مازال الترجي الرياضي مراهنا قويّا على لقب البطولة الوطنية لكرة اليد التي وصلت حاليا الى مرحلة التتويج في انتظار الغربلة التي ستصعد بالرباعي المؤهل الى صعود «البوديوم». ولمزيد الاطّلاع على حظوظ الفريق وطموحاته المحليّة وحتى القارية، على واقع كرة اليد التونسية بعد «خيبة قطر» وما تلاها من جدل، استضافت «التونسية» حارس المرمى الدولي وسيم هلال الذي تطرّق معنا الى عديد المواضيع الهامة فيما يتّصل بمسيرته مع ناديه وكذلك المنتخب. كيف ترى الوضع العام في فرع كرة اليد بالترجي خصوصا بعد وقع هزيمة الدربي مؤخرا؟ نحن تمكنّا سريعا من تجاوز تلك المباراة التي خضناها منقوصين من عديد الركائز والدليل أننا عدنا بانتصار هام ضدّ منافس صعب على قواعده وأعني بذلك جمعية الحمامات. مباراة الافريقي دخلت التاريخ بالنسبة لنا، وهي منحتنا عديد العبر والدروس قبل الدخول في مرحلة «السوبر بلاي أوف»، ولذلك فانها لن تثنينا عن مواصلة مسعانا من أجل التتويج. لكن «الأفارقة» اعتبروها مواجهة مفتاح نحو اللقب وتصريحاتهم تؤكد أن الفوز يعني الكثير..فما ردّك مثلا على ما صرّح به حارس المرمى مكرم الميساوي بقوله «ما يسبق للسوق...»؟ أولا طريقة الفرحة التي تلت الانتصار علينا يومها تؤكد أن الترجي كبير حقا ويمثّل كابوسا للكثيرين..فالبعض يعتبر فوزه ضدنا تتويجا حقيقيا..وهذا ما اتفهم جانبا منه، بينما في تقاليدنا في الترجي فان الفرحة لا تكون الا باللقب الرسمي ولا نعتني بمثل هذه الشكليات. بالنسبة لكلام «ما يسبق للسوق..»، فأؤكد عبر أعمدة «التونسية» أن ردّي عليه سيكون في الوقت والشكل المناسبين. نحن متأكدون من قوتنا ومن حقيقة امكانياتنا ومن حجم العمل الذي ننجزه مع الاطار الفني، وبالاهتمام الكبير الذي نلقاه من رئيس النادي حمدي المدّب الذي زارنا ورفع من معنوياتنا، فأنا متيقّن بأننا سنهدي جماهيرنا اللقب في نهاية الموسم، ولن نغفل كذلك عن «السوبر الافريقي» في أفريل ضد النادي الافريقي. وحتى أختم قوس الدربي، أذكّر أننا كنا عائدين منذ سنتين في نفس الطائرة مع وفد النادي الافريقي من رحلة المغرب وكنا حينها متوّجين باللقب القاري ولم نتجرأ على الاحتفال احتراما لمشاعر زملائنا في الافريقي الى حين وصولنا للمطار..وها أنكم ترون تصرّفهم مؤخرا حين انتصروا ضدنا..ولكن كما يقال «العبرة بالخواتيم». في جانب شخصي، يتساءل الجمهور الرياضي عن العقد الذي يربطك بالترجي ، فهل تمت تسوية الاشكال السابق أم أنك تنوي الخروج؟ احقاقا للحق، فاني لا أفكر في المغادرة حاليا، لقد جدّدت مؤخرا عقدي لمدة خمس سنوات اضافية. بصراحة حين اقترحت بعض البنود في العقد لم أجد الا الترحيب والتفهّم من قبل رئيس النادي الذي حرص شخصيا على تمديد عقدي ولذلك لا بدّ من الاعتراف بما فعله معي «سي حمدي» علاوة على الاهتمام الذي ألقاه من الجماهير الترجية والجوّ العائلي مع زملائي. وسيم، كنت حاضرا في مونديال قطر، فهل تساند التقييمات التي صنّفت المشاركة بأنها خيبة أمل لليد التونسية؟ في جانب كبير أساند هذا الموقف، بصراحة نحن أنفسنا تألمنا كلاعبين بما أننا بحثنا عن اهداء الفرحة لشعبنا ومزيد التقدّم حتى الى المرتبة الثامنة دوليا ..لكن النتائج جاءت دون المأمول.. هل ترى أن أفنديتش يتحمل المسؤولية بسبب اختياراته، والدليل أنه تمت اقالته.. أم أن هناك أسبابا أكثر عمقا من ذلك؟ لا، بصراحة لا يمكن تحميل وزر مشاركة كاملة على عاتق مدرب أو لاعب معيّن..هي مسؤولية جماعية ولابد من التدارك سريعا حتى نعود الى المستوى الحقيقي لمنتخب كرة اليد. وبالنسبة لأفنديتش لا أرى في اقالته منهجا لتحميله المسؤولية، بل إن عقد الأهداف الذي أمضاه مع جامعتنا سابقا هو الذي يضبط فصول البقاء والمغادرة في حال عدم النجاح. لا يجب أن ننسى كذلك أن افنديتش ساهم معنا لسنوات طويلة في بناء منتخب عتيد بمواصفات عالمية، لكن التوفيق غاب هذه المرّة رغم اجتهادنا كلاعبين ومدرب واطار فني ككلّ بين مساعد ومدرب حراس وغيرهم... ختاما، ننهي بالاستفسار الذي طرحه الكثيرون عن أسباب تغييبك من شباك المنتخب في «مونديال قطر'»، فكيف ترى ما حصل انذاك؟ صحيح أني استغربت مثل الجميع قرار ابعادي عن المشاركة في آخر لحظة لأسباب غير مفهومة، والدليل اني كنت في أفضل حالاتي وقدمت مردودا يشهد الجميع بتميّزه في اللقاءات الودية التي سبقت المونديال، ولكن التظلّم والاحتجاج ليسا من شيمي، بل اخترت الصمت احتراما للمجموعة ويقينا مني بأن تونس أكبر من وسيم هلال.ولهذا فاني أفضل الردّ على ذلك بالعمل فقط وستأتي الفرص لاثبات حقيقة مؤهلاتي مع الترجي وكذلك المنتخب في نهائيات أمم افريقيا بمصر التي أعد خلالها التونسيين باللقب لضمان مكان في أولمبياد ريو دي جانيرو بالبرازيل خلال العام القادم.