واشنطن (وكالات) شن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو هجوما على الاتفاق الذي تسعى واشنطن للتوصل إليه مع طهران بشأن الملف النووي الإيراني، محذرا بأن من شأن ذلك أن يقوي طهران لتصدير الإرهاب والعدوان. وحض نتنياهو في خطاب له مساء أول أمس أمام الكونغرس الأمريكي في واشنطن، على منع إيران بكل الوسائل من امتلاك القدرة النووية التي قد تمكنها من صنع أسلحة ذرية في المستقبل، كما اتهم طهران بخداع المجتمع الدولي ومفتشي وكالة الطاقة الدولية بشأن سعيها لتطوير قدرتها النووية. وقال إن العالم إذا كان حريصا على أن تكون إيران جزء من المجتمع الدولي فلا بد من ضمان أن لا تكون مصدرا للإرهاب والرعب لجيرانها وللعالم بأسره، متهما إيران بغزو العديد من بلدان الجوار، مشيرا إلى أنها باتت تسيطر على أربع عواصم عربية (بغداد وبيروت ودمشق وصنعاء). وأضاف نتنياهو في الخطاب -الذي قاطعه أعضاء الكونغرس بالتصفيق مرات عدة- أن إيران استهدفت الكثير من المصالح الأمريكية وقتلت أو اختطفت العديد من الأمركيين في العديد من الأماكن عبر العالم. وبدأ رئيس الوزراء الإسرائيلي خطابه بتوجيه الإشادة للرئيس الأمريكي باراك أوباما الذي لم يحضر الخطاب واعتبر مساعدوه أن دعوة نتنياهو تمت دون موافقة أو إعلام البيت الأبيض. وحذر نتنياهو من أن الخطر الإيراني يستشري، قائلا إن إيران حاليا وهي لا تمتلك أسلحة نووية تسبب قلقا للعديد من دول العالم فكيف لو امتلكتها؟ مؤكدا على ضرورة منع طهران وبشتى الوسائل من امتلاك قدرات نووية عسكرية. وفي كلمته أمام الكونغرس، قال نتنياهو إنه "قبل توقيع أي اتفاق يرفع العقوبات الدولية المفروضة على طهران فلا بد من التأكد من التزامها بتغيير سلوكها ويجب أن تتعهد بوقف التوسع نحو جيرانها وتوقف دعمها للإرهاب حول العالم وتوقف تهديدها للقضاء على إسرائيل، الدولة اليهودية الوحيدة عبر العالم". ونبه إلى أنه على الولاياتالمتحدة وغيرها من الدول أن لا تنخدع بوقوف النظام الإيراني ضد تنظيم الدولة الإسلامية، مؤكدا أن ذلك لا يعني أن إيران باتت حليفة للولايات المتحدة وإسرائيل. وفي كلمته، حرص نتنياهو على التأكيد على عمق العلاقات بين بلاده وأمريكا، وقال إنه "رغم الخلافات العريضة التي قد تبدو في سياسات البلدين إلا أن الصداقة بينهما تتعمق عاما بعد عام وعقدا بعد عقد وستصمد أمام الخلاف الراهن لكي تقوى بشكل إضافي في المستقبل". ومن المقرر ان يبدأ مجلس الشيوخ الأمريكي في مناقشة مشروع قانون يلزم الرئيس الأمريكي باراك أوباما بتقديم أي اتفاق نووي نهائي مع إيران للكونغرس للحصول على موافقته. وقال زعيم الغالبية في مجلس الشيوخ الأمريكي، ميتش مكونيل، الثلاثاء، إن مناقشة المشروع تبدأ الأسبوع المقبل، ويتم التخطيط للتصويت عليه في الأسبوع نفسه، وفقا لما نشرته «رويترز» أمس الأربعاء. وقال البيت الأبيض إن أوباما سيستخدم حق النقض ضد قانون «المراجعة النووية لإيران». وفي غضون أسابيع أيضًا قد يبحث مجلس الشيوخ مشروع قانون لفرض عقوبات أكثر صرامة على إيران، وقد يواجه هذا الإجراء أيضًا بالنقض.