من المنتظر أن تنظر احدى الدوائر الجنائية بمحكمة الاستئناف بنزرت في نهاية الشهر الحالي في جريمة اعتداء بالعنف الشديد تورط فيها شاب وجهت له تهمة محاولة القتل بعدما عمد على اثر خلاف مع صديقه الى اصابته على مستوى رقبته ولولا التدخل الجراحي في الوقت المناسب لهلك وقد ادين المتهم ابتدائيا بالسجن مدة 5سنوات واستأنف الحكم الصادر ضده املا في تخفيف العقوبة المسلطة عليه مراعاة لمستقبله الدراسي . وتفيد تفاصيل هذه القضية التي تعود الى شهر فيفري 2014 ان المتضرر تقدم بشكاية الى السلط الامنية افاد ضمنها انه تعرض الى اعتداء بالعنف الشديد من قبل صديقه على اثر خلاف جد بينهما مرده تعمد الجاني استفزازه ونعته بأبشع النعوت امام اصدقائه واستهزأ بعوزه فجن جنونه واندلعت مناوشة كلامية بينهما تحولت الى معركة احتدت سريعا وتدخل زملاؤهما وقاموا بفضها غير ان الجاني لم يرق له ان يدافع الضحية عن نفسه وعزم على تأديبه. وفي اليوم الموالي تسلح بسكين وضعها في محفظته وعند انتهاء الدروس الصباحية افتعل مجددا مشكلا مع المتضرر واندلعت معركة بينهما عمد اثناءها هذا الاخير الى تسديد طعنة للضحية على مستوى رقبته ثم تحصن بالفرار تاركا اياه يسبح وسط بركة من الدماء. وقد تولى اصدقاء الضحية نقله على جناح السرعة الى المستشفى لتلقي الاسعافات اللازمة حيث خضع لعملية جراحية عاجلة تم خلالها السيطرة على النزيف ثم احتفظ به تحت العناية الطبية المركزة الى ان استقرت حالته الصحية. وقد تمسك المتضرر بتتبعه عدليا من اجل ما نسب اليه وعلى ضوء هذه الشكاية تم فتح بحث في الغرض والقي القبض على ذي الشبهة. وباستنطاقه انكر في البداية ما نسب اليه غير انه بتضييق الخناق عليه تراجع في اقواله واقرّ بما نسب اليه غير انه سرد رواية مغايرة وافاد ان مردّ منطلق الخلاف بينه وبين صديقه تعمد المتضرر سلبه جهاز حاسوب محمول صغير الحجم من محفظته وأنه عندما تفطن للأمر قام بتفتيش جميع الموجودين معه في القسم ماعدا المتضرر الذي تغيب في تلك الساعة وأن تغيبه جعل شكوكه تتدعم نحوه وأنه في اليوم الموالي واجهه بالأمر الا انه انكر ما نسب اليه وافاد انه اضطر للمغادرة لأن والدته مريضة لكن كلامه لم يقنعه. وأضاف المتهم أنه تأكد من شكوكه عندما اعلمه تلميذ انه شاهده يغادر المعهد مضطربا وعندما استوقفه كانت معالم الارتباك بادية عليه فأعاد مجددا مواجهته بالأمر فاندلعت بينهما خصومة عمد خلالها المتضرر الى شتمه ونعته بأبشع النعوت فتملكه الغضب وتحولت المناوشة الى معركة تدخل الحاضرون وقاموا بفضها غير انه في اليوم الموالي شاهده الضحية وعاود استفزازه مما اجج مجددا فتيل الخلاف بينهما فاندلعت معركة بينهما حاول خلالها الضحية اصابته بحجارة على مستوى رأسه لكنه نجا من الاصابة بأعجوبة وأخرج موسى كان يضعها في محفظته للدفاع عن نفسه لأنه سبق له ان تعرض الى «براكاج» وتولى اصابته على مستوى رقبته ثم فر من المكان دون ان تتجه ارادته الى ازهاق روحه. وبإجراء مكافحة بين الطرفين تمسك كل طرف منهما بما نسب اليه وباستشارة النيابة العمومية اذنت بالاحتفاظ بالمظنون فيه. وباحالتهما على قاضي التحقيق تمسك كلاهما بأقواله غير ان شهادة الشهود فندت رواية الجاني واكدت اقوال المتضرر ورغم مواجهة المتهم بهذه الشهادات فقد تمسك بأقواله لدى باحثي البداية ,وبعد ختم الابحاث وجهت للمظنون فيه تهمة محاولة القتل العمد واحيل على انظار احدى الدوائر الجنائية بالمحكمة الابتدائية ببنزرت. وبالتحرير عليه من طرف القاضي طلب التخفيف عنه قدر الامكان وهي نفس الطلبات التي تمسك بها الدفاع الذي التمس من هيئة المحكمة تغيير التكييف القانوني للجريمة واعتبارها من قبيل تبادل العنف اثناء معركة ومراعاة مستقبل موكله الدراسي. المحكمة بعد سماع جميع الاطراف قررت ادانة المتهم وسجنه مدة خمس سنوات وقد استأنف المتهم الحكم الصادر ضده .