يعيش سكان منطقة بوسالم وجندوبة منذ امس حالة من الاستنفار والقلق بسبب ارتفاع منسوب المياه في السدود المحاذية للمنطقة واشتداد سرعة سيلانها في الأودية بعد تساقط كميات هامة من الأمطار خلال اليومين الماضيين ممّا أدّى إلى فيضان بعض الأودية الذي جعل لجنة مجابهة الكوارث الطبيعيّة التابعة للحماية المدنيّة ووحدات الجيش الوطني ترفع أعلى درجات التأهّب وتعمل على إجلاء العائلات العالقة بسبب دخول المياه إلى منازلها أو بسبب الإنزلاقات التي شهدتها الجهة. و في هذا الصّدد أكّدت اللجنة الوطنية لمجابهة الكوارث في تقرير تحصّلت «التونسيّة» على نسخة منه أنّه تم تسجيل فيضان وادي خلان ووادي كساب المتفرّعين عن وادي مجردة وأن المياه غمرت الأراضي الفلاحية المتاخمة مشيرة في تقريرها إلى انّ منسوب المياه بوادي مجردة على مستوى معتمدية غار الدماء بدأ ينخفض بعد تجاوزه الحد الأقصى ب 74 سنتمترا على الساعة الثالثة من يوم أمس مؤكّدة تواصل ارتفاع منسوب المياه بنفس الوادي مجردة على مستوى مدينة جندوبة. و توقّعت اللجنة في تقريرها تواصل ارتفاع منسوب مياه وادي مجردة بالمناطق التابعة لمعتمدية بوسالم وذلك جراء تنفيس بعض السدود التي بلغت طاقة استيعابها القصوى مؤكّدة أنّه سُجّل على الساعة السادسة من يوم أمس انغمار بعض الأنهج بحي الهادي خليل من معتمدية بوسالم ليرتفع مستوى المياه إلى حدود 25 سنتمترا ببعض المنازل بالحي إضافة إلى ارتفاع منسوب مياه وادي بوهرتمة المتفرع عن وادي مجردة على مستوى مدينة بوسالم متوقّعة تسجيل انخفاض في منسوب المياه فيه. و اقرّت اللجنة في تقريرها بأنّ الوحدات الموجودة على عين المكان قامت بتسريح وتنظيف مجاري بعض الأودية المتفرعة عن وادي مجردة عن مستوى مدينة بوسالم للتقليص من خطورة موجة المياه وأنها قامت بمعاينة الأحياء السكنية بمدينة بوسالم مثل منطقة السمران وحي بالهادي خليل مع مواصلة عمليات الضخ بها. و أشارت إلى أنّه تمّ التنسيق مع الإدارة العامة للسدود والأشغال المائية الكبرى ومصالح المندوبيات الجهوية للفلاحة حول الوضعيات الخاصة بالأودية والسدود ومتابعة ارتفاع منسوب المياه بها وانّه تمّ وضع جميع الإمكانيات البشرية والمادية على ذمة اللجنة الجهوية لمجابهة الكوارث إلى جانب تنظيم مجهودات بالتنسيق المتواصل مع الوحدات المتدخلة. من جانبه قال منير الريابي المدير الجهوي للحماية المدنية بولاية جندوبةل«التونسيّة» إنّ منسوب المياه في ارتفاع كبير متوقّعا حدوث فيضانات في أيّة لحظة من يوم أمس مؤكّدا أنّ المراقبة مستمرة في ما يتعلّق بوادي مجردة لأنّ الخطر مازال قائما موضّحا أنّ اللجنة الجهوية وفّرت منذ أمس الأوّل جميع الامكانيات الماديّة والبشريّة للتدخّل الفوري. و قال الريابي إنّ فيضان وادي مجردة سيطال مدينة بوسالم بسبب الارتفاع غير المسبوق في منسوب مياه سد بوهرتمة الذي استقبل كميات كبيرة من المياه عُدّت الاولى من نوعها التى يستقبلها السد في تاريخه من حيث النسق الزمني. 4 مراكز إيواء أمّا نجيب خربوشي والي جندوبة فقد قال ل«التونسيّة» إنّ منسوب المياه في منطقة بوسالم مرتفع جدّا خاصّة على مستوى وادي بوهرتمة مقارنة بوادي مجردة موضّحا أنّ عديد الانقطاعات حصلت ببعض المسالك بولاية جندوبة وخاصة في معتمديات بوسالم وبلطة بوعوان وطبرقة ووادي مليز وفرنانةوجندوبة الشمالية ممّا تسبب في تعطيل حركة العبور. و أكّد خربوشي أنّ المعطيات تشير إلى إمكانيّة حدوث فيضانين الأوّل بين الخامسة والسادسة مساء والثاني بين الحادية عشر ومنتصف الليل في ولاية جندوبة موضّحا أنّ السلطات المختصّة تعمل على التدّخل عبر آلياتها للزيادة في علوّ الحواجز بعض الشيء لتخفيف وطأة الفيضان في صورة حصوله. و أشار الخربوشي إلى أنّ التدخّل لفائدة العائلات كان عن طريق ضخّ المياه من المنازل التي داهمتها المياه مشيرا إلى أنّ بعض التجمّعات السكنيّة باتت معزولة بسب انقطاع الطريق وأنّه تمّ المرور إليها عبر آليات الجيش الذي قام بدوره بعمليات إجلاء المتساكنين آخرها أمس صباحا. و أكّد الخربوشي أنّ الولاية أعدّت 4 مراكز إيواء 2 ببوسالم و1 بفرنانة و1 بجندوبة قادرة على إيواء أكثر من ألف شخص تحسّبا لحدوث فيضانات مشيرا إلى أنّ التدخّل على مستوى منطقة الهادي خليل كان ناجحا بعد إجلاء عدد من السكّان دخلت المياه إلى منازلهم اثر فيضان بعض الأودية الفرعيّة. و قال الخربوشي إنّ الأمطار تسبّبت في انقطاع الدروس بعدد من المؤسسات التربوية بمدينة بوسالم وذلك بعد تعذر وصول التلاميذ بسبب انقطاع الطرقات وتعذر تنقل حافلات النقل المدرسي. فيضانات محدودة أمّا حسن بن علي نائب المدير العام للسّدود والأشغال المائيّة الكبرى فقد قال ل«التونسيّة» إنّ منسوب المياه في وادي بوسالم قد بلغ إلى حدود امس صباحا 427 متر مكعّب في الثانية من حيث سرعة السيلان ممّا يعني أنّها مازالت قادرة على استيعاب ما بين 50 و60 سنتمترا دون حدوث فيضان مؤكّدا أنّ الأمطار التي من المفترض أن تشهدها المنطقة ليلة أمس قد تؤدّي إلى حدوث فيضان هذا الوادي لكن بصفة محدودة. وأشار بن علي إلى أنّ منسوب المياه على مستوى سدّي بوهرتمة وبني مطير بلغ100 بالمائة وأن المياه بدأت في التسرّب منهما موضّحا أنّ سدّ ملاق لم يشهد ارتفاعا في منسوب المياه كغيره من السدود الموجودة في الشمال ممّا يعني أنّه لا وجود لتخوّفات بشأن هذا السدّ والمناطق المحاذية له مبيّنا أنّ وظيفة السدود هي التقليل من حدّة الفيضانات لكنّه أكّد على ضرورة المتابعة والإنذار المبكّر قصد إجلاء المواطنين عند الضرورة. مياه من الجزائر وكانت الادارة الجهوية للحماية المدنية بجندوبة قد دعت أوّل أمس عبر مراسلة خاصة وجهت الى عدد من الادارات العمومية الى ضرورة اتخاذ الاحتياطات اللازمة للتوقي من امكانية حصول فيضانات بعد صرف كميات هامة من سد بوهرتمة ووصول كميات أخرى من الجزائر واستمرار تهاطل كميات معتبرة من الأمطار تستوجب من كل الأطراف المتدخلة اتخاذ الاحتياطات المادية واللوجستية اللازمة والتنسيق بين تلك الأطراف، لمجابهة أي طارئ والتوقي منه متوقّعة أن تشهد بعض ضفاف وادي مجردة في مدينتي جندوبة وبوسالم فيضانات مطالبة مصالح وزارة الفلاحة بغلق الفتحة المتواجدة على مستوى دوار المستور من مدينة بوسالم داعية إلى اتخاذ الاحتياطات ورفع درجة الحذر، للتدخل الفوري في حال حصول أي طارئ. الجيش يتدخّل لنقل إمراة فاجأها المخاض تدخلت فجر أمس وحدة من الجيش الوطني لنقل امرأة فاجأها المخاض إلى المستشفى باستخدام طائرة عمودية بعد أن تعذّر وصول سيارتي الإسعاف والحماية المدنية إلى مقر سكناها بمنطقة سيدي سعيد من معتمدية فرنانة بسبب إنقطاع الطريق. فيضان وادي مجردة بمجاز الباب- باجة من جهة أخرى لم تستبعد المصالح المختصّة فيضان وادي مجردة على مستوى المواطيس بمجاز الباب وسيدى اسماعيل بباجة الجنوبية وعدد من المنخفضات بتستور ليلة أمس مؤكّدة ان السكان لن يتضرروا من الفيضان وان المياه لن تغطى سوى جزء من الاراضى الفلاحية اذا لم يتواصل تهاطل الامطار بكثافة موضّحة انه تم غلق سد سيدى سالم اكبر سد فى تونس نتيجة تدفق كميات كبيرة من الامطار والمياه التى بلغت 170 مترا مكعبا فى الثانية. و قد أدّت كميات الأمطار التي تهاطلت بالجهة والتي تراوحت بين 70 مليمترا امس الأوّل الأربعاء بجنوب ولاية باجة و100 ملم بشمالها الى فيضان اودية وسدود وادي خلاد ووادي لحمار وسد كساب وعدد كبير من الاودية الفرعية ومجاري المياه مما تسبب فى اغراق مساحات لم يتم تحديدها بعد من المزارع والاراضى الفلاحية بمعتمديات باجة الشمالية والجنوبية ومجاز الباب خاصة ممّا تسبّب فى قطع عدد من المسالك ومنها مسلك الحمرونية الرابط بين الحمرونية وباجة الشمالية نتيجة فيضان سد كساب وانقطاع طريق عين سلطان بباجة الشمالية بعد فيضان وادي خلاد والطريق الرابطة بين زلدو تستور ومسلك عين الدفالى والدرادرية بتيبار اضافة الى انقطاع الطريق الوطنية رقم 5 على مستوى سيدى مدين القريبة من قبلاط نتيجة فيضان واد لحمار. الداخليّة على الخطّ في إجتماعه باللجنة الوطنية لمجابهة الكوارث ظهر أمس أوصى محمّد الناجم الغرسلي وزير الداخلية بالتنسيق المحكم بين كل الاطراف المتدخلة صلب هذه اللجنة الوطنية والتعاون فى ما بينها لضمان نجاح عملها وتفادى النقائص المسجلة مؤكّدا على أهمية التنسيق مع مختلف الوزارات المعنية كوزارات الشؤون الاجتماعية والتجهيز والاسكان والتهيئة الترابية ووزارة التربية مبرزا ضرورة التواصل بين السلطات الجهوية والمحلية لتشخيص الوقائع وتوقع المخاطر بما يحقق التدخل الناجح مؤكّدا أنه ستنبثق عن هذا الاجتماع توصيات تتعلق بمدى جاهزية المعدات والعنصر البشرى فى التصدى لأيّ طارئ وعقد خلايا أزمة على مستوى الولايات عند الضرورة مع تشخيص النقائص والعمل على تفاديها فى الإبّان.