ختم احد قضاة التحقيق بالمحكمة الابتدائية بباجة ابحاثه في جريمة قتل ذهب ضحيتها شاب تعرض لإعتداء بالعنف الشديد من قبل ابن حيه الذي سدد له سلسلة من الطعنات في اماكن متفرقة من جسده بسبب خلاف عالق جد بينهما منذ فترة .ورغم محاولة اسعاف المتضرر فإنه لفظ أنفاسه الأخيرة متأثرا بالمضاعفات الخطيرة للإصابة التي تعرض لها وخاصة تلك التي طالت الكلى وتسببت له في نزيف حاد عجز الاطار الطبي عن ايقافه. تفاصيل هذه القضية التي جدت في شهر ماي 2014 بدأت عندما اعلمت ادارة المستشفى الجهوي بباجة السلط الامنية بوفاة شاب بسبب تعرضه لإعتداء بالعنف الشديد فتحولت دورية امنية على عين المكان واجرت المعاينات الميدانية على الجثة واذن بعرضها على الطبيب الشرعي لتحديد اسباب الوفاة بدقة فيما عهد لفرقة الابحاث والتفيش بباجة بالبحث في ملابسات الجريمة. وبانطلاق التحريات تبين ان خلافا اندلع قبل اسبوعين بين الجاني والمجني عليه حول مبلغ مالي هام اراد الجاني الاستئثار به لخاصة نفسه الا ان المجني عليه هدده بإفشاء الامر الى السلط الامنية في حالة عدم تمكينه من نصيبه فلم يأخذ الجاني تهديده على محمل الجد ورفض تنفيذ بنود الاتفاق الرابط بينهما .لكن بعد فترة علم الجاني عن طريق أحد أصدقائه ان المجني عليه عازم على تنفيذ تهديده وأنه اعرب عن استعداده لدخول السجن شريطة ان ينكشف امر الجاني بالإتّجار بالاثار ويبدو ان هذا الاخير في هذه المرة احس ان خطرا يتهدده فتوجه الى المقهى اين يجلس صديقه وابن حيه وطلب منه الحديث معه لإيجاد صيغة تفاهم بينهما واعرب له عن استعداده تمكينه من مستحقاته المالية شريطة ان يتكتم عن الموضوع، لكن المبلغ الذي عرضه الجاني على المجني عليه لم يكن في المستوى المأمول وطلب منه ان يمكنه من اكثر من النصف وعندما اعترض على ذلك شرع في شتمه واندلعت مناوشة كلامية بينهما تحولت سريعا الى معركة حامية الوطيس عمد خلالها الجاني الى تسديد سلسلة من الطعنات لغريمه في اماكن متفرقة من جسده وتركه مضرجا بدمائه وفر من المكان. واعتمادا على ما أدت إليه نتائج الابحاث القي القبض على المظنون فيه متحصنا بالفرار بمنزل صديق له. وباستنطاقه اعترف بطعنه للضحية على اثر خلاف بينهما بسبب شركة صغيرة كانا بعثاها سويا مشيرا إلى ان المجني عليه استأثر بالمرابيح لنفسه ورفض تمكينه من نصيبه وأنه بعد أن يئس من نيل حقوقه اندلعت مناوشة بينهما تحولت الى معركة عمد خلالها الضحية الى تعنيفه و حاول اصابته بآلة حادة على مستوى ظهره غير انه تفطن له وتلافى الاصابة وافتك منه السكين وطعنه عدة طعنات دون ان يدرك خطورة ما اقدم عليه وفر من المكان. وبتفتيش منزل الجاني عثر على اداة الجريمة مخفية بكيس بلاستيكي تحت حاشية السرير كما عثر على مبلغ مالي يتجاوز 50 الف دينار مخبّأ في صندوق صغير. وباستفساره عن مصدر الاموال افاد انها ليست له وانما لصديق له ائتمنه عليها. وبمحاصرته بالأسئلة ارتبكت اجاباته فتمت مواجهته بنتائج التحريات التي تبين ان سبب الخلاف هو قطعة اثرية قام الجاني ببيعها ولم يمكنه من نصيبه من الاموال حسب المتفق عليه غير انه انكر كليا المسألة وأدعى ان سبب الخلاف هو رغبة غريمه في السيطرة على كل دواليب العمل وتقوية نفوذه على حسابه وحساب كل المتعاملين معهم وان ذلك سبب تقهقرا في مداخيل الشركة وبعد ختم الابحاث وجهت للمظنون فيه تهمة القتل العمد واحيل الملف على انظار الدائرة الجنائية بالمحكمة الابتدائية بباجة التي ستنظر فيه قريبا .