المدير الرياضي للنجم الرياضي الساحلي زياد الجزيري من الأسماء التي تُحيل أحبّاء جوهرة الساحلي وكرة القدم التونسية عموما على صفحات تاريخية مضيئة كان أبو يوسف من كبار المساهمين في كتابتها بماء الإبداع والتألّق والعطاء الغزير دون حساب وفي ذاكرة زياد ملاحم كروية لا تنسى ولا تمحي سواء مع النجم أو مع المنتخب.. وعلى نخب كلاسيكو الجولة الثالثة يوم الأحد في أولمبي رادس بين النجم الساحلي والنادي الإفريقي كان الحديث ممتعا مع زياد الجزيري حول تفاصيل هذه «الموقعة» التي ستستقطب اهتمام الجميع وليس فقط جماهير الفريقين.. الجزيري في مستهل حديثه ل«التونسية» أكّد على نقطة مهمّة تنزع عن مقابلة الأحد وصفها بمباراة الموسم مضيفا قوله: «مازلنا في الجولة الثالثة من مرحلة الإيّاب وبقية مشوار الموسم فيها 13 مباراة أخرى بالتمام والكمال فيها منعرجات قد تُعيد توزيع الأوراق.. ليس هذا معناه أن مقابلتنا ضد النادي الإفريقي ليست مهمة بالعكس هي كذلك ولكنها ليست ذات صبغة مصيرية.. فهي منعرج من جملة عديد المنعرجات التي مازالت جولات البطولة الوطنية تحفل بها ولا مجال للقول بأنها مباراة الموسم الذي مازال طويلا». تحضير نفساني عادي سألنا المدير الرياضي للنجم الرياضي الساحلي عن أهمية الجانب الذهني في مثل هذه المقابلات الكبيرة وكيف تمّ إعداد المجموعة من هذه الناحية فردّ بقوله: «النجم فريق المقابلات الكبرى وهذا نابع من ماضيه وحاضره ونحن متعوّدون بمثل هذه النوعية من اللقاءات التي لا أعتقد بأنّها تحتاج إلى إعداد نفسي خاص فقط لأنّ مجموع اللاعبين معظمهم إن لم أقل كلهم في رصيدهم كأسين على التوالي وفازوا على الإفريقي والترجي والنادي الصفاقسي بمعنى أوضح أنهم متعوّدون بمثل هذه المقابلات وهم يعرفون جيّدا المطلوب منهم.. ثم إنّ التحضيرات والإعداد في هكذا لقاءات لا يجب أن يأخذ حجما أكثر من حجمه.. فالعمل يسير بشكل عادي وسنخوض مباراة من أصل ال13 لقاء التي مازالت تترقّبنا في سباق البطولة.. صحيح أنّ النتيجة مهمّة ولكنها لن تكون مؤثّرة جدّا في بقية المشوار لأنّني على يقين من أنّ منعرجات السباق مازالت كثيرة ومن السابق أوانه أن نصف مقابلتنا ضد النادي الإفريقي بالمصيريّة». هذه مفاتيح النجاح مؤكد أنّ لكل مباراة إطارها وحقيقتها وكلاسيكو الأحد لن يخرج بأيّ حال من الأحوال عن سياقه التقليدي من حيث أنه قمّة تقليدية تجمع اثنين من كبار القوم في الكرة التونسية وحتى نقارب رؤية المدير الرياضي للنجم الساحلي زياد الجزيري في بعض التفاصيل الفنية سألناه عن المفاتيح أين تكمن وما هي في تقديره ضمانات نجاح النجم في مهمته أمام صاحب الطليعة.. في هذا الإطار قال زياد: «نحن متعوّدون بالمقابلات الكبرى التي تبقى ذات نكهة تميّزها عن بقية اللقاءات وحتى ننجح في تحقيق هدفنا لا بدّ من التركيز والهدوء والتعامل السليم مع كلّ التطورات التي قد تشهدها المباراة فلا مجال إذن إلى إعطاء اللقاء أكثر مما يستحق من أهمية.. نحن قمنا بما يجب أن نقوم به.. تدرّبنا جيّدا في أجواء طيّبة.. اللاعبون كانوا في أفضل حالاتهم النفسية.. الإطار الفنّي وجد المتّسع الكافي من الوقت ليشتغل على جميع الجوانب.. فقط تبقى اللمسة الأخيرة يوم المقابلة في عقول وأقدام اللاعبين الذين لهم من النضج والخبرة والتجربة ما يجعلهم قادرين على التفاعل بشكل جيّد مع المقابلة شريطة أن نكون في قمّة هدوئنا وتركيزنا ولنا من الإمكانيات ما يؤهّلنا إن شاء الله للنجاح في هذا «الكلاسيكو». أرفض التكهنات المسبقة كان لا بدّ من توجيه السؤال إلى زياد الجزيري حول توقعاته بشأن النتيجة النهائية فجاء ردّه سريعا: «من طبعي لا أتكهّن وأرفض الأحكام المسبقة في كل المقابلات سواء كان فيها النجم الساحلي طرفا أم لا.. ويقيني أن الجمهور العريض سوف يتمتع بطبق كروي متميّز للغاية باعتبار أن المباراة تجمع إثنين من خيرة وأفضل الأندية هذا الموسم ومن ثمّة فإنه يصعب أن نتوقّع ما يمكن أن تنتهي عليه المقابلة من نتيجة». ذكريات لا تُنسى زياد الجزيري الذي كان من أبرز مهاجمي النجم الساحلي طيلة ما يناهز الستة مواسم مع أكابر فريق جوهرة الساحل قبل أن يحترف في البطولة التركية ضمن فريق «قيزيان سبور» ثم في صفوف نادي «تروا» الفرنسي قبل أن يُنهي مشواره مع الكويت الكويتي.. له مع لقاءات النادي الإفريقي ذكريات لن تمحي من الذاكرة.. فقد سجّل الأهداف الحاسمة وقاد النجم إلى انتصارات تاريخية أبرزها رباعية ملعب المنزه في موسم 2000 / 2001 مع المدرّب البرازيلي باولو روبيم وصورة ذلك الهدف التاريخي عندما مرّر زياد الكرة إلى نفسه محطّما جدار التسلل وغيرها من المقابلات.. وعن هذه الذكريات سألنا الجزيري عمّا إذا كان يتمنّى أن يكون اليوم لاعبا في صفوف النجم للمشاركة في الكلاسيكو فرّد بقوله: «كلّ حدّ ياخذ وقتو»مع خالص تمنّياتي أن ترتقي القمّة إلى سمعة الفريقين حتى يتمتّع الجمهور العريض بلوحات كروية جميلة».