رفع اهالي مدينة بوسالم من ولاية جندوبة شعار «ديقاج» في وجه الوفد الحكومي المكون من وزراء التجهيز والشؤون الاجتماعية والفلاحة وكاتب الدولة المكلف بالأمن وذلك على خلفية حالة الاحتقان التي تعيش عليها المنطقة نتيجة الوضع الكارثي بمعتديات جندوبة بعد ارتفاع منسوب مياه الامطار وفيضان بعض السدود والاودية. وقد اكد اهالي المنطقة على أن الوضع الكارثي الذي تشهده المنطقة هو نتيجة السياسات المتعاقبة للحكومات تجاه المناطق الداخلية وتواصل التهميش وفق تعبيرهم مع الحكومة الحالية وطالبوا بضرورة الاسراع بوضع حل جذري لتجاوز الوضعية الصعبة التي تعاني منها المنطقة سنويا نتيجة ارتفاع منسوب المياه وفيضان الاودية والسدود في الجهة. كما وقع تداول موضوع الدعوة الى إضراب بالمدينة وكامل الولاية للفت نظر المسؤولين الى تردي البنية التحتية وغياب مقومات التنمية في هذه المنطقة ووسائل التدخل الناجع في مثل هذه الوضعيات. وقد عبر متساكنو بوسالم رفقة عدد من نواب الجهة عن رفضهم للاعانات التى اعتبروها إهانة، ولتعاطي الحكومة البطيء مع الوضع في الجهة على حسب تعبيرهم كما قطعوا الطريق الوطنية رقم 6 الرابطة بين بوسالم وجندوبة ومنع الوفد الوزاري من الدخول الى مدينة جندوبة. من جهة اخرى تسبب ارتفاع منسوب مياه وادي مجردة في تسجيل أضرار جسيمة بالجملة بمدينتي جندوبة وبوسالم الى جانب انقطاع حركة المرور على الطريق الجهوية رقم 53 بين بوسالم وبلطة بلاريجية على مستوى وادى بوهرتمة. وفي تصريح خص به «التونسية» أكد السيد نجيب الخربوشي والي جندوبة ان الوضع العام اخذ في التحسن نوعا ما بحكم ان اغلب الكميات المرتفعة من المياه مرت وأن الجهود منصبة الآن على انقاذ مدينة بوسالم من المياه التي غمرتها . واكد الوالي ان واد بوهرتمة لم يعد يشكل خطرا بحكم تراجع تدفق مياهه. وبخصوص زيارة الوفد الحكومي الى منطقة جندوبة وبوسالم بيّن الوالي ان الوفد اطلع على الوضعية في ولاية جندوبة بعد الفيضانات وتحاور مع المواطنين ومن المنتظر سيتمّ اتخاذ حزمة من الاجراءات العاجلة لمساعدة العائلات المنكوبة. وحول المخاوف المتواترة حول امكانية تنفيس بعض السدود من الجانب الجزائري ووصول المياه الى مدينة جندوبة أبرز الوالي أنّ المعلومة غير مؤكدة حاليا وتابع قائلا: «مبدئيا يوجد تعاون بين مصالح السدود في تونس والجزائر.. واذا كانت هناك كميات من المياه ستصل الى تونس فانه امامنا متسع من الوقت للتدخل العاجل وسنعلم المواطنين في الابان ونتخذ جميع الاجراءات التي تحول دون وقوع أيّة حوادث..». ومن جانبه اكد منير الريابي المدير الجهوي للجنة مجابهة الكوارث بالجهة في تصريح ل«التونسية» ان الوضع يتجه نحو الاستقرار باستثناء بوسالم التي مازالت تعاني من ركود بعض المياه وان اللجنة منكبة على عمليات الاجلاء ومساعدة المواطنين العالقين على العبور كما ان اعوان اللجنة يقومون بضخ المياه . واشار الريابي الى ان اللجنة اجتمعت امس باعضاء الوفد الحكومي الذي زار مدينة جندوبة للاطلاع على الاوضاع بالجهة وأنّه تم تدارس الحلول اللازمة لتفادي الفيضانات مستقبلا . خاتما تصريحه بالتاكيد على ان اللجنة على أهبة الاستعداد للتدخل في أي وقت .. أمّا السيد عبد الله شريد مدير عام السدود بوزارة الفلاحة فقد أكّد أنّ الوضع العام للسدود في ولاية جندوبة مستقر ولا يبعث على الانشغال كثيرا موضحا ان منسوب تدفق المياه في الاودية تقلص بدرجة ملحوظة في ظل تسجيل تحسّن في الاوضاع المناخية الامر الذي قد يخفض الضغط على وادي مجردة. وأشار شريد إلى أنّ سد سيدي سالم استوعب كميات كبيرة من المياه وأنه تم سحب كميات من المياه من داخله لتخفيف الضغط على الحوض، مشددا على ان جميع الطواقم التابعة لادارة السدود بالجهة على اتم الاستعداد للتدخل عند أي طارئ. وقد سُجّل انهيار عدد من المنازل كما داهمت المياه عديد الاحياء الاخرى مما دفع بالاهالي الى قضاء ليلة اول امس على الاسطح في ظل انقطاع التيار الكهربائي والماء الصالح للشراب. يذكر أنّ تدخّل الحماية المدنيّة ووحدات الجيش والأمن الوطنيين والوحدات الطبيّة متواصل دون انقطاع، وتم اجلاء العائلات العالقة ونقل المصابين والمرضى بالشاحنات والمروحيات العسكريّة.