد نظمت دورة كاملة عن أبي القاسم الشابي سنة 1994 بمدينة فاس المغربية في ندوة دولية حضرها أكثر من 500 مفكر وشاعر وناقد وإعلامي من جميع أنحاء العالم... وقامت المؤسسة بإعادة طبع جميع آثار الشابي في ستّة مجلّدات ضخمة، بالاضافة إلى مجموعة من الكتب حول الشابي. وكانت دورة أبي القاسم الشابي نجحت نجاحا كبيرا ومازالت أصداؤها الايجابية الى الآن. (3 ) في اليوم العالمي للمرأة بمناسبة اليوم العالمي للمرأة الذي يصادف يوم الأحد 8 مارس المقبل، تنظم مؤسسة التيسير للإعلام تظاهرة ثقافية وإعلامية يوم السبت 7 مارس بمقرّ المؤسسة (8 نهج المنجي سليم قصر السعيد)، على الساعة الرابعة مساء. وتتضمن التظاهرة عدّة فعاليات من بينها ندوة فكرية حول اليوم العالمي للمرأة وشريط وثائقي ومعرض بالكلمة والصورة ومعرض رسم. (4) كلمات من ذهب يقول سعدي الشيرازي : «إذا كانت المرأة الجميلة جوهرة، فالمرأة الفاضلة كنز» (5) أراك يقول أبو القاسم الشابي: أراك، فتحلو لديّ الحياة ويملأ نفسي صباح الأملْ وتنمو بصدري ورود عِذَاب وتحنو على قلبي المشتعلْ ويفتنني فيك فيض الحياة وذاك الشباب الوديع، الثّملْ