«البنزرتي» هو صاحب القرار وسأجيبه على الميدان لا يمكن تلخيص انسحابنا من ال«كان» في ضربة جزاء «سيشورن» في ظرف وجيز خاض المهاجم يوسف المويهبي تجارب متعدّدة انطلاقا من خروجه من الافريقي الذي عرف معه أبهى فترات مسيرته الكروية قبل الاصابة ليحترف لاحقا بالكويت ثم عاد الى ناديه الأم مستقبل المرسى الى أن استقرّ به المقام في النجم الساحلي منذ سنة تقريبا. المويهبي عرف مرحلتين مختلفتين في ظهوره بقميص نادي جوهرة الساحل بعد تميّز ملحوظ في فترة روجي لومار أعاد الى الأذهان صعوده الصاروخي مع الافريقي..قبل تراجع نسبي يسعى حاليا الى تداركه. هذه المحاور وغيرها من المتّصلة بحظوظ النجم الساحلي في الرهان على اللقب ساعات قليلة قبل كلاسيكو الحسم مع النادي الافريقي، أثّثت حوار المويهبي مع «التونسية». تستعدّون للقاء فكّ الارتباط مع النادي الافريقي من أجل اللقب، فكيف تقدّم هذا الاختبار الثقيل من موقعك في النجم الساحلي؟ جهّزنا أنفسنا على أحسن شاكلة لهذه القمة التي ليست كبقية اللقاءات، ودون مقدّمات فإننا كلاعبين في «ليتوال» نعتبرها مواجهة حاسمة لتقرير مصيرنا من أجل اللقب في ظلّ الفارق الذي يفصلنا عن الافريقي. لكن البعض من المقرّبين من كواليس النجم بدأ عزمهم يفتر في ظلّ فارق النقاط الخمس وانتفاع الافريقي بأسبقية الميدان والجمهور هذا الأحد، فما رأيك؟ لا مازلنا معنيين بالرهان، وهذه العوامل لا تدخل ضمن حساباتنا، نحن نؤمن بحظوظنا في السباق والّا فلا داع لخوض المباراة من أصلها ان لم نكن مقتنعين بأننا نوجد على خط التنافس. لكن لعلّ ما زاد في تعقيد الوضع، هو الجدل القائم بسبب اثارة الملعب القابسي والنادي الصفاقسي ضد مشاركة زميلكم غازي عبد الرزاق، اذ يخشى جمهوركم أن ينسف هذا المعطى معنوياتكم؟ لا، هذه التفاصيل لا صلة لها بكرة القدم ولا تعنينا. نحن كلاعبين يقتصر دورنا على التركيز ساعة المقابلة وأداء واجبنا على أفضل شاكلة، ونترك تفاصيل القوانين والاثارات الى ادارة نادينا. مادمت تطرّقت الى الادارة، فهل تحدّث معكم مسؤولو النجم في هذا المعطى المتّصل بالاثارة؟ بتاتا، ونظن أن الهيئة سعت قدر المستطاع الى ابعادنا عن وطأة الضغط حتى نعتني بالجانب الفنّي فقط..ونحن جاهزون من جهتنا للافريقي ولبقيّة المنافسين. تتحدث عن الافريقي الذي برزت معه سابقا في لقاء تاريخي ضد النجم، والأن انعكست الأية.. فكيف تقدّم هذا اللقاء من الجانب الشخصي؟ صحيح، ذاكرتي تحتفظ بكل تفاصيل ذلك اللقاء منذ سبع سنوات والذي قادنا الى اللقب بعد مواجهة خارج القواعد في سوسة..وها أن نفس التفاصيل تتكرّر بصفة عكسيّة في تنقّل مصيري وحاسم..وعلى كل حال أنا جاهز رفقة زملائي لهذه القمة ونعي جيدا ماهو مطلوب للحفاظ على حظوظنا كاملة. قدّمت مردودا متميزا ضد الافريقي منذ سنة في المنزه بلوني النجم..وأنت تستعدّ لكلاسيكو جديد، فهل في السرّ «ثأر شخصي»؟ صحيح أنها مواجهة أخوضها بطعم ومشاعر خاصّة، تماما كمواجهتي لمستقبل المرسى..ولكني أفصل جيّدا بين العواطف والواجب والمشاعر.أنا لاعب محترف، وارتباطي بعقد مع النجم الساحلي يفرض عليّ الاستماتة في الدفاع عن حظوظه ما استطعت..وأوضّح أنه ليس هناك «ثأر رياضي» بل على العكس أحتفظ بذكريات طيبة مع الافريقي بعد «العشرة» التي جمعتني بمختلف مكوّناته. في ظل المقارنة بين الفريقين المتنافسين عشية الأحد في رادس، يجزم الكثيرون بتأثير وقع الأزمة المالية على أداء لاعبي النجم مقارنة بظروف المنافس، فكيف تقرأ هذه المقاربة؟ من موقعي أنفي أيّ تأثير لهذه المسألة، هيئة النجم أوفت بالتزامتها المالية معنا ونحن مطالبون بالبرهنة كرويّا وتحقيق انتظارات جماهيرنا، ولعلمكم فإن التراجع النسبي في النتائج مؤخرا لا علاقة له بالجوانب المالية..فقط هي فترة فراغ ظرفية شرعنا في تجاوزها منذ لقاء الكأس الفارط. على ذكر المنافس وأنت الخبير بخفاياه، ما الذي تغيّر في الافريقي ليجعله متصدّرا للترتيب؟ أولا الرهان لم يحسم بعد، وكرويّا ومنطقيا لا يمكن تقييم حصاد موسم النادي الافريقي بمجرّد نزول الستار على مرحلة الذهاب فقط، ثم ان تغيير الادارة والاطار الفني وجانب كبير من الرصيد البشري سيؤدي بديهيّا الى تغيير في الوجه العام للنادي الافريقي. نعود الى النجم، هناك انتقادات كبيرة لزميلكم بغداد بونجاح ممّا ضخّم من مسؤولياته الى حدّ ربط النجاعة الهجومية ل«ليتوال» بجاهزيته من عدمها، فكيف تعلّق بصفتك من أبرز مهاجمي فريقك؟ صحيح، أرى أن ضغطا كبيرا يعانيه بغداد بونجاح بسبب تحميله مسؤولية أكبر من طاقته. باختصار بونجاح مهاجم متميّز جدا، ولكن لا بدّ من الاقرار أنه اذا ما لم يكن في يومه فإن ذلك يعني أن الفريق ككلّ لم يساعده وليس في أفضل حالاته..وهذا ما سنبحث عن تداركه انطلاقا من الكلاسيكو القادم.. نمرّ الى مسيرة المويهبي، هناك استفسار عن سبب ظهورك بوجهين مختلفين بين فترة لومار والتي تعيشها حاليا مع البنزرتي..ما ردّك عمّا يدور في الكواليس؟ لا، هذه التفاصيل والتقييمات لا تعنيني. ما يمكني تأكيده هو أن يوسف المويهبي حافظ على نفس الدرجة من الانضباط والجاهزية والاستعداد منذ التحاقه بالنجم الساحلي سواء في التمارين أو خلال المواجهات الرسمية وحتّى الودّية. هي مجرّد اختيارات تكتيكية من «الكوتش» فوزي البنزرتي وأنا مطالب باحترامها وبرهنة حسن جاهزيتي على الميدان متى استحقّني «سي فوزي» وليس بالكلام..وهذا ما أسعى الى تأكيده منذ فترة عدت خلالها الى التشكيلة..واجمالا أقول أنا جاهز لتقديم الاضافة متى توفّرت الفرصة. بعيدا عن البطولة، ما تقييمك لنسخة المنتخب التونسي في ال«كان» الفارط، وهل تساند الآراء التي لخّصت انسحابنا في خطأ تحكيمي من سيشورن؟ اجمالا المردود المقدّم من لاعبي منتخبنا الوطني كان محترما وأرى أن ضربة الجزاء الوهمية حرمتنا من المربع الذهبي ومن مزيد التقدّم في المسابقة، ولكن ذلك لا يغطي بصراحة عن بعض النقائص الواضحة والتي لو أجدنا اصلاحها لتقدّمنا جيّدا في المسابقة حتى لا يلصق الانسحاب في ذلك القرار التحكيمي فحسب.. في جانب شخصي، هل يرى المويهبي نفسه قادرا على العودة الى المنتخب؟ طبعا، ذاك طموح كل اللاعبين التونسيين وأراه أمرا متاحا ليوسف المويهبي متى نلت فرصتي كاملة للعب مع النجم وسأبرهن قريبا عن أحقيّتي بذلك وتقمّص زي المنتخب الوطني من منطلق معرفتي بحقيقة مؤهلاتي. نختم برسالتك الى جماهير النجم التي تترقّب كثيرا حصاد القمّة لمعرفة حظوظها فيما تبقّى من سباق نحو اللقب؟ أؤكد لأنصارنا أن السباق مازال طويلا وأننا متعطشون مثلهم للتتويج..فقط نطلب مواصلة التفافهم حولنا وسنتكفل نحن كلاعبين ببقيّة المأمورية.