ستنظر الدائرة الجنائية بمحكمة الاستئناف بتونس في 19مارس الجاري في جريمة اعتداء بالعنف الشديد متبوعة بالسرقة تورط فيها شابان عمدا إلى الاعتداء على إمرأة بواسطة آلة حادة لما رفضت تمكينهما من أموالها ومصوغها عندما اعترضا سبيلها وأوقفاها بالحيلة مما تسبب لها في اضرار بدنية جسيمة استدعت خضوعها لعملية جراحية عاجلة على مستوى بطنها والاحتفاظ بها لمدة أسبوع تحت العناية الطبية المركزة. وقد أدين المتهمان ابتدائيا بأحكام تراوحت بين 7و5 سنوات سجنا. وقد بدأت هذه القضية التي جدت في شهر جانفي 2014 عندما تلقت السلط الأمنية اشعارا من إدارة أحد المستشفيات بالعاصمة يفيد بقبول امرأة في حالة صحية حرجة وتحمل اصابة بواسطة آلة حادة على مستوى بطنها وأنها خضعت لعملية جراحية عاجلة وتم الاحتفاظ بها بغرفة الانعاش. فتحولت دورية أمنية على عين المكان غير أنه تعذر سماع أقوالها. وحالما استقرت حالتها الصحية سمح الإطار الطبي المشرف على حالتها باستنطاقها فأفادت أنه لما كانت تسير بسيارتها اعترض سبيلها شابان إحدهما كان في وضعية صحية حرجة ويتضور آلما وطلبا منها ايصالهما إلى المستشفى قصد إسعافه فتوقفت واستجابت لطلبهما بعد أن أشفقت على الشاب. وفي منتصف الطريق وضع احدهما سكينا بجنبها وطلب منها تغيير المسلك وبمجرد أن وصلوا إلى مكان خال وفيه أشجار كثيفة انزلاها من السيارة وامراها بتمكينهما من مصوغها والأموال التي بحوزتها فرفضت عندها حاول احدهما نزع خاتمها من أصبعها بالقوةوتمكنا من شد وثاقها ثم طعناها بالسكين على مستوى بطنها وسلباها مصوغها وأموالها وفرا من المكان. وقد أدلت المتضررة بأوصافهما بكامل الدقة وعلى ضوء ما قدمته من معطيات أمكن لأعوان الأمن ايقاف احدهما ثبت أنه صاحب سوابق عدلية وأدين سابقا بالسجن من أجل اعتداء بالعنف الشديد. وبالتحري معه اعترف بأنه اعترض سبيل المتضررة رفقة صديقه باستعمال الحيلة وأنه استوقف السيارة وادعى أن صديقه أصيب بنوبة سكر حادة وأنه لابد من نقله للمستشفى لحقن الانسولين فتفاعلت مع الحالة دون تفكير غير انه بعد ان امتطيا السيارة معها بانت نواياهما سريعا اذ أخرج شريكه –المتهم الرئيسي –وهو صاحب الفكرة سكينا كانت بحوزته ووضعها بجنبها وطلب منها التوقف وعندما بلغا مكانا خاليا وأمراها بالنزول وتمكينهما من مصوغها وأموالها غير أنها استبسلت في الدفاع عن نفسها فشدا وثاقها وتولى المتهم الرئيسي طعنها بآلة حادة على مستوى بطنها فيما تولى هو تفتيشها واستولى على مبلغ ألف دينار كان بحوزتها ومصوغها ثم فرا من المكان. وقد أدلى المتهم الموقوف بهوية المتهم الرئيسي وتم ترويج برقية تفتيش في شأنه وبعد أسبوع ألقي عليه القبض عندما كان عائدا إلى محل سكناه خلسة في ساعة متأخرة من الليل. وباستنطاقه اعترف بأنه هو من خطط للجريمة وبأنه هو من طعن المتضررة وأن دور صديقه اقتصر على معاضدته في الجريمة. وبعرض المتهمين على المتضررة تعرفت عليهما منذ أول وهلة. وباستشارة النيابة اذنت بالاحتفاظ بهما وباستنطاقهما من طرف قاضي التحقيق أعادا المتهم الرئيسي اعترافاته فيما تراجع شريكه في أقواله وأفاد أن دوره اقتصر على مرافقة المتهم الرئيسي وبأنه كان مشاركا سلبيا، بعد ختم الأبحاث وجهت للمظنون فيهما تهمة الاعتداء بالعنف الشديد المتبوع بالسرقة وأحيلا على أنظار احدى الدوائر الجنائية بالمحكمة الإبتدائية بتونس. وبالتحرير عليهما من طرف القاضي أعادا اعترافاتهما السابقة. أما الدفاع فقد التمس من هيئة المحكمة التخفيف عن موكله قدر الإمكان وخاصة المتهم الثاني. المحكمة بعد المفاوضة قضت بإدانة المتهم الرئيسي مدة سبع سنوات وادانة شريكه ب 5 سنوات سجنا فاستأنف المتهمان الحكم الصادر ضدهما أملا في تخفيف العقوبة عنهما.